مع تواصل عمليات المقاومة ضد جيش الاحتلال والمستوطنين، عقد قادتهم اجتماعا مع قائد الجيش هآرتسي هاليفي، أعربوا له فيه عن إحباطهم من الوضع الأمني في الضفة الغربية، وناقشوا معه تسريع إجراءات العمل على الطرق والبنية التحتية؛ لحمايتهم من الهجمات الفلسطينية، والتعامل مع إجراءات الأمن على المعابر، مع توجيه مزيد من الانتقاد للجيش الإسرائيلي في الآونة الأخيرة.
حنان غرينوود، مراسل صحيفة “إسرائيل اليوم”، أكد أن “هاليفي التقى رؤساء المجالس الاستيطانية في الضفة الغربية، بهدف إطلاعهم على التطورات الأمنية، واستعدادات الجيش للحفاظ على أمنهم، مع العلم أن الاجتماع عقد في الظل، وبعيدا عن الإعلام، وفي فترة عاصفة أعقبت هجوم المستوطنين على بلدة حوارة جنوب نابلس، واستمرار التوترات بين الفلسطينيين والمستوطنين التي لم تهدأ، رغم مصلحة الجيش الواضحة بتهدئة المنطقة، فيما أعرب قادة المستوطنين أمام هاليفي عن إحباطهم بشأن الوضع الأمني في الضفة الغربية”.
وأضاف في تقرير أن “المستوطنين أكدوا لهاليفي عدم شعورهم بالأمان، مطالبين بإجراءات لتغيير هذا الوضع الذي شهد توجيه قدر كبير من الانتقادات للجيش في الآونة الأخيرة، وأثاروا معه جملة من القضايا العاجلة، أهمها بجانب الوضع الأمني في الضفة الغربية، انتشار الأسلحة في الأراضي الفلسطينية بكثرة، وتسريع إجراءات العمل على الطرق والبنية التحتية، والتعامل مع المعابر الأمنية، التي تخلق حركة مرور كثيفة تعطل حياة المستوطنين، وتشكل خطرًا أمنيًا عليهم”.
وأشار إلى أن “قادة المستوطنين طالبوا قائد الجيش بالتعامل مع الفلسطينيين من راشقي الحجارة الذين يمنعونهم من السير على طرق الضفة الغربية، زاعمين أنه لا فرق بين من يلقي حجرًا، أو يطلق النار، فجميعهم لديهم هدف واحد، وهو إلحاق الأذى بالإسرائيليين، وإبعادنا عن الدولة، ولن يعيد الردع والهدوء للمنطقة سوى العمل القاسي من قبل قوات الأمن ضد أي تهديد”.
يوآف ليمور، الخبير العسكري بصحيفة “إسرائيل اليوم”، أكد أن “العملية الفلسطينية الأخيرة في شارع ديزنغوف وسط تل أبيب تذكر الإسرائيليين بأن التحريض مستمر، ويؤجج الرعب، وأن العمليات الفدائية ما زالت موجودة، ولم تذهب لأي مكان، فيما تواصل المنظمات الفلسطينية ضخ جرعات التحريض على شبكات التواصل الاجتماعي، وفي نفس الوقت فإن عدد الضحايا الفلسطينيين آخذ في الازدياد، وكل ذلك يوتّر الوضع”.
وأضاف أن “عملية ديزنغوف ضربت مرة أخرى البطن الرخوة لمدينة تل أبيب، وشكلت تذكيرا بأن الهجمات الفلسطينية ما زالت هنا، ومن اعتقدوا أن الهجمات ستبقى داخل حدود الخط الأخضر والقدس المحتلة، يعلمون أن المساحين ليس لهم حدود جغرافية أو مادية، فكل مدينة وكل اسرائيلي هدف لهم، فمنذ بداية العام قُتل 14 إسرائيليًا في هجمات مسلحة، وهو رقم قياسي في فترة زمنية قصيرة”.
وأشار إلى أنه “من البيانات الأولية التي تم جمعها، يبدو أن المسلح معتز الخواجا عمل بمفرده، وليس نيابة عن أي منظمة، كما هو الحال دائمًا، ما يجعل الحدث أكثر تعقيدًا، لأن القبض على مسلح واحد أكثر تعقيدًا من تحديد موقع منظمة، وإحباطها، وإن حقيقة أن منطقة التماس لا تزال مخترقة جزئياً، رغم الجهود الأمنية التي بُذلت فيها منذ موجة هجمات فبراير/ مارس 2022، تجعل من السهل على الفلسطينيين دخول الخط الأخضر، وعلى أي حال هناك عدد كبير منهم موجودون في إسرائيل، وبإمكانهم في أي لحظة تنفيذ هجوم فدائي”.
ومن الواضح أن هذه التوترات الأمنية المتصاعدة تساهم بدورها في زيادة الهجمات والهجمات المضادة في الضفة الغربية والداخل المحتل، ولكن في حالة عدم وجود أهداف محددة، فإن الاحتلال يتصرف بطريقة غير هادفة وليست فعالة، رغم أن الاهتمام الأكبر الآن يتمثل في منع تفشي هذه الأوضاع المتوترة عشية حلول شهر رمضان بعد أيام قليلة.
ويأخذ الإسرائيليون على حكومتهم وجيشهم أنه يتصرف في هذه الآونة من “المعدة الساخنة” وليس من “العقل البارد”، لاسيما أن المواجهات مع الفلسطينيين تتزامن مع ما يشهده الجمهور الإسرائيلي من أزمة هائلة حول التغييرات القانونية، ما يخلق أجواء بتراخي المسؤولية الأمنية في فترة حساسة بشكل خاص، وتزايد للهجمات الفلسطينية بشكل عام.
عربي21