الكاتب رئيس مركز القدس للدراسات المستقبلية في جامعة القدس
مثل كل شعوب العالم ، اعترف العالم كله بنا وبحقنا في دوله الا اولئك الذين يعتقدون انهم يستطيعون ايقاف حركه التاريخ ونواميس الناس ،مثل كل شعوب العالم، اصبح لنا مقعد في الجمعيه العموميه للامم المتحده لنا حق منقوص حتى الان، ولكن المساله مساله وقت الا ، صار لنا دوله بين الدول، وبذلك نجونا من الشطب والالحاق والضم والتغييب والتهميش، نجونا من المذبحه، نجونا من الخروج من التاريخ ، واصبحنا كيانا قانونيا وسياسيا معترفا به ، قد تكون الحدود غائبه وقد يكون السكان موزعين ومشتتين وقد تكون السياده مصادره ، ولكن كل ذلك سياتي مع الوقت، فالجهد و الدمع والدم والصبر والعناد والايمان والانتماء كفيله بان تحول الصخر الى حرير والمستحيل الى ممكن .
اعتراف العالم بنا وان كان منقوصا لكنه دليل على ان شعبنا عصي على الانكسار او الكسر او التجاوز او الاقتلاع او الابتلاع او الهضم، ودليل على ان الضمير العالمي لا يمكن تزويره او اختطافه او تنويمه او الغائه ، لا يمكن شطب شعب مثل شعبنا يتكئ على قاعده عريضه من ثقافه غنيه وقويه قائده ورائده وصاعده ،ولا يمكن لاستعمار مهما كان ذكيا ومزودا بكل تكنولوجيا العالم ونظرياته في حكم الشعوب ان تصادر الشوق الى الحريه والرغبه في الحياه الكريمه .
ان اعتراف العالم بنا هو رساله ايضا الى اسرائيل واتجاهاتها الجديده وقادتها المغامرين المقامرين اللاهثين وراء حلول واوهام لا يمكن تحقيقها مهما كانت اسرائيل قويه او مدعومه او مسكوت عنها وهي رساله تقول ان ان الحل لا يمكن ان يكون من خلال مذبحه او تهجير او فرض تسويه عسكريه امنيه ، ان اعتراف العالم بدوله فلسطينيه ينقذ الشعب الفلسطيني من شبهة التعريف والتجسيد والكيانيه والحقوق والمستقبل ايضا .
ان اعتراف العالم بدوله فلسطينيه يضع حدا للمبادرات والاقتراحات والاجراءات التي ترى في الشعب الفلسطيني قبائل او مجرد مشكله امنيه او ديموغرافيه ،دوله فلسطينيه تعني الجغرافيا والديموغرافيا والسياده والعلاقات الدوليه وبناء السلم والاستقرار، دوله فلسطينيه يعني التسويه الافضل والانسب والاكثر نجاعه لاحلال السلام في المنطقه.
ان هذا الاعتراف المنقوص رساله ايضا لاولئك الذين يتشدقون بحل الدولتين دون التقدم خطوه اخرى الى الامام ، فالكلام عن حل الدولتين بطريقه عشوائيه ودون تفصيل ودون اعتراف بدوله فلسطين يصبح مجرد استهلاك للوقت والجهد، او انه مجرد اداره علاقات عامه او امتصاص غضب او الهاء اطراف وجهات تحب ان تسمع هذا الكلام .
الكلام عن حل الدولتين بدون اعتراف بالدوله الفلسطينيه وعن حدودها ومضامينها وعلاقاتها وتمثيلها السياسي مجرد (طق حنك) ليس الا.
الاعتراف بدوله فلسطين كدوله بين الدول انما هو المدماك الاول في بناء المستقبل للشعب الفلسطيني الذي تم التعامل معه طيله الوقت باعتباره اما قضيه انسانيه او مشكله امنيه او تهديد ديموغرافي ،وكل هذا سقط من خلال التجربه الفعليه التي استهلكت الكثير من الدماء .
ان الدوله الفلسطينيه هي البوابه الحقيقيه لصنع سلام دائم وحقيقي .