روسيا تستدعي القائم بأعمال “إسرائيل” لديها

أعلنت وزارة الخارجية الروسية استدعاء القائم بالأعمال الإسرائيلي في روسيا، على خلفية تصريحات السفير الإسرائيلي في أوكرانيا.

وقالت الوزارة في بيانها: “تم لفت انتباه السياسي الإسرائيلي إلى تصريحات السفير الإسرائيلي في كييف، ميخائيل برودسكي، العلنية حول استحالة وقف تبييض المتواطئين مع النازيين السابقين في أوكرانيا وعدم وجوب ربط التفاعل مع السلطات الأوكرانية بقضية تمجيد ستيبان بانديرا وأنصاره”.

وتم تذكير القائم بالأعمال الإسرائيلي بأن روسيا وإسرائيل بذلتا الكثير من الجهود للوقوف بوجه إعادة كتابة التاريخ وتمجيد النازيين، بما في ذلك على الساحات الدولية.

وقبل أيام  قال السفير الإسرائيلي لدى أوكرانيا ميخائيل برودسكي، إن موقف إسرائيل من (أبطال) أوكرانيا القوميين شوخيفيتش وبانديرا وميلنيك يختلف عن الموقف الأوكراني، إلا أن من حق أوكرانيا البحث عن “هويتها” وعن “أبطالها” في ظل تعرضها “للعدوان”.

 حيث اعترف بأن تلك الشخصيات، بانديرا وشوخيفيتش وميلنيك، تبنت الأيديولوجية النازية بالفعل، وأرادوا رؤية أوكرانيا “بلا يهود”، إلا أنه وفي الوقت نفسه، استدرك أن أوكرانيا، التي تتعرض إلى “الاعتداء” على حد تعبيره، وهو ما يجعل من حق أوكرانيا البحث عن “هويتها”، وعن “أبطالها”، ومع أن ذلك قد “لا يعجبنا” (نحن الإسرائيليين)، إلا أن هؤلاء من وجهة نظر الأوكرانيين هم “أبطال حقيقيون”، “ناضلوا من أجل استقلال البلاد”. لهذا، فإن عددا من الشوارع في أوكرانيا وعدد من الدول حول العالم، “مع الأسف” على حد تعبير السفير الإسرائيلي، تسمى باسم بانديرا.

وكان ستيبان بانديرا، زعيم “الحركة القومية الأوكرانية” في الثلاثينيات والأربعينيات من القرن الماضي، والتي قاتلت جنبا إلى جنب مع النازيين، حتى قضى عليهم الجيش السوفيتي في الحرب العالمية الثانية، ولاحق فلولهم إلى برلين.

وكانت الاستخبارات الأمريكية والبريطانية قد رفضت تسليم موسكو بانديرا لمحاكمته على جرائم الحرب التي ارتكبها إلى جانب القادة النازيين في محاكمة نورنبرغ التاريخية في ألمانيا. أما الاستخبارات السوفيتية، فقد واصلت مطاردته رغم الحماية المشددة له في الشطر الغربي من ألمانيا، حتى استطاع رجل المخابرات السوفيتية “كي جي بي” بوغدان ستاشينسكي تصفيته بعد أن صرف حراسه قبل أن يخلد إلى النوم.

ولم تقتصر أنشطة القوميين الأوكرانيين، في ثلاثينيات وأربعينيات القرن الماضي، على التهديدات فحسب، بل بدأوا على الأرض، لا سيما المتطرفون بشكل خاص، في اتخاذ خطوات عملية، حيث كانت ذروة أنشطتهم الإرهابية، ثلاثينيات القرن الماضي، في اغتيال وزير الداخلية البولندي برونيسلاف بيراتسكي، وهو العمل الإرهابي الذي نظمه ستيبان بانديرا شخصيا، والذي واجه بعدها حكما بالسجن مدى الحياة في عام 1936.

 

ومن المعروف أنه حتى قبل الهجوم الألماني على الاتحاد السوفيتي، فقد خطط بانديرا للتطهير العرقي على أراضي جمهورية أوكرانيا الاشتراكية السوفيتية، واقترح شعاره الشهير “أوكرانيا للأوكرانيين”، وتضمنت تعليمات تنظيم القوميين الأوكرانيين الذي انتمى إليه بانديرا تقسيما للأقليات القومية إلى “صديقة” و”معادية” والتي تضم البولنديين والروس واليهود، حيث كان من المفترض “إبادة أولئك الذين يدافعون عن النظام”، باستخدام العنف العرقي والسياسي والجماعي كوسيلة لـ “النضال الثوري”، واستمرت معاداة السامية بين القوميين الأوكرانيين حتى بعد انتهاء المذابح، حيث قامت الميليشيات الأوكرانية في مدن غرب أوكرانيا بمراقبة تنفيذ الأوامر الألمانية المتعلقة باليهود.

أما أندريه ميلنيك الذي كان يشتغل بالعمل السري من الأراضي التي احتلها الألمان، فقد كتب إلى هتلر الرسالة التالية: “إن الشعب الأوكراني، الذي لا مثيل له في تاريخ الشعوب الأخرى في كفاحه من أجل حريته منذ قرون، يدعم بقوة المثل العليا لأوروبا الجديدة. والشعب الأوكراني بأكمله حريص على المشاركة في تحقيق هذه المثل العليا.

نحن، المقاتلين القدامى من أجل الحرية في 1918-1921، نطلب السماح لنا، مع شبابنا الأوكراني، بالمشاركة في الحملة الصليبية ضد الهجمة البلشفية.

خلال واحدا وعشرين عاما من النضال الدفاعي، قدمنا تضحيات دموية ونعاني بشكل خاص في الوقت الراهن من الضربات الرهيبة لعدد من مواطنينا. نطلب السماح لنا بالسير كتفا بكتف مع جحافل أوروبا ومحررنا الفيرماخت الألماني، وبالتالي نطلب السماح لنا بإنشاء تشكيل عسكري أوكراني”.

وقد قام القوميون الأوكرانيون بمجازر في الحرب العالمية الثانية، من بينها على سبيل المثال لا الحصر التخفي في زي فدائيين سوفييت، واستئمان أهالي القرى السوفيتية، والتخلص من الجميع ليلاً أثناء نومهم، حيث تميزوا بالقسوة الشديدة في القتل والتمثيل بجثث النساء والأطفال والعجائز.

بعد انتصار الاتحاد السوفيتي، تم تجريم كل من بانديرا وشوخيفيتش وكافة التنظيمات التي كانت تضم هؤلاء “المتواطئين”.