وأعرب مواطنون من مكة عن أسفهم على المغالاة ووصول الأسعار إلى أرقام فلكية، الأمر الذي قد يتسبب في عزوف البعض عن الشراء والاتجاه إلى طرائق أخرى بديلة. وطبقاً لتركي المطرفي فإن المبالغة في الأسعار تتكرر في كل موسم ولا توجد ضوابط أو حدود يتوقف عندها مربو الماشية، إذ يبررون مواقفهم بارتفاع أسعار الشعير والأعلاف، وهذا التبرير مردود عليه؛ لأن المغالاة كانت تحدث حتى حين كانت أسعار الأعلاف ثابتة ورخيصة. ويضيف «لا بد من تدخل وزارتي التجارة والزراعة ووضع آلية معينة للتسعير كأن يكون البيع حسب الكيلو وتحديد السعر حسب عمر الذبيحة ونوعها وحجمها، لأن بعض مربي الماشية للأسف يبيعونها دون سنها الشرعي المسموح في الأضحية وهذا غش وتدليس على المشتري».
ويتفق معه عاطف البقاري ويضيف أن سوق المواشي يشهد هذا الجنون في الأسعار كل موسم، فالباعة يتنافسون في عرض مواشيهم بأرقامها الفلكية ومن الصعب بل من المستحيل أن تجد أضحية مجزية شرعا بسعر يقل عن 1500 ريال، ما قد يدفع البعض إلى البحث عن بدائل أخرى مثل الجهات الخيرية التي تقدم الأضاحي وتوزعها بسعر رمزي بسيط، وفي الواقع فالكثيرون يريدون أن يقوموا على ذلك بأنفسهم ويشرفون على ذبحها وتوزيعها والأكل منها وفي ظل هذه الأسعار الجنوبية فالموضوع أصبح مكلفا للغاية.
وفي حائل شهدت أسعار المواشي ارتفاعاً ملحوظاً قابله ضعف في الإقبال، في الوقت الذي برر عدد من التجار الارتفاع بسبب زيادة أسعار الشعير والأعلاف، وطالب عدد من المستهلكين بتدخل الجهات المعنية لضبط الأسعار، مشيرين إلى أنهم سيلجأون إلى دفع قيمة الأضحية عبر حسابات الجمعيات الخيرية. وقال سعد الشمري إن الأسعار بسوق المواشي مبالغ فيها وارتفاع كبير غير مبرر، فالنعيمي بـ 1700 ريال ويصل إلى 2000 ريال، وهذا السعر لا يمت بصلة للمنطق، ونأمل تدخل الجهات المعنية لضبط الأسعار ووقف جشع التجار الذين يستغلون مثل هذه المواسم لرفع الأسعار.
في المقابل، برر عيّاد الشمري (تاجر مواشي) ارتفاع أسعار الأضاحي بارتفاع أسعار الأعلاف مثل الشعير الذي وصل سعر الكيس (64) ريالاً، وكذا بقية أنواع الأعلاف الخضراء، مبيناً أن تكاليف الأعلاف باهظة، ما دفع التجار إلى رفع الأسعار لتغطية التكاليف. وأكد أن الأنواع السائدة في السوق هي النعيمي والنجدي تبدأ أسعارها من 1250 2000 ريال حسب حجم الأضحية، بينما سعر أضحية النجدي بين 13002200 ريال حسب الحجم.
أما مبارك العنزي فيقول إن أسعار هذا العام مختلفة تماماً عن السابق، فالأسعار في السوق منذ دخول أيام العشر من ذي الحجة مرتفعة تصل إلى 2000 ريال للأضحية الكبيرة والصغيرة لا تقل عن 1300 ريال، «هذه الأسعار ستدفعنا للعزوف عن الشراء لعدم مقدرتنا وسنلجأ لدفع قيمة الأضحية عبر البنوك للشراء من خارج البلاد». لكن تاجر الأغنام فيصل الخشمان يرى أن قلة المعروض وتوقف الاستيراد مقارنة بالأعوام الماضية سبب المغالاة، فضلاً عن الزيادات الكبيرة في أسعار الأعلاف.
وفي رفحاء وصلت الأسعار إلى سقف عال برره التجار والمربون بارتفاع أسعار الأعلاف والشعير، وطالب المستهلكون الجهات المعنية بإيقاف المغالاة وجشع التجار، ورصدت جولة ميدانية لـ«» تباين الأسعار طبقاً للنوع. وقال شيخ الدلالين بسوق الأغنام برفحاء سعود الشمري إن الأسعار في الجملة تبدأ من نحو 1000 ريال ويصل بعضها إلى 1700 ريال، ويكون البيع بالتفريد لدى الشريطية من 1150 ريالاً إلى 1800 ريال.
أما أبوفيصل الشمري (أحد الدلالين)، فيرى أن السوق تشهد إقبالاً من التجار. ويقابله انخفاض جزئي في الذبائح. فيما يقترح أحمد العنزي ومنيف المناحي بوضع سقف لأسعار الأضاحي حتى تكون في متناول الجميع.
مهرجان «أضحيتي» للأوزان
في القصيم أصدرت الأمانة مؤشرا يوميا للأسعار وحددت النجدي بين 1300 إلى 2200 ريال، والنعيمي من 1200 إلى 2100 ريال، والحري من 1100 إلى 1700، والسواكني من 1200 إلى 1400، والبربري من 600 إلى 700 ريال، كما أطلقت مهرجان «أضحيتي» بمدينة الأنعام ببريدة بالتعاون مع فرع وزارة البيئة والمياه والزراعة، ويشتمل المهرجان على برامج خدمية وتوعوية مع رفع الوعي في التعامل السليم مع الأضحية وطرق شرائها وأفضل السبل للتعامل مع اللحوم بشكل صحي، إلى جانب خدمات مستشار الشراء والمستشار البيطري ونقل الأضاحي والجزارة وخدمات شراء الأضاحي وطلب تصريح ذبح مؤقت للمطاعم والمطابخ وكل ذلك وفق اشتراطات تضمن تطبيق الإجراءات الصحية، كما يتضمن المهرجان إطلاق مسابقة أوزان الأغنام المحلية على فئات النجدي والضأن النعيمي.
ذبح إلكتروني في عسير
أعلنت أمانة منطقة عسير استقبال طلبات الحصول على تصاريح مؤقتة لذبح الأضاحي في المطابخ خلال العيد، على أن يتم الطلب إلكترونياً عبر الموقع الإلكتروني، ويهدف ذلك للتسهيل على المستفيدين والتقليل من الازدحام وتوفير خيارات متعددة أمام المستفيدين.
وقفزت أسعار الأضاحي في منطقة جازان بداية الأسبوع الحالي بنسبة وصلت إلى 70% مقارنةً مع أسعارها قبل نحو أسبوعين. وسُجلت الزيادة في أنواعٍ معينة للأضاحي، وأجمع تجار على أن الأسعار ستشهد ارتفاعات جديدة في الأيام القادمة مع تباشير عيد الأضحى، وقد تصل الزيادات إلى 100%. وطبقا لمتعاملين في سوق الماشية فإن الأغنام البلدية تصدرت الأسعار. وقال عبدالوهاب ناشب ويحيى جابر مشهور، إن المغالاة والزيادات المفاجئة تزامنت مع قرب العيد، ولا مبرر لذلك مع وفرة المعروض في السوق.
ويتفق معهما فهد عبده مشهور ويضيف أن الإقبال الشرائي في هذه الأيام يعود إلى قرب عيد الأضحى، إذ يتم استهلاك كميات كبيرة من الذبائح، وتراوح أسعار البلدي بين 1200 و2000 ريال للرأس الواحد وهي مغالاة لا مبرر لها.
أما عبده جابر وموسى الفيفي ومحمد جابر فأوضحوا أن شريحة كبيرة من الزبائن يفضلون الأنواع الأخرى كالسواكني والحري والنعيمي، حيث تراوح أسعارها بين 1300 و2000 ريال للرأس الواحد، وهذه الأنواع متوفرة بشكل كبير في الأسواق بسبب ازدياد الطلب وانخفاض أسعارها مقارنة بالبلدي. ويلتقط علي عبده طرف الحديث ويتابع «ارتفاع أسعار المواشي أرهق الأسر وكلفهم فوق طاقتهم، إذ وصل ثمن الأضحية إلى 2000 ريال».
في المقابل، يقول أحد الباعة واشتهر بتربية الأغنام البلدية، إن ذلك يحتاج إلى مجهود وعمل شاق بسبب شغف أهل المنطقة للبلدي، ومن الطبيعي ارتفاع الأسعار لأننا نربيها منذ شهور عدة وتكلفتها المادية عالية.