رئيس “الريف المصري”: مشروع الـ1.5 مليون فدان سيحقق مستقبلا ز


12:24 م


الإثنين 03 يوليه 2023

كتب- أحمد مسعد:

أكد المهندس عمرو عبد الوهاب رئيس مجلس الإدارة العضو المنتدب لشركة تنمية الريف المصري الجديد، المسئولة عن تنفيذ وإدارة المشروع القومي لاستصلاح واستزراع وتنمية المليون ونصف المليون فدان، أهمية هذا المشروع القومي والتنموي الواعد في تحقيق، مشيرا إلى قيام المشروع بإنشاء مجتمعات عمرانية جديدة ومتكاملة وإسهامه في إعادة توزيع السكان على الخريطة الجغرافية لمصر.

جاء ذلك خلال الكلمة التي ألقاها عبد الوهاب، في الجلسة الرئيسية للملتقى التوظيفي لقسمي هندسة التشييد والهندسة المعمارية بكلية الهندسة بالجامعة المصرية الروسية والذي أقيم بمشاركة العديد من كبرى الشركات الوطنية للتشييد والتنمية ونخبة من المتخصصين، وبحضور ومشاركة الدكتور شريف فخري رئيس الجامعة، والدكتور علاء البطش عميد كلية الهندسة، وتحت إشراف الدكتورة فاطمة شلتوت رئيس قسم هندسة التشييد والدكتورة فاتن لبيب رئيس قسم الهندسة المعمارية والدكتورة فينيس فايد.

وقال رئيس الريف المصري إن مشروع الـ1.5 مليون فدان يعد جزءا من إجمالي 4 ملايين فدان من المستهدف تنميتها ضمن مخططات الدولة والقيادة السياسية حيث يعتمد المشروع في الأساس على مخزون المياه الجوفية التي تمتلكها مصر.

وأضاف أن المشروع القومي لتنمية الـ1.5 مليون فدان الذي أطلقه الرئيس عبد الفتاح السيسي، ويولِيه كل الدعم والاهتمام والمتابعة من شأنه أن يحقق لمصر نقلة تنموية مهمة ومستدامة وأن يغير من وجه مصر الزراعي والحضاري خلال السنوات القليلة المقبلة، إذ تستهدف رؤية الدولة من خلال هذا المشروع تحقيق التنمية الشاملة في الأراضي والمساحات التي يتم استصلاحها، من خلال إقامة “ريف مصري جديد وعصري”، يضم قرى نموذجية وتجمعات عمرانية جديدة متكاملة اقتصاديا وفنيا وإداريا وفق خطط ودراسات علمية تعالج مشكلات الماضي وتستثمر مقومات الحاضر، مع الاهتمام الكبير بمختلف علوم ومتطلبات هندسة البناء والتشييد العصرية – جنبا إلى جنب مع النشاط الزراعي – وكذا الاهتمام بالصناعات المكملة والمرتبطة بالزراعة مثل التصنيع الغذائي والتعبئة والتغليف وإنتاج الزيوت والمستحضرات وغيرها، فضلاً عن زراعة المحاصيل الاستراتيجية والزراعات الاقتصادية التي تدر عائدا ماليا كبيرا.

ولفت إلى أن مشروع الـ1.5 مليون فدان ليس مشروعا زراعيا فحسب بل يعد مشروعا تنمويا وصناعيا وعمرانيا متكاملا وواعدا، ينضم إلى قائمة المشروعات القومية المهمة والحيوية التي أطلقتها القيادة السياسية على مدار السنوات التسع الماضية والتي من شأنها إعادة رسم خريطة الوطن ومستقبل ومقدرات الشعب المصري، بما يتناسب ويليق بملامح ومستهدفات “الجمهورية الجديدة”.

وأوضح رئيس مجلس الإدارة والعضو المنتدب لشركة تنمية الريف المصري الجديد أنه لعل المشروع القومي لاستصلاح وتنمية المليون ونصف المليون فدان بما يملكه من مقومات وطاقات ودراسات منهجية، قد ساهم – من بين عوامل عدة – في تحقيق الأمن الغذائي والاكتفاء الذاتي من العديد من المحاصيل المهمة خلال الفترة الماضية، فضلا عن إتاحة المزيد من فرص العمل للشباب والإسهام في زيادة حجم الصادرات المصرية من السلع والمحاصيل الزراعية على الرغم مما يشهده العالم من أزمات غذائية وإنتاجية سواء لأسباب سياسية مثل الصراع العسكري بين روسيا وأوكرانيا، أو لأسباب طبيعية وحيوية مثل مشكلة التغيرات المناخية ومشكلات ندرة المياه والتصحر.

وأشار إلى أن الدولة المصرية تعمل بكل جهدها لتحقيق التنمية المستدامة ومن بينها التنمية الزراعية، كأحد المقومات والملامح الرئيسية لخطة مصر التنموية 2030، بما من شأنه أن يحقق صالح الوطن والمواطنين، موضحا أنه إذا ما تحدثنا عن التنمية المستدامة بمفهومها العام والعلمي المتعارف عليه، فإننا سنذكر دائما ونأخذ في الاعتبار البعد الهندسي والبيئي والذي بات يتخطى الشكل الوقائي أو الإجرائي حتى أصبح يمثل ضرورة وأمرا حتميا يرتبط بمختلف مناحي العمل في كافة المجالات خاصة في “الريف المصري الجديد”.. ذلك المصطلح أو المسمى الذي تمثل كلماته الثلاثة الجزء الأكبر والأهم في اسم الشركة التي نشرف بإدارتها والعمل فيها ولكنه يمثل في الأساس أحد أهم مستهدفات الدولة وخاصة “الجمهورية الجديدة” في خلق ريف مصري جديد، يكون جديدا في شكله وفي موقعه الجغرافي وقبل كل شيء جديدا في مضمونه وفي مختلف صور البناء والتشييد به.

وتابع “لذا فإننا وضعنا دائما نصب أعيننا أهمية وأولوية تنفيذ البنية التحتية اللازمة لمختلف أراضي المشروع قبل طرحها على صغار المزارعين أو المستثمرين، وذلك من منطلق سرعة تنمية الأراضي التي تقع تحت ولاية الشركة، والتيسير على المنتفعين، وكذلك من منطلق مساهمة “شركة تنمية الريف المصري الجديد” في أعمال التنمية التي تستهدفها وتعمل على إنجازها كافة أجهزة الدولة، وفق رؤية وتوجيهات القيادة السياسية”.

وأضاف” قمنا بإنفاق ما يزيد على 2.8 مليار جنيه خلال العامين الماضيين على أعمال إرساء وتنفيذ البنية التحتية في مختلف مناطق مشروع الـ 1.5 مليون فدان، بما يشمل حفر الآبار ومد شبكات الري المحوري والري بالتنقيط لبعض المناطق، وأعمال رصف الطرق والمدقات ومد شبكات الاتصالات بجميع مناطق الشركة، كما تقوم الشركة حاليا بتكثيف جهودها لإقامة مناطق خدمية وإدارية جديدة في مختلف المواقع التابعة للشركة، تضاف إلى تلك القائمة بالفعل في كل من المغرة وغرب غرب المنيا، بالإضافة إلى انتهاء الشركة من إقامة نقاط للشرطة ومراكز لطب الأسرة بأراضي المشروع في المغرة ومنطقة سهل المنيا الغربي، فضلا عن عدد من محطات تحلية مياه الشرب بالمواقع المختلفة للمشروع تقدم المياه للمنتفعين.

كما لفت عمرو عبد الوهاب إلى أن الشهور القليلة الماضية شهدت قيام شركة تنمية الريف المصري الجديد بتوقيع عدد من الاتفاقات وبروتوكولات التعاون مع مجموعة من الشركات الوطنية، وكذلك مع العديد من كبرى الشركات الدولية العاملة في مجال البناء والتشييد وأبحاث معالجة وتحلية المياه وتوليد الطاقة المتجددة واللوجستيات وذلك بهدف تحقيق التكامل والتوظيف الأمثل لمختلف الخبرات في تطوير مشروعات البنية الأساسية اللازمة لتوليد الطاقة النظيفة لأراضي المشروع القومي المليون ونصف المليون فدان، بما يخدم أنشطة صغار المزارعين والشباب ويحقق صالح المنتفعين بأراضي المشروع، لما لدى الشركة من إرادة جادة وحقيقية في الوقوف إلى جانب المنتفعين وإيجاد حلول عملية لمختلف التحديات، والإسراع في حل أية مشكلات تواجههم لدعم أنشطتهم والحفاظ على استثماراتهم، وهو ما يأتي كذلك في إطار تنفيذ توجيهات القيادة السياسية بضرورة تعزيز التعاون البنَّاء بين مختلف المؤسسات والكيانات بالدولة، واستغلال الخبرات والقدرات الفنية والتصنيعية الوطنية والدولية، من أجل تنفيذ المشروعات التنموية الكبرى بالدولة وفقا لرؤية ومستهدفات “الجمهورية المصرية الجديدة”.

وقد اختتم كلمته بالتأكيد على استعداد شركة تنمية الريف المصري الجديد وإدارة مشروع المليون ونصف المليون فدان لإطلاق حاضنة أفكار ومشروعات ابتكارية تساعد على اكتشاف وتبني التجارب العلمية الهادفة لشباب الباحثين والمزارعين، وذلك بالتعاون مع كبرى الجهات البحثية والعلمية والتمويلية، وبما يخدم أهداف ومنتفعي مشروع الـ 1.5 مليون فدان.

كما أكد ترحيب الشركة بتبني كافة مقترحات وتجارب الطلاب والباحثين من طلاب كلية الهندسة بالجامعة المصرية الروسية، وكافة أفكارهم المتعلقة بمجالات هندسة البناء والطرق ونظم تحلية المياه وتشييد الأبنية المتوازنة بيئياً، بما يخدم المشروع ومستهدفاته، ويحقق صالح والمنتفعين بأراضيه، مع الترحيب بتقديم كافة صور التدريب والتشغيل للمهتمين منهم.

ووجه الدعوة لشباب الخريجين بقوله “إننا نأمل الكثير فيكم كنموذج حي للأجيال الجديدة المتسلحة بالعمل والدراسة والعزيمة للإسهام في بناء الوطن والمشاركة في تنفيذ وتطوير مشروعاته القومية، ولتكونوا على قدر التخصص المهم والرسالة النبيلة التي تحملونها، والتي تحث عليها وتحترمها جميع الأديان السماوية، وهي رسالة البناء وتعمير الأرض”.

كما دعا مختلف الشركات للمشاركة في الملتقى التوظيفي، سواء المهتمة أو العاملة بمجال التنمية والتشييد والبناء، لزيارة مختلف أراضي “الريف المصري الجديد” ومشروع المليون ونصف المليون فدان من أجل التعرف على الفرص والإمكانات الاقتصادية والتنموية المتاحة على أرض الواقع، وذلك في ضوء سعي وترحيب الشركة الدائم بالتعامل مع كافة الخبرات والشركات الوطنية والإقليمية والعالمية، بما يحقق خطط المشروع ومستهدفات الوطن من إحداث ومضاعفة التنمية الشاملة والمستدامة المنشودة في كافة محافظات مصر.​