بعد أن فقد منذ أكثر من 31 عاماً إثر تعرضه للأسر في حرب الخليج، عاد رفات شهيد الوطن النقيب عبدالله بن سالم القرني إلى أرض الوطن، أخيراً، إذ أقيمت عليه صلاة الميت في الحرم المكي الشريف وجرى دفنه في مقبرة شهداء الحرم بمكة المكرمة.
وكان الشهيد عبدالله بن سالم القرني قد وقع في الأسر من قبل القوات العراقية الغاشمة أثناء تحرير الكويت، إذ اختفى في حينها ولم يتم التعرف على مصيره إلا عام 2008 بعد أن كُشفت وفاته في الأسر داخل العراق، وبدأت بعدها إجراءات إعادة رفاته ليدفن في أرض الوطن وسط حشد من الأقارب والأصدقاء ودعوات السعوديين كافة بإن يكتب عند ربه في الشهداء والصالحين.
وشهدت مقبرة شهداء الحرم في مكة المكرمة دفن الشهيد القرني حيث توافد عدد من أقاربه وأصدقائه وبعض من ممثلي القطاع العسكري الذين شاركوا في مراسم دفنه وحملوا نعشه ملفوفاً بعلمي المملكة والكويت تكريماً لبطولاته وبذله نفسه دفاعاً عن الوطن وتحريرًا للكويت.
وثمن شقيقة سليم بن سالم القرني لـ«» الجهود التي بذلتها حكومتنا الرشيدة طوال أكثر من 31 عاماً للبحث عنه والمتابعة في جميع الأوقات، وهذا ديدن ولاة أمرنا يحفظهم الله ولا يستغرب حرصهم على المواطنين أينما كانوا.
وأشار غرم الله سالم القرني شقيق الشهيد إلى أن البحث والتواصل لم ينقطع منذ اختفاء شقيقه وأسره في حرب الكويت، مؤكداً أنهم فداء للوطن ولن يبخلوا في تقديم أرواحهم من أجل الدين ثم المليك والوطن. وأن شقيقه شهيد بإذن الله تعالى، فقد قدم روحه للوطن وقيادته وشعبه، وهذا ليس كثيراً على الوطن وقيادته.
يذكر أن الشهيد النقيب عبدالله بن سالم القرني في العام 1411 أثناء حرب الخليج كان على موعد مع أحداث كثيرة منها أنه رُزق بطفلته الثالثة، وعمل مناسبة لها، وكان قد أكمل بناء منزله بقريته شعف بالقرن الذي أسكن فيه والديه وعائلته، وأمضى معهم إجازته لمدة شهر ثم قطعها عندما بدأت الحرب، وذهب بعدها ولم يصل لعائلته أي خبر عنه إلا بعد تحرير الكويت، فجاء الخبر بأسره وبقي والداه في انتظاره حتى مات والده قبل أن يعلم باستشهاد ابنه النقيب عبدالله سالم عام 2000.
ثم لحقت به والدته ولكن بعد أن تلقت خبر وفاته، وقد أمضت سنين مرة وهي تنتظر عودته فتوفاها الله عام 2015
ولحقت به زوجته قبل 4 سنوات بعد أعوامٍ من الانتظار والصبر والأمل بعودته.
والشهيد له 3 إخوة ذكور مات الأكبر رحمه الله وبقي اثنان (سليم وغرم الله) وسبع من الأخوات.
والشهيد متزوج وله ثلاث بنات، إذ اقام قبل سفره الأخير مناسبة بقدوم مولودته الصغرى وغادر دون عودة.