حذر رئيس الشاباك الإسرائيلي رونين بار وزير الأمن القومي في حكومة الاحتلال المتطرف إيتمار بن غفير من عواقب تصعيد إجراءات الشرطة في شرقي القدس المحتلة مطالبا الأخير بتخفيفها .
ووفق ما أوردت القناة 13 العبرية مساء اليوم الأربعاء، قال رونين بار خلال اتصال هاتفي مع بن غفير إن سلوكه المعادي يؤجج المشاعر وقد يتسبب بتصعيد واسع في هذا الوقت الحساس.
وبحسب القناة “تعتبر هذه محادثة غير عادية للغاية، لأن رئيس الشاباك لا يتصل عادة بالوزير بشأن شيء كهذا، إذ يرى مسؤولو الأمن مؤخرا أن احتمال حدوث تصعيد أمر بديهي وسيحدث بالتأكيد، خاصة إذا لم تنجح خطوات تهدئة الأجواء في شهر رمضان، وتصاعد التوتر في المسجد الأقصى.
وكان بن غفير قد زاد مؤخرًا من الضغط والتضييق على شرق القدس، فارضاً عقوبات جماعية على القرى والبلدات الفلسطينية.
وأشارت القناة إلى أن الخطوات التي اتخذها بن غفير تسببت في التضييق على حياة أكثر من 10.000 فلسطيني في أحياء شمال وشرق القدس، مثل إيقاف واعتقال 100 فلسطيني وتوزيع 500 مخالفة على مواقف سيارات ومرور، وتدمير 7 منازل بعد أن منع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو هدم منازل إضافية.
ولفتت القناة إلى أنه من وجهة نظر الشاباك، يمكن لهذه الإجراءات أن تدفع المزيد من الفلسطينيين إلى تنفيذ عمليات، وليس منع وقوع المزيد منها.
و ذكرت صحيفة “يديعوت أحرنوت” العبرية في شرح مطول إن سياسات الحكومة وبن غفير توسع الفجوات وتهدد العلاقات مع الإدارة الديمقراطية في البيت الأبيض من جهة، ومن جهة ثانية فإنها تساهم في تآكل الأمن وتدفع نحو تنفيذ مزيد من العمليات على غرار تلك الأخيرتين في القدس.
وقالت الصحيفة “في الأسابيع الثلاثة الماضية، حصل تدهور كبير في الوضع العام للأمن القومي في إسرائيل.. تستمر الاضطرابات في مناطق الضفة الغربية التي بدأت في مارس 2022، على الرغم من أن الجيش الإسرائيلي والشاباك تمكنوا من منع وإحباط معظم العمليات المخطط لها من خلال النشاط الوقائي في نقاط الاحتكاك كل ليلة، لكن لا يزال هناك حوالي 40 تنبيها يوميا حول نوايا تنفيذ عمليات.
وفي القدس، تدهور الوضع الأمني والشعور بالأمن لدى السكان اليهود، بسبب سلسلة عمليات نفذ أغلبها أطفال ومراهقون، أطلق عليها اسم “انتفاضة الأطفال”.
تدهور الوضع الأمني في القدس نابع وبشكل مباشر من سلوك الحكومة، وبشكل أدق من سلوك وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، الذي ترفع تصريحاته الهجومية في وسائل الإعلام منسوب المخاوف والغضب في أوساط الشباب، وحتى الأولاد في الأحياء الفلسطينية في القدس الشرقية.
كما أن مزيج الخوف والغضب يأتي نتيجة تصريحات بن غفير واستلهام العمليات في نفي يعقوب ومفترق راموت، هي التي تسبب الوضع المتفجر الذي يتأثر به الأولاد والشباب الفلسطينيون من خلال شبكات التواصل الاجتماعي، ولا سيما “تيك توك”، وهذا كله قبل شهر رمضان، والذي من المُتوقع أن تشتعل فيه الأجواء أساسا في الشارع الفلسطيني.
وأكدت الصحيفة أن الحاجة الحالية في القدس هي التهدئة، لكن وزير الأمن القومي يريد الآن أن يدمر المنازل بالجملة، ويستخدم قوات الشرطة التي تعززت في القدس بكثافة مبالغ فيها.
وأوضحت أن الخوف الذي يبثه هذا العمل فقط يؤجج هيجان المواطنين أكثر، بعضه لا يجلب الأمن إطلاقا وإنما العكس.
وفي المقابل، ذكر تقرير لصحيفة “هآرتس” يوم الأربعاء، أن جهاز المخابرات العامة “الشاباك”، وسع مؤخرا من نشاط الوحدة المسماة “الوحدة اليهودية” لمراقبة النشطاء المعارضين للتعديلات القضائية التي تدفع بها حكومة بنيامين نتنياهو، وسط تعريف بعض النشطاء، بالمتطرفين والفوضويين.
وأوردت الصحيفة، التي باتت تطلق على خطة الحكومة “خطة الانقلاب على النظام الإسرائيلي”، أن “الشاباك” وعناصره باتوا يشاركون في جلسات التقييم للوضع وخطط مواجهة المظاهرات تحسبا لما وصفوه بإقدام “نشطاء فوضويين على الاعتداء على مؤسسات الحكم”.
وقال مصدر في الشرطة الإسرائيلية للصحيفة إن جهاز “الشاباك” وسع من نطاق نشاط مراقبة نشطاء الاحتجاج من “اليسار”، مع تتبع التصريحات والمنشورات لهؤلاء النشطاء على شبكات التواصل الاجتماعي.