رام الله: ندوة لمناقشة كتاب “هندسة الاحتلال- أرشيف حكومة إسرائيل عام 1967”

 نظمت المكتبة الوطنية الفلسطينية، مساء اليوم الثلاثاء، ندوة لمناقشة كتاب “هندسة الاحتلال- أرشيف حكومة إسرائيل عام 1967” للكاتب عليان الهندي.

وأشار رئيس المكتبة الوطنية عيسى قراقع إلى أن هذه الندوة هي الأولى للمكتبة بمقرها في مدينة رام الله، وأنها بداية لخطوات أخرى في المستقبل في هذا المشروع الذي نأمل أن يكتمل لتقوم المكتبة بكل أهدافها في الحفاظ على الموروث الثقافي والتاريخ الفلسطيني كحق طبيعي للشعب الفلسطيني، في ظل الهجمة المتواصلة على تاريخ وثقافة الشعب الفلسطيني.

ولفت إلى أن الكتاب موضوع الندوة مستند إلى أرشيفات الحكومة الإسرائيلية بعد حرب عام 1967، حيث كشف عن جزء كبير منها مؤخرا، ما دفع الكاتب عليان الهندي لوضع هذا الكتاب بين أيدينا، موضحا أن الكتاب يسلط الضوء على المخططات الإسرائيلية لاحتلال بقية الأراضي الفلسطينية وضمها، وعمليات تقليص السكان الفلسطينيين بأكبر قدر ممكن، إلى جانب الاستيطان، في إشارة إلى أن ما يجري اليوم تم التخطيط له قبل عام 1967.

بدوره، قال الإعلامي أحمد زكارنة الذي أدار الندوة إن الكتاب يتناول ما خفي من السياسات الاستعمارية عشية ما عرف عربيا باسم النكسة وإسرائيليا باسم حرب الأيام الستة.

وأضاف أن الكتاب الذي جاء في ثمانية فصول وألقى الضوء على محاضر جلسات الحكومات الإسرائيلية قبل وبعد العدوان؛ بهدف استيضاح ما خفي طويلا من سلوك ومواقف وآراء ونقاشات الوزراء الإسرائيليين حين ذاك، على نحو يكشف العقلية الاستعمارية التي أدارت وتدير إسرائيل تجاه العرب والفلسطينيين.

من جانبه، قال الباحث عبد الغني سلامة إن الكاتب تناول في كتابه بشكل رئيسي محاضر الجلسات والمداولات للحكومة الإسرائيلية في حينه، حيث أوضح أن هناك ما يقرب من 150 ألف وثيقة حول تلك المداولات تم الإفراج عنها، مع عدم الإفراج عما صنفته إسرائيل تحت بند سري جدا.

وأشار سلامة إلى أن أهمية الكتاب تنبع من أهمية الحدث نفسه وهو نكسة عام 1967، والتي غيرت وجه المنطقة ومجرى الصراع لعشرات السنين لما للحدث من تداعيات، منوها إلى أن المختلف في الكتاب هو وجود وثائق رسمية صدرت عن الحكومة الإسرائيلية، وهو ما يبدد الغموض وينفي المبالغات والتهويلات وعقلية المؤامرة، ويكشف كيف كان العقل الإسرائيلي يفكّر ويتخذ القرار.

وأضاف أن الكاتب لم يعلق كثيرا على الوثائق، وإنما اكتفى بسردها دون أن يبدي رأيه الشخصي، لأن الوثائق واضحة وتتحدث عن نفسها، حيث ترك حرية التأويل والتفسير للقارئ، وأبدى رأيه الشخصي في خاتمة الكتاب.

من جهته، قال الكاتب عليان الهندي إن فكرة الكتاب بدأت تتبلور لديه عام 2012 عندما وقعت وثيقة بين يديه حول كيفية طرد سكان غزة عام 1967 من خلال تقليل المياه عليهم، وبدأ البحث وانتظر خمس سنوات لصدور وثائق أخرى وكانت عبارة عن 150 ألف وثيقة بين مكتوبة ومصورة، وأنه تناول منها جلسات الحكومة الإسرائيلية العادية والأمنية والتي كانت عبارة عن 140 جلسة بمعدل 10000 صفحة.

وأشار إلى أن الجلسات بدأت تعقد في اليوم التالي وتناولت مشاريع الحكم الذاتي في إشارة إلى وجود مخططات مسبقة لكيفية التعامل مع الضفة الغربية في حال احتلالها، مضيفا أنه تناول في الكتاب مناقشات الحكومة الإسرائيلية في حينه حول كل ما يتعلق بفلسطين.

واختتمت الندوة بالإجابة على تساؤلات الحاضرين من الكتّاب والباحثين والأدباء حول بعض التفاصيل التي وردت في الكتاب، والمنهج الذي اتبعه الكاتب في كتابته.