04:00 ص
الإثنين 04 أكتوبر 2021
كتب- محمود مصطفى:
قال الدكتور يوسف عامر، رئيس لجنة الشئون الدينية والأوقاف بمجلس الشيوخ، إن مصطلحَ الحضارةِ هو إحدى المفاهيمِ المحوريةِ التي تباينتِ الآراءُ في تفسيرها، نظرًا لاختلاف الشعوبِ والقناعاتِ المحدِّدةِ لهذا المفهوم.
وأضاف عامر خلال كلمته بالمؤتمر الدولي العلمي الثاني لكلية أصول الدين بالمنوفية، الذي عقد الأحد، بمقر الكلية بمدينة شبين الكوم، والتي جاءت تحت عنوان “الحضارة فريضة إسلامية”، أنه إذا كان للدين أركانٌ وثوابتُ لا بد من الإيمان بها، فهناك أهدافًا ومقاصدَ عُليا جاء من أجل إقامتِها وإشاعتِها في نفوس العالمين، ومن أهمها”صناعةُ الحضارةِ” التي هي فريضةٌ إسلامية، ومرحلةٌ ساميةٌ من مراحلِ التطورِ الإنساني وَمظَاهرِ الرقي العلمي والفني والأدبي والاجتماعي، مشيرا إلى أن الحضارةُ ترتكز على عدد من الأسس، أهمُّها: عبادةُ الخالق، وعمارةُ الأرض، وتربيةُ النفس والوجدان.
وقال عامر، إن الناظرُ في قواعد الشريعةِ الإسلاميةِ وأحكامِها يجدُ أنها أَرستْ منذ الوهلةِ الأُولَى أُسسَ إقامةِ حضارةٍ عظيمةٍ لكل البشر، منطلِقةً من مبدأ الإيمان بالله تعالى، وربطِ كل أسبابِ الحضارة بهذا المبدأ العظيم، فمبادئُ الحضارةِ في الإسلام هي مبادئُ إيمانية.
ونوه رئيس اللجنة الدينية بمجلس الشيوخ، إلى أنه من خلال تأملِ النصوصِ الشرعيةِ التي جاءت متحدثةً عن أسباب الحضارةِ نجدُ أن مجموعَها يجعلُ حكمَ إقامةِ الحضارةِ والحفاظِ عليها فريضةً إسلاميةً يجب على المسلمين الاعتناءُ بها، وهنا أعرضُ أهمَّ الأركانِ التي تقومُ عليها الحضارةُ وَفقَ ما جاءَ في القرآن الكريم.
وتابع عامر:التوازنَ الفكريِّ في المجتمع يمهدُ لوجود الاستقرارِ المجتمعي، وهذا الاستقرارُ هو دليلُ التماسكِ والقوةِ، والتوازنُ والاستقرارُ يُكوِّنان مناخًا قابلاً لقيام الحضارة، وبدون الاستقرارِ فلا يمكن ذلك، ومن هنا ندركُ عظمةَ ما يقوم به كُلُّ منْ يحاربْ التطرفَ فكرًا وسلوكًا، من العلماء ورجالِ الجيشِ والشرطةِ لنصلَ إلى هذا الاستقرارِ المنشودِ ونتمكنَ من استعادة مكانتِنا اللائقةِ بين الحضارات”.
وفي نهاية الجلسة الافتتاحية، كرم الدكتور محمد أبوزيد الأمير نائب رئيس جامعة الأزهر للوجه البحري، والدكتور عبدالفتاح خضر عميد كلية أصول الدين بالمنوفية، الدكتور يوسف عامر، بمنحه درع الكلية.