رحلة لأجل القراءة.. قصة 4 أصدقاء يجمعهم معرض الكتاب كل عام


12:18 م


الأربعاء 02 فبراير 2022

كتبت- مروة محيي الدين:

داخل معرض الكتاب كان يتجول أربع خُطباء مرتدين العباءة، يتبادلون الأحاديث وينصتون إلى بعضهم البعض بعناية، مشيرين إلى الكُتب المتراصة على رفوف دور النشر، لاقتناء الأعمال التي حضّروا اسمائها ضمن قائمتهم قبل مجيئهم من المحلة الكبرى بالغربية إلى المعرض في التجمع الخامس.

وانطلقت فعاليات الدورة الـ 53 من معرض القاهرة للكتاب على أرض مركز مصر للمعارض والمؤتمرات الدولية بمقر التجمع الخامس بدءً من 26 يناير الجاري وتستمر حتى 7 فبراير المُقبل.

منذ نشأة صداقتهم في الثانوية الأزهرية وهم يترددون على معرض الكتاب برفقة بعضهم على فترات متقطّعة، لكن على مدار السبع سنوات الأخيرة لم يُفوِّت الأصدقاء الأربعة دورة واحدة، ما إن اقترب افتتاح المعرض يستعدون قبل الموعد بشهر، إذ يعد كلٌ منهم قائمة بأسماء الكتب التي يحتاجها ما بين الشريعة والأدب وغير ذلك على حد قول الشيخ إبراهيم الشندلاتي، ل.

فيما ينظم الشيخ يونس جميل رحلة تضم 32 إمامًا وخطيبًا مُتجهة باكرًا من الغربية إلى القاهرة، وحين يصلون إلى المقر تسير كل مجموعة في اتجاه، ليقضي الأصدقاء الأربعة وقتًا ممتعًا في البحث عن الكُتب المعروضة “بنجيله عشان نشوف الكُتب القيمة اللي تفيد الناس” يوضحها الإمام حمدان محمد، إلى أن يلتقون مع بقية الخُطباء بعد الانتهاء من جولتهم.

قبل حلول الحدث اعتادوا على تخصيص جزءًا من راتبهم الشهري طوال السنة “كل شهر ندخر للمعرض على الأقل 50 جنيهًا” فيما يقترض آخرون ليتمكنوا من شراء الكُتب التي يحتاجونها، يحكي الإمام إبراهيم ل. حدث ينتظرونه سنويًا؛ لأنهم يُقدّرون تأثير الكُتب في تشكيل وعيهم وإضافة معلومات جديدة تفدهم في إلقاء الخطب الدينية؛ لذا لا يفضلون الاتجاه إلى الإنترنت “احنا بنحتاج نطلع على الكُتب الموجودة، معلومة النت مش موثوقة”.

ويحرص الأصدقاء الأربعة على تعليم أبنائهم أهمية القراءة، لذا حينما يهّل معرض الكتاب يصحبونهم “ابني منامش عشان عارف إنه هييجي معايا يقرأ كُتب”، سعادة غمرت ابن الشيخ إبراهيم حينما ابلغه بالذهاب معه إلى المعرض، وما إن يصلوا المعرض يتجهوا إلى الركن المُخصص لكُتب الأطفال “لازم نقريه يعرف لغته وبلده”.

أصبحت رحلة معرض الكتاب عادة لم يتخل عنها الأصدقاء “بنيجي المعرض كل سنة حتى لو رجعنا من غير ما نحمل كتاب معانا لازم نيجي”، يقولها الشيخ محمد المصري، كما أنه بمثابة حلقة وصل بينهم وبين رواق الأزهر “لأن في دكاترة من الأزهر مش بنعرف نتواصل معاهم غير من معرض الكتاب. ولطالما جمعتهم الدراسة ومحل السكن ومكان العمل حيث عُين الأربعة خُطباء في وزارة الأوقاف قبل عشرون عامًا.

ساعات طوال قضاها الشيوخ في التنقل بين دور النشر داخل معرض الكتاب، والتي بلغ عددها 1063 دار نشر مصرية وأجنبية، وأبدوا إعجابهم بتنظيم المعرض خلال العام الجاري فيما يتمنون أن تقل أسعار الكُتب حتى يستفاد جميع القُراء من الإصدارات المُتاحة بالمعرض سنويًا.