بداية لقد عشت مع سيادتكم لحظات الصدق في حضوركم وحديثكم أثناء التوقيع على الاتفاق الجديد للمصالحة الفلسطينية، وانهاء الانقسام الذي نتمنى أن يتم على يدكم ونحظى بشرف أن يكون اعلان الجزائر هو نهاية الصراع الفلسطيني الداخلي.
أسباب الاعتذار تعود لتقدير موقف خاطئ لدي وللعديد من أبناء شعبي بحقكم بعد ما يسمى بالربيع العربي الذي حمى الله الجزائر من شره، لقد توقعنا أن تشهد الجزائر حالة انكفاء داخلي لصالح القضايا الوطنية والاقتصاد والأزمات الداخلية – وهو حق لها- وان تبتعد عن القضايا العربية ولاسيما القضية الفلسطينية التي فتك بها الانقسام الداخلي.
ساد الاعتقاد أنه بحكم تجربتكم في الجهاز الإداري للدولة، أن انشغالكم سينصب على القضايا الداخلية، وتمتين جبهتها بالتنمية، لكن ثبت أن الشعب الجزائري وجهازه الإداري هو سليل ثورة عظيمة ورثت الأجيال قيم ومبادئ راسخة وعزة سياسية ووعي متقدم بالواقع العربي والدولي.
لقد أثبتت الجزائر قوة موقفها وحضورها عندما بقيت وفية لقيمها ومبادئها في النطاق العربي، وأعادت الأمل للشعب الفلسطيني وحتى العرب بانتظار القمة العربية، ونتمنى ان تتوج بقرارات تليق بالعرب والجزائر، رغم ما يحيط بالواقع العربي من سوء تفاهم وتشكيك وتحالفات مختلفة، إلا اننا نثق أن دولتكم تمتلك الاحترام والحكمة المشهود لها في المحافل العربية والإقليمية والدولية.
مطلوب من الفصائل الفلسطينية تقدير هذا البعد في الموقف الجزائري وإنجاز اعلان الجزائر خلال العام لطي صفحة الانقسام والاستفادة من الرعاية الجزائرية في تفكيك العقبات والمظلة الجزائرية عربيا ودوليا.
ان الشعب الفلسطيني يثق في القيادة الجزائرية أكثر من قادة الفصائل في الدفع نحو تفكيك منظومة الانقسام التي تمولها دول إقليمية وتسعد دولة الاحتلال بتغذية الفتنة والانقسام لتحقيق الانفصال الجغرافي بين الضفة الغربية وقطاع غزة.
ان للجزائر نصيب في أحياء القدس ووصية الشهداء بتحقيق قيام الدولة الفلسطينية التي أُعلنت من الجزائر في موقف جزائري بطولي تحدى العالم، واليوم الرئيس عبد المجيد تبون ورجال الدولة الجزائرية قادرون على التحدي مرة أخرى بتوفير غطاء عربي ومن ثم دولي لحماية اعلان الجزائر للم الشمل الفلسطيني.