روائيون ينكرون رواياتهم بعد تحويلها لأفلام

أكد ناقد أكاديمي متخصص في الأدب والنقد، أن روائيين، أنكروا رواياتهم بعد تحويلها إلى مسلسل أو فيلم سينمائي، بعدما طرأ عليها من تغيير بواسطة المخرج والمنتج، موضحًا أن الرواية، قد تتعرض للتغيير والتبديل وفقًا للعرض السينمائي وتقنياته، أو وفقًا للرقابة على المصنفات الفنية، نظرًا لخطورة الرواية، واضعًا 4 عوامل رئيسية، لتحقيق «الرواية» مبيعات كبيرة، وهي: شهرة الكاتب، وتصويره لمجتمعه، ومعالجة مشكلاته وخاصة مشكلات الشباب وهم الفئة المستهدفة بقراءة الروايات، وتيسير سبل النشر بحيث تتوفر الروايات بأسعار في متناول يد القارئ من جهة ومكافأة الكاتب عن روايته.

غير المثقفين أو الأميين

أبان أستاذ الأدب والنقد الدكتور بسيم عبدالعظيم، أن قراءة «الرواية» ممتعة للقارئ المثقف والمحب للأدب، أما مشاهدة الرواية عند تحويلها إلى مسلسل أو فيلم سينمائي، فإنها تتناسب مع غير المثقفين أو الأميين أو غير محبي القراءة، وهي تسبب للعمل الروائي شهرة واسعة لا تتيحها الرواية المطبوعة لاتساع دائرة الجمهور، مستشهدًا في ذلك بفيلم «الحب الضائع» عن رواية طه حسين، وكذلك فيلم «دعاء الكروان»، إذ عند قراءتهما فهناك اختلاف كبير بين الفيلمين والروايتين المطبوعتين في تضاعيف الرواية.

جيل الرواد

أوضح أن الرواية فن نثري مستحدث نشأ في الغرب ثم انتقل إلى عالمنا العربي بتأثير الاحتكاك بين العرب وأوروبا، فبدأ كتابنا بترجمة القصص والروايات العالمية، ثم ثنوا بتعريبها، ثم كانت كتابة الرواية العربية، وأسهم جيل الرواد في كتابة القصة والرواية، ثم خطت الرواية خطوات فسيحة، وكانت انتقلت إلى العالم العربي في البلاد المختلفة. أضاف أن فن الرواية، فن مستحدث عرفته أوروبا بتأثير من الحضارة العربية، وقصص العرب في العصور المختلفة، حيث عرف العرب القص ورواية الأخبار، وجمعت قصص العرب، وكتب العرب الشعر القصصي، ثم تطور فن القصة من خلال تعيين القصاص في المساجد لتعليم الناس، وانتقل إلى الأندلس التي أثرت في أوروبا بانتقال فن القصة إليها، وهي تمثل بذور فن القصة وإرهاصاتها، فهي فن نثري قريب من الرواية، لافتًا إلى أن «ألف ليلة وليلة» تنتمي إلى رواية الواقعية السحرية، وهي من حكايات الأدب الشعبي، فلا مؤلف لها، وغيرها من السير الشعبية التي تمثل بدايات فن الرواية.

لعلاج مشكلات

قال: نحن نقرأ الرواية، لأننا نجد فيها أنفسنا، فالرواية الناجحة هي التي تصور مجتمعها من النواحي الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، فيكتب الروائي على لسان أبطال روايته ما يحب أن يقوله نقدًا لمجتمعه وما يهدف إليه من وسائل لعلاج مشكلات هذا المجتمع والارتقاء به، ويقوم بذلك الكتاب النابهون، بهدف تصوير آفات المجتمع وأمراضه وتشخيص الداء ووصف الدواء من وجهة نظرهم.