رئيس مستوطنة شلومي الحدوديّة: حزب الله يملك كميّة أنفاقٍ هائلةٍ وسيُهاجمنا مثلما حدث في (أكتوبر) بالجنوب

في ظلّ التصاعد المُستمِّر بين حزب الله وإسرائيل والتهديدات المتبادلة بينهما، وتحديدًا توعّد الكيان باجتياحٍ بريٍّ لجنوب لبنان، ارتفعت الخشية في تل أبيب من وجود أنفاقٍ لحزب الله عند الحدود الشماليّة، حيث زعم الكيان دخول قوات خاصّة إلى عددٍ من الأنفاق في الجنوب اللبنانيّ، فيما نفى حزب الله الخبر جملة وتفصيلاً.
ووصلت قضية الأنفاق إلى مستشفى الجليل، في مدينة نهاريا الواقعة على الساحل الشماليّ الإسرائيليّ، فبعد شكاوى استلمتها إدارة المركز الطبيّ عن ضجيج حفر، قرّر الجيش الإسرائيليّ القيام بسلسلة اختباراتٍ أرضيّةٍ لاستبعاد الخشية من وجود نفقٍ يصل من لبنان إلى المستشفى المذكور.

ويُشار في هذا السياق إلى أنّه حتى اللحظة ما زالت إسرائيل تتكتّم وبشدّةٍ على أنفاق حزب الله في شمال دولة الاحتلال، ولكن القناة الـ 14 بالتلفزيون العبريّ نقلت عن رئيس مستوطنة شلومي، الواقعة على الحدود مع لبنان وجميع سُكّانها تمّ تهجيرهم، غابي نعمان، قوله: “في نهاية المطاف، سيُهاجمنا حزب الله تمامًا كما حدث في 7 تشرين الأول (أكتوبر) في الجنوب بواسطة حركة (حماس)، يجب أنْ نعود إلى رشدنا ونحلّ هذه القضية”، على حدّ تعبيره.
وفي مقابلةٍ إذاعيّةٍ مع هيئة البثّ الرسميّة الإسرائيليّة (كان)، قال نعمان في معرض حديثه إنّ “هناك كمياتٍ كبيرةٍ من الأنفاق، ونحن نسمع عن ذلك من قادة الجيش الإسرائيليّ، وتحديدًا القادة في الشمال. شاهدنا وجود قوّاتٍ عسكريّةٍ التي تقوم بمعالجة الأنفاق، وكلّ ما يُنشر اليوم عن الموضوع كنت قد علمت به منذ حوالي الشهر، وأستغّل هذه المنصّة الإعلاميّة لأعبِّر عن فرحتي بهذا التطوّر، لأنّ الحديث يدور عن عملٍ صعبٍ ومعقدٍ ومرّكبٍ”، طبقًا لأقواله.
وكان وزير الأمن الإسرائيليّ، يوآف غالانط، قد التقى أمس برؤساء السلطات المحليّة في الشمال وأكّد أنّ الخطوة القادمة في الحرب ضدّ حزب الله ستبدأ في الأيّام القريبة القادمة، وسيؤدّي إلى تغييرٍ في الوضع الأمنيّ ويسمح لنا بإنجاز المسألة الأكثر أهميةً في الحرب، والتي باتت أحد أهداف الحرب، وهي إعادة سُكّان الشمال إلى ديارهم، على حدّ تعبيره.
على صلةٍ بما سلف، قال تقرير نشره مركز (علما) الإسرائيليّ إنّ حزب الله أنشأ شبكة أنفاق تربط بيروت والبقاع بجنوب لبنان. التقرير الذي حمل عنوان (أرض الأنفاق) أضاف أنّ حزب الله بدأ في مشروع شبكة الأنفاق بعد حرب 2006، بمساعدةٍ من الإيرانيين وشركةٍ من كوريا الشماليّة.
وأشار التقرير الإسرائيليّ إلى أنّ مشروع أنفاق حزب الله هو أكبر بكثير من أنفاق حركة حماس بقطاع غزة، حيث يبلغ طول الشبكة مئات الكيلومترات، من بينها نفق بطول 45 كيلو مترًا بين البقاع وصيدا.
واعتبر التقرير الإسرائيليّ أنّ نقل المركبات عبر هذه الأنفاق، يسمح لعناصر حزب الله بالمناورة من مكانٍ إلى آخر لتعزيز مواقعه الدفاعية أوْ لتنفيذ هجومٍ في مكان آمنٍ ومحميٍّ وبطريقةٍ غيرُ مرئيّةٍ.
كما أشار التقرير في الختام إلى أنّ أنفاق حزب الله تتضمّن، غرف قيادة وتحكم، ومستودعات أسلحة وإمدادات، وعيادات ميدانية، بالإضافة لممراتٍ مخصصةٍ لإطلاق الصواريخ والقذائف المدفعية بجميع أنواعها عبر منافذ مخفية ومموهة تُفتح خلال فترة الإطلاق، على حدّ تعبير التقرير الإسرائيليّ.
وكانت صحيفة (وول ستريت جورنال)، زعمت الاثنين، نقلاً عن مصادر أنّ قوات إسرائيليّة خاصة دخلت إلى أنفاق لحزب الله على الحدود مع لبنان.
ووفقًا للتقرير المطول، فإنّ هدف هذه القوات جمع معلومات استخباراتية من داخل الأراضي اللبنانيّة، واستكشاف قدرات حزب الله، تمهيدًا لعمليةٍ بريّةٍ إسرائيليّةٍ وشيكةٍ.
وقال أشخاص مطلعون على الأمر للصحيفة إنّ قوات خاصة إسرائيلية نفذت عمليات صغيرة ومحددة في جنوب لبنان، لجمع المعلومات الاستخباراتية واستكشاف آفاق غزو بري أوسع نطاقًا قد يحدث في أقرب وقت هذا الأسبوع.
وأوضحت المصادر أنّ العمليات التي شملت دخول أنفاق، حدثت مؤخرًا وكذلك على مدى الأشهر الماضية، كجزءٍ من الجهود الأوسع التي تبذلها إسرائيل لتقويض قدرات حزب الله على طول الحدود الفاصلة بين إسرائيل ولبنان.
وقال الجنرال بالاحتياط أمير أفيفي، وهو مسؤول عسكريّ إسرائيليّ كبير سابق لا يزال يتلقى إحاطات من وزارة الأمن، إنّ توغلاً بريًا من جانب إسرائيل بات وشيكًا، وإنّ هذه العمليات المحددة جزء من التحضيرات.
وأوضح في ختام حديثه للصحيفة الأمريكيّة: “لقد قام الجيش الإسرائيليّ بالكثير من الاستعدادات للتوغل البري. وبشكلٍ عامٍ، يتضمن هذا دائمًا عمليات خاصة. وهذا جزء من العملية”، طبقًا لأقواله.