07:30 ص
الأحد 17 أبريل 2022
كتب- محمد عبيد:
يسأل الكثير عن أسباب عدم انفجار إطارات الطائرة فور احتكاكها بأرض مدرج (مهبط)، رغم الحمولة الكبيرة للطائرة، بالإضافة إلى حجمها الكبير، وهل يتم تغيير تلك الإطارات بعد كل رحلة للطائرة، وما هو عدد الإطارات المستخدمة في الطائرة.
في التقرير التالي يجيب “” على كل هذه التساؤلات كما يلي..
يقول مهندسو صيانة الطائرات، إن إطارات الطائرات صممت خصيصًا لتتحمل الأوزان ودرجات الحرارة المختلفة، وهي قوية بما يكفي لتبقى سليمة أثناء الإقلاع أو ملامسة سطح المدرج (المهبط) بسرعة تزيد عن 170 ميلًا في الساعة.
ويتابع المهندسون تنتج الشركات التي تصنع إطارات الطائرات ثلاثة أنواع منفصلة، الأول هو الإطارات المصممة للطيران العام كطائرات التدريب والطائرات الرياضية، النوع الثاني الإطارات المستخدمة في الطيران التجاري مثل طائرات الركاب والشحن الجوي، والثالث هو الإطارات المخصصة للطائرات العسكرية مثل المقاتلات الحربية، ويختلف كل نوع منها عن الأخر وكل نوع له بعض القيود والمحددات والمواصفات التي يجب مراعاتها.
ويضيف مهندسو الصيانة تختلف إطارات الطائرات كثيرًا عن تلك المستخدمة في السيارات أو الشاحنات أو الدراجات من حيث درجة الميلان والشكل، ويوجد بينها قواسم مشتركة حيث إن كلها مصنوعة من المطاط وجميعها تقدم الدعم و”التوسيد” لما هو فوقها، وعندما تهبط الطائرة يجب أن تتحمل الإطارات وزن الطائرة وجميع الركاب الموجودين فيها، كما يجب أن تتعامل مع قوى هائلة خلال هذه العملية، على سبيل المثال التعامل مع الاحتكاك، يحدث الاحتكاك عندما يتحرك سطحان ضد بعضهما البعض، كما هو الحال عندما تفرك يديك معًا.
وعند الهبوط بالمطار تسبب إطارات الطائرات احتكاكًا، ويولد هذا الاحتكاك حرارة، كما أنه يسبب تآكل الطبقة الخارجية للإطار، وبسبب هذا يتم تعزيز وصناعة إطارات الطائرات بمواد قوية ومرنة، إحدى هذه المواد عبارة عن بلاستيك فائق القوة يسمى كيفلر “Kevlar” ومن مميزاته أنه قوي ومرن ومقاوم للحرارة وخفيف الوزن ولا يتلف بسهولة، كما أن الإطارات مرنة، وتسمح المرونة بامتصاص الكثير من صدمة الهبوط وتعمل المرونة على إبطاء تآكلها.
ويشير خبراء الصيانة إلى أن الإطارات تحتوي على شرائط موصلة مدمجة، وتقوم هذه الشرائط بتفريغ أي شحنات كهربائية قد تكون متراكمة، وهذا مهم بحيث إذا تراكمت الكهرباء الساكنة أثناء الإقلاع أو الهبوط، فقد يتسبب ذلك في حدوث شرارة قد تشعل وقود الطائرة، وإطارات الطائرات محمية أيضًا بما في داخلها، عادة ما يتم ملئُها بالنيتروجين وهو غاز غير قابل للاشتعال، ولا يتسبب في تآكل الأجزاء المعدنية للإطار من الداخل، كما أن النيتروجين لا يؤكسد (يحلل) المطاط الموجود في الإطارات، ما يزيد العمر الافتراضي لها.
وتصنع الإطارات من ثلاث طبقات -على الأقل- من المطاط، يتم وضع كل طبقة في اتجاه مختلف ، هذا يجعل الإطار أقوى ويمنحه “قوة جر” أفضل عندما يهبط، كما أن ضغط إطارات الطائرات يزيد بمقدار 6 أضعاف عن ضغط إطارات السيارات، يتم نفخ النيتروجين في الإطارات لحوالي 200 رطل لكل بوصة مربعة (psi)، لكن إطارات الطائرات هي أكثر من مجرد مطاط و(كيفلر)، يمكن أن تحتوي على 14 جزءاً مختلفًا، يخدم كل جزء من هذه الأجزاء غرضاً محدداً في جعل عمليات الإقلاع والهبوط أكثر أمانًا وسهولة.
ويقول خبراء صيانة الطائرات يمكن أن يمر إطار الطائرة النموذجي بحوالي 500 عملية هبوط، قبل أن يحتاج إلى الإصلاح والتعامل مع حمولة تصل لـ38 طناً، لكن يمكن استبدال الطبقة العليا من الإطار بطبقة جديد ببساطة، بهذه الطريقة لن تحتاج شركات الطيران استبدال الأجزاء الأخرى، وهذا شيء جيد لأن الأجزاء الأخرى غالية الثمن.