وصول الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى السعودية وحضوره القمة الخليجية التي تشارك فيها مصر والأردن والعراق، يعيد التأكيد من جديد على أنه لا يمكن بأي حال من الأحوال أن تقفز عواصم القرار الدولي عن السعودية باعتبارها صمام الأمان في منطقة الشرق الأوسط وصاحبة القول الفصل في ملفات المنطقة برمتها، وهو ما يؤكده أيضا التفاهم الثلاثي بين عمان والقاهرة وبغداد وجلوس قادتها إلى جانب قادة الدول الخليجية في رسالة بالغة الأهمية تقول لواشنطن إن هناك لاعبين كبار في المنطقة.
وأكد مراقبون أردنيون أن انعقاد القمة العربية الأمريكية يؤكد أن السياسة التي ينتهجها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي العهد الأمير محمد بن سلمان أظهرت قوة المملكة في الساحة الدولية ودورها المحوري في قضايا المنطقة والإقليم، وهو ما يفرض على واشنطن إعادة حساباتها خصوصا أن حضور السياسة السعودية في الملعب الدولي بات قويا وفاعلا.
واتفق أستاذ العلوم السياسية الدكتور منير حمارنة وأستاذ القانون الدولي الدكتور جمال العزة والخبير الاقتصادي خالد وزاني على أن للولايات المتحدة مصالح أمنية ومالية وسياسية تحتم عليها الحفاظ على شراكتها الإستراتيجية مع المملكة، إضافة لعدة عوامل حيوية بالنسبة إلى البيت الأبيض منها تبعات الحرب في أوكرانيا والحاجة إلى تنظيم سوق النفط واستقرار أسعار الطاقة.
وقال المراقبون لـ«» إن البيت الأبيض أدرك أهمية المملكة كلاعب أساسي في الملفات الإقليمية والدولية والعربية والإسلامية، وسبق أن زار رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون المملكة بعد أن أدركوا أنها تمتلك مفاتيح كثيرة قادرة من خلالها على اتخاذ مواقف حاسمة في مختلف القضايا الدولية ولعل في مقدمة ذلك قدرتها على التعامل مع كل القوى الكبرى الفاعلة في العالم شرقاً وغرباً. ولفتوا إلى أن زيارة بايدن تأتي في إطار مساع أمريكية انتابها إدراك حقيقي لأهمية السعودية ووزنها الاستراتيجي وليس كما يسربه وكلاء الأجندات الخارجية من أنها تصب في مصلحة التطبيع مع إسرائيل متجاهلين الموقف السعودي الحاسم من هذه القضية، وأنه لا تطبيع ما لم تعالج قضية فلسطين وفق قرارات الشرعية الدولية وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية، وهذا ما سيسمعه الرئيس الأمريكي في القمة المشتركة.