غير أن الشارع العراقي والموصلي خاصة تفاجأ في اليوم الثاني ببيان من تنظيم «داعش» الإرهابي يتبنى تفجير السيارة المفخخة باستهداف محلات خياطة وبيع الملابس العسكرية، ليتم التأكد أن الحادثة كانت إرهابية وليست عرضية كما أفادت السلطات الأمنية، التي كانت تهدف إلى عدم خلق أجواء متوترة أيام العيد بالمدينة تتسبب في رعب بين الأهالي.
وفي معلومات حصرية حصلت عليها «» من مصادرها الخاصة، فإن السيارة وهي من نوع OPEL فكترا موديل 1991 تم وضع أسطوانة غاز (استخدام منزلي) في صندوقها بعد تحوير القنينة بفتحها ووضع عبوة ناسفة داخلها ثم إعادتها لوضعها الطبيعي حتى يتمكنوا من تجاوز نقاط التفتيش، ثم جرى تفجيرها عن بُعد، وأن مواد التفجير الموضوعة كانت محدودة الانفجار.
وبما أنه يستحيل أن تمتلك داعش معامل تفخيخ داخل الموصل، فإن الترجيحات أن العبوة وطريقة تركيبها تمت داخل منزل، إذ إن طريقة تفخيخ داعش تختلف عن طرقه السابقة باستخدام متفجرات TNT أو أية متفجرات أخرى شديدة الانفجار، ولو أن داعش استخدمها لتسببت بخسائر كبيرة في الأرواح لما يشهده هذا الشارع من أسواق وازدحام مع قرب عيد الفطر، لكن طريقة التفخيخ تشبه إلى حد ما طريقة تفخيخ المليشيات للسيارتين اللتين انفجرتا بعد طرد داعش من الموصل في منطقة الغابات والثانية قرب أحد المطاعم المشهورة والذي رفض دفع إتاوات للمليشيات حينها.
هذا الأمر يطرح التساؤل: كيف تمكن داعش من إيصال سيارة مفخخة إلى منطقة مهمة وقريبة من جامعة الموصل؟ وأيضاً اختياره لهذا التوقيت تحديداً الذي يعاني فيه العراق من انسداد سياسي وبنفس الوقت هناك عملية عسكرية تقوم بها تركيا ضد مسلحي حزب العمال الكردستاني وتحرك قوات عراقية لضبط الأمن وفرض سلطة القانون في قضاء سنجار التي يسيطر عليها مسلحو العمال الكردستاني؟
وهل هناك تخادم من أطراف أخرى لها مصلحة أن يقوم التنظيم الإرهابي بتعكير الأمن المستتب بهذه المدينة التي عانت ما عانت خلال سيطرته عليها في 2014؟
الواقع يؤكد أن العلاقة التجارية خصوصاً فيما يتعلق بالمخدرات بين المليشيات الولائية ومسلحي حزب العمال الكردستاني وأطراف ناقلة تابعة لتنظيم داعش هي على أعلى درجات التفاهم والانسجام خصوصاً على الحدود العراقية السورية، وأن الأطراف الثلاثة يتاجرون سويةً في المخدرات التي يأتي أغلبها عن طريق النخيب التابعة لمحافظة الأنبار التي تسيطر عليها المليشيات الولائية وتنقل إلى الحدود العراقية السورية ومن ثم إلى الداخل السوري، وفي حالة وجود ممارسات أو تدريب أو انتشار للقوات الأمريكية المتواجدة في منطقة التنف السورية يتم تغيير الطريق لقضاء سنجار وتنقل ببراميل بلاستيك زرقاء سعة (200 لتر) يتم تغليفها وكل نقلة تكون بين (3 4) براميل لهذه الأطراف الثلاثة.
لهذا فان التفسير الأقرب إلى الواقع أن حادثة تفجير السيارة المفخخة في الموصل هي رسالة ملغمة إلى الحكومة العراقية بأن الاقتراب من سنجار أو محاولة طرد مسلحي حزب العمال الكردستاني أو المليشيات الولائية منها سيكون ثمنه العبث بأمن المدينة وعموم نينوى ثاني أكبر محافظات العراق بعد بغداد.