رصد لما تناولته وسائل الإعلام العبرية حول تطورات الأوضاع بالضفة الغربية

ركزت وسائل الإعلام العبرية، الصادرة الجمعة، على تطورات الأوضاع المتدهورة أمنيًا في الضفة الغربية خلال الأيام الأخيرة.

وفي تقرير لها، ذكرت صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية، أن الجيش الإسرائيلي ركز في الفترة الأخيرة عملياته في طولكرم لمنع تحولها لجنين أخرى، خاصة وأنها كانت توصف بالمدينة الهادئة نسبيًا منذ الانتفاضة الثانية.

وأشارت إلى أن الجيش الإسرائيلي رصد زيادة في عدد الهجمات من مخيمي طولكرم، ونور شمس، بالمحافظة، مشيرةً إلى أن هناك تأثر واضح بما يجري في مخيمات جنين ونابلس، وهناك محاولات في طولكرم لتقليد ما يجري هناك، وخاصة فيما يتعلق بتصنيع العبوات الناسفة ودفنها على جانب الطرق، وتحويلها إلى ملجأ “للإرهابيين” الذين يعملون تحت تأثير حماس والجهاد الإسلامي.

وبينت أن الجيش الإسرائيلي،  ركز أنشطته على البنية التحتية في طولكرم ونفذ عمليات واسعة للكشف عن أماكن تصنيع العبوات الناسفة، وأماكن زرعها، وتدميرها، لافتةً إلى وجود مخاوف حقيقية من انتقال هذه العبوات والمتفجرات إلى مدن مجاورة واستخدامها ضد المستوطنين ومركباتهم.

ولفتت أن التركيز مؤخرًا يتم على اعتقال عدد كبير من المطلوبين بهدف منع امتداد انتشار هذه الخلايا المسلحة من جنين إلى مدينتي طولكرم وقلقيلية، وهما مدينتان قريبتان من خط التماس مع الخط الأخضر ويشكلان خطرًا أكبر من غيرها على المستوطنين.

وأشارت إلى أن الجيش الإسرائيلي زاد مؤخرًا من نشر أجهزة المراقبة في محيط طولكرم وخاصة في محيط المستوطنات والسياج الأمني، ونشر مزيد من قوات الاستجابة السريعة لمنع عمليات إطلاق النار، كما جرى أمس عند شوفة.

وفي تقرير آخر للصحيفة، لفتت الصحيفة لزيادة عمليات إطلاق النار، مشيرةً لتصاعدها خلال ال 24 ساعة الماضية، وسط خشية في أوساط الجيش الإسرائيلي من أن عام 2024 سيكون الأكثر صعوبة، في ظل تحول الاشتباكات والهجمات ووقوع الإصابات إلى أمر روتيني، الأمر الذي زاد من حالة التشاؤوم في أوساط الأجهزة الأمنية خاصة فيما يتعلق بطريقة التعامل معها.

ورأت الصحيفةـ، أن التحدي الكبير بالنسبة لإسرائيل اليوم، هو العمل داخل الأراضي الفلسطينية، خاصة وأن الخلايا المسلحة أصبحت أكثر خبرة في كشف أساليب التمويه التي تعتمدها الوحدات الإسرائيلية والتي تعتبر محدودة، في طريقة التنكر بها واستخدامها، كما أن التقدم التكنولوجي يساعد تلك الخلايا في كشف محاولات التسلل بسهولة أكبر، إلا أنه رغم ذلك لم تتكبد أي من القوات الخاصة أي خسارة تقريبًا على الرغم من أن المعارك التي تجري قصيرة.

ورجحت الصحيفة أن يرتفع عدد قتلى الهجمات المتبادلة، إلى أرقام قريبة من سنوات الانتفاضة الثانية، حيث بلغ منذ بداية العام عدد القتلى الإسرائيليين إلى 33، فيما استشهد أكثر من 185 فلسطينيًا مقارنةً بـ 155 العام الماضي، وغالبيتهم أعمارهم تتراوح ما بين 19 و 30 عامًا، وهناك أعداد كبيرة من المعتقلين.

وبينت أن الخلايا المسلحة العاملة بالضفة الغربية حاليًا تقود حرب استنزاف بشكل مختلف، وهدفها هو الكم وليس بالضرورة النوعية، مشيرةً إلى أن إيران تقوم بتمويلهم إما بشكل مباشر أو من خلال حماس والجهاد الإسلامي.

وفي ظل هذه الأوضاع، يظهر كبار قادة الجيش الإسرائيلي تشاؤمهم في حال لم يحدث أي تغيير خارج المجال العسكري، ويتوقع أن تتصاعد الأوضاع في عام 2024، وهو ما قد يكون أكثر صعوبة، ولذلك الحلول المطروحة، إما دعم السلطة الفلسطينية لتكون قوية وبما يسمح تمرير أسلحة أميركية محدودة لها، أو زيادة التسهيلات الاقتصادية ليكون الاقتصاد الفلسطيني أقوى، إلى جانب إغلاق الحدود من الأردن لمنع تهريب الأسلحة والعبوات الناسفة، وزيادة العمليات العسكرية الفعالة أكثر.

من ناحيتها، قالت صحيفة هآرتس العبرية، إن الأحداث التي جرت أمس تشير إلى أحداث مماثلة كانت تقع أيام الانتفاضة، رغم أنه لم تسمى باسمها حتى الآن، مشيرةً إلى أن التوتر الأمني قد يزداد ويتواصل،  في ظل إصرار الجيش الإسرائيلي على السماح للمستوطنين بالدخول لقبر يوسف، ما يزيد من حالة الاحتكاك مع الفلسطينيين.

وأشارت إلى أن الجيش الإسرائيلي اضطر مرةً أخرى لتخصيص ما لا يقل عن 3 كتائب ووسائل كثيرة استخدمها لتأمين اقتحام المستوطنين، ما أشعل جبهة نابلس مجددًا، ووقعت حوادث رشق حجارة عند حوارة، وتم إطلاق نار على مركبة للمستوطنين، وخلال عملية الاقتحام دارت مواجهات واستخدمت عبوات ناسفة.

ولفتت إلى أن هناك في الضفة وضع جديد لم يعد يقتصر على جنين وحدها، بل انتقل لمدن ومناطق أخرى، وهذا تتويج لعدد من العمليات التي تمتد لسنوات وترتبط أيضًا بالإضعاف المستمر للسلطة الفلسطينية، وأحد الأسباب الرئيسية لتصاعد التوتر هو طبيعة تشكيلة الحكومة الإسرائيلية الحالية، وخاصة الوزير في وزارة الجيش الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش الذي يواصل منح المستوطنين تراخيص بناء البؤر والوحدات الاستيطانية بالضفة، وينفذ سياسة تهدف إلى ضم الضفة، ومنح المستوطنين الحماية والأمن خلال مهاجمتهم للفلسطينيين من وزراء اليمين المتطرف في الحكومة.

ورأت أن الحادث الخطير في طولكرم أمس، يعبر عن اتجاه مقلق مستمر منذ أكثر من عام، يتعلق بتسليح التنظيمات الفلسطينية بأسلحة عادية وعبوات ناسفة بعضها عادي، لكن هذه المرة تبادل إطلاق النار كان من مسافة قصيرة جدًا ما تسبب بوقوع خطأ في إلقاء القنبلة اليدوية، إلى جانب مواصلة الخلايا المسلحة زرع العبوات الناسفة على الطرق، ما يزيد من المخاطر التي تتعرض لها القوات الإسرائيلية عندما تقتحم أي منطقة.

ورأت أن هذه الزيادة في عدد الهجمات جاء أيضًا نتيجة لعوامل خارجية، مثل إيران وحماس وحزب الله، وهي الجهات التي تنقل الأموال والأسلحة وكذلك تصدر التعليمات للمسلحين في الضفة الغربية.

وتقول الصحيفة: إن الجيش والشاباك يعلمان أن هامش الخطأ قد تقلص .. أي مجموعة تخطط لهجوم ولا يتم القبض عليها داخل نابلس أو جنين أو غيرها، سوف تنفذ هجومًا قاتلًا بالضفة وربما عناصرها يصلون إلى تل أبيب.

من ناحيتهاـ، قالت صحيفة يسرائيل هيوم العبرية، إن الأحداث في الضفة بلغت ذروتها ويمكن أن تتصاعد، مشيرةً إلى أن العمليات الإسرائيلية في الضفة لا تلق اهتمامًا كبيرًا في أوساط الإسرائيليين إلا في حالة وقوع إصابات كما جرى أمس في طولكرم.

ورأت الصحيفة، أن هناك عدة عوامل تدفع باتجاه استمرار التصعيد، أولها، ضعف السلطة وزيادة قوة المسلحين، وثانيًا التمويل الإيراني لتنفيذ الهجمات، وأخيرًا، الخلافات الإسرائيلية الداخلية والتي يرى فيها “أعداء إسرائيل” أنها فرصة لمهاجمتها بكل قوة.

وأشارت إلى أن الحلول الإسرائيلية ليست استراتيجية ولم تتغير منذ سنوات طويلة، وتتمثل أحيانًا في تقوية السلطة من جهة، ومحاربة الخلايا المسلحة من جهة أخرى، معتبرةً الدعوات لإطلاق عملية عسكرية واسعة لاحتلال الضفة غير واقعية، ولا يمكن لإسرائيل أن تعود لحكم  3 ملايين فلسطيني بالضفة، و 2 آخرين بغزة.

وبينت أن الجيش الإسرائيلي والأجهزة الأمنية يركزون بشكل أكبر على إحباط الهجمات المسلحة، لكنه لا يوجد حتى الآن أي حل لعمليات رشق الحجارة التي تزايدت مؤخرًا ما دفع الجيش لنشر مزيد من قواته في مناطق الاحتكاك.

“القدس”