اختتمت وزارة التربية والتعليم، والهيئة الفلسطينية للإعلام وتفعيل دور الشباب “بيالارا”، ومعهد الإعلام الأردني، وجمعيات: حماية الأسرة والطفولة في الأردن، وتونس للإعلام الشبابي، و”دوائر” في لبنان ومدرسة يسوع ومريم اللبنانية، اليوم الثلاثاء، فعاليات مؤتمر التربية الإعلامية والمعلوماتية بعنوان: “منارات: تجارب عربية رائدة في مجال التربية الإعلامية”، بدعم من أكاديمية “دويتشه فيله” ووزارة التنمية والتعاون الدولي الألمانية.
وتضمن المؤتمر جلسات على المستويين الوطني والإقليمي بمشاركة متخصصين ومتحدثين من عدة دول عربية، بالإضافة إلى استعراض قصص نجاح ومبادرات وإنجازات حققتها الدول في هذا الميدان.
وشارك في فعاليات المؤتمر، الذي احتضنته “التربية” في مقرها العام برام الله، وعن بعُد، الأميرة ريم العلي مؤسسة معهد الإعلام الأردني، ووكيل وزارة التربية والتعليم بصري صالح، والمتحدث الرسمي باسم الحكومة الفلسطينية إبراهيم ملحم، والمديرة العامة لمؤسسة “بيالارا” هانيا البيطار، ورئيس قسم الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في “دويتشه فيله” ينس راهي، وممثلة الإدارة العامة للعلاقات الدولية والعامة والإعلام في “التربية” نيفين مصلح، وممثلو لجنة التواصل الحكومي، التي تضم دوائر العلاقات العامة والإعلام في الوزارات والهيئات الرسمية، وعديد المهتمين والباحثين والتربويين من مختلف البلدان المشاركة.
وفي كلمتها، أكدت الأميرة العلي أن هذا المؤتمر يمثل مناسبة لتلاقي الأفكار، وتبادل الخبرات على المستوى الإقليمي، لا سيما في ظل مجتمع رقمي يتطلب امتلاك مهارات التربية الإعلامية والمعلوماتية وتعزيز القدرات، للتعاطي مع متطلبات العصر الحالي وما تفرزه التطورات التكنولوجية والتدفق الهائل من المعلومات والتحقق من مصداقيتها والوصول إلى مصادر موثوقة، مستعرضةً ملامح التجربة الأردنية على صعيد المعهد الإعلامي الأردني وما قاده من خطوات وجهود حثيثة؛ لترسيخ قواعد التربية الإعلامية والمعلوماتية على مستوى المدارس والجامعات والمؤسسات الشريكة.
بدوره، أكد صالح حرص الوزارة على إعلاء صوت التربية الإعلامية والمعلوماتية، وتجسيد هذا النهج في كافة المؤسسات بشكل شمولي وتوسيع دائرة الشراكة على صعيد هذه المؤسسات والتوجه نحو خلق شراكات وتحالفات تؤسس لرؤى واضحة، ومأسسة كافة الجهود وتبني استراتيجية من شأنها خدمة التوجهات والتطلعات المستقبلية.
كما تطرق إلى بعض المنطلقات التي تتقاطع ورؤية الوزارة وتركيزها على مهارات القرن، ورفد الطلبة بالمهارات والكفايات والمضي قُدماً في تضمين المناهج بالموضوعات والمفاهيم التي ترتبط بالتربية الإعلامية.
بدوره، شدد ملحم على محورية التربية الإعلامية والمعلوماتية بالتوازي مع التربية الوطنية، مؤكداً أهمية إدماجها في المناهج الدراسية على مستوى المدارس والجامعات.
واستعرض بعض النماذج التي تم فيها تداول الشائعات والأخبار الكاذبة والمضللة خلال جائحة كورونا، لافتاً إلى أن الحكومة اتخذت سلسلة من الإجراءات؛ لمواجهة الوباء الإلكتروني ومن بينها الإيجاز الصحفي حول تطورات الجائحة، وكذلك الانفتاح على وسائل الإعلام.
بدورها، دعت البيطار إلى ضرورة استثمار الجهود التي بُذلت لغايات نشر التربية الإعلامية والمعلوماتية في المؤسسات التربوية وما تم إنجازه من عمل مع باقي الفئات والقطاعات، مؤكدةً أهمية استهداف ممارسي العلاقات العامة والإعلام في مؤسسات الدولة الرسمية، بصفتهم واجهة هذه المؤسسات ونقطة الاتصال المباشرة مع جماهيرها.
من ناحيته، تحدث راهي عن حرص “دويتشه فيليه” على بناء الشراكات والتعاون مع عديد البلدان، مشيراً إلى أهمية دمج التربية الإعلامية والمعلوماتية ضمن النظام التعليمي الرسمي، وتكاتف الجهود كافة على مستوى الحكومات والمؤسسات؛ لخدمة التوجهات المشتركة.
وفي كلمتها، شددت مصلح على أهمية توظيف جهود نشر التربية الإعلامية والمعلوماتية والعمل على تعميمها بالسبل كافة وضرورة العمل على توسيع نطاق الشراكة بما ينسجم مع رؤية الوزارة وتوجهاتها التطويرية الراهنة.
وتضمن اليوم الأول للمؤتمر عدة جلسات تمحورت حول الوباء المعلوماتي، إذ تم تخصيص جلسة حول حجم الوباء المعلوماتي في فلسطين بعنوان: “آثار المعلومات المضللة خلال الجائحة على المجتمع الفلسطيني”، شارك فيها كل من الأستاذ والباحث في جامعة بيرزيت صالح مشارقة، ومديرة السياسات لمنطقة الشرق الوسط وشمال إفريقيا في منظمة Now Access الدولية مروة فطافطة.
فيما شملت جلسات المؤتمر الإقليمي قصة النجاح الفلسطينية وجهود نشر التربية الإعلامية والمعلوماتية، أدارها مدير العلاقات العامة والإعلام في “بيالارا” حلمي أبو عطوان، وشارك فيها رئيس قسم العلاقات العامة والإعلام التربوي في تربية سلفيت نواف عاصي، والمعلمة في مدرسة بنات بيت إجزا من تربية ضواحي القدس فاطمة منصور، والطالبة أصيل عطايا من مدرسة بنات كفر نعمة الثانوية في تربية رام الله والبيرة.
وتناولت جلسة أخرى من المؤتمر التربية الإعلامية والمعلوماتية في السياق العربي، حيث تم استعراض نماذج ناجحة وهي: التجربة الفلسطينية قدمتها كل من هانيا البيطار، ومدير الإعلام في وزارة التربية ثائر ثابت، والتجربة الأردنية قدمتها نورهان شقمان من معهد الإعلام الأردني، والتجربة التونسية قدمها أحمد الرفرافي، مدّرب في التربية على وسائل الإعلام بأكاديمّية “دويتشه فيله”، والتجربة اللبنانية قدمتها لين مراد صقر من مدرسة يسوع ومريم في لبنان.
وفي اليوم التالي، تضمن المؤتمر جلسات متخصصة وحوارية حول الخطوات العملية لمكافحة الوباء المعلوماتي قدمتها مسؤولة الاتصال في اليونسكو هلا طنوس، وطاقم متخصص من بيالارا، ارتكزت على دليل الأخبار الكاذبة الذي أعدته اليونسكو، فيما حملت الجلسة الثانية عنوان: “تأثير الوباء المعلوماتي على الإعلام والعلاقات العامة في المؤسسات الرسمية”.
وضمت الجلسة الإقليمية، والتي حملت عنوان: “التربية الإعلامية والمعلوماتية مهارة عالمية للحياة، المواقف الرسمية والمتخصصة تجاه التربية الإعلامية والمعلوماتية” شارك فيها: الأميرة العلي، والوكيل صالح، والبيطار، ومدير عام التفقدية في وزارة التربية التونسية خميس بوعلي، ومديرة الإرشاد والتوجيه في التربية اللبنانية هيلدا الخوري، ومديرة تطوير الإعلام في “دويتشه فيله” ناتاشا شوانكي.
وجاءت الجلسة الأخيرة بعنوان: “التواصل الإقليمي وبناء شبكة التربية الإعلامية والمعلوماتية” حيث تم إطلاق الشبكة رسمياً على صعيد الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وشارك في الجلسة الباحث في جامعة محمد الخامس د.سلمان العلامي، ومديرة مركز الأبحاث في الجامعة البريطانية – مصر د.نجلاء العمري.
وتخلل المؤتمر، عرض فيديوهات توثيقية تتضمن مقتطفات من برنامج التربية الإعلامية والمعلوماتية، واستعراض للتجارب الإقليمية في هذا السياق، ومسابقات تفاعلية مرتبطة بمفاهيم وقضايا التربية الإعلامية.