زعيم المليشيا.. سجّان لبنان

مهما تغنينا بلبنان «باريس العرب»، ومهما كان لبنان الفرانكفوني علامة مميزة على ضفاف العالم العربي، إلا أننا اليوم فقدنا هذه اللؤلؤة المتوهجة، إذ تحول البلد إلى سجن كبير يكاد يكون السجن الأكبر في العالم بسبب ارتهان حسن نصرالله لبلد كامل وشعب عريق معطلا كل مناحي الحياة.

لم يحدث أن تحكم قائد مليشيا إرهابية برقاب البلاد والعباد كما يفعل نصرالله اليوم الذي يرتهن بلد بأكمله تحت تهديد السلاح بشكل يومي، ولا يتردد في جره إلى القتال والدمار، وقد أعلن ذلك علانية في أكثر من مناسبة أنه مستعد للمواجهة والحرب في لبنان.

صباحا ومساء، يجاهر نصرالله الإرهابي بأنه يعمل وفق الأجندة الإيرانية، وأنه كله إيراني من أخمص قدميه حتى منبت شعره، وينسف أي منبت أو سيادة لبنانية، إذ إنه لا يرى في لبنان دولة وإنما ذراعا متقدمة للولي الفقيه في الشرق الأوسط.

أكثر من 6 ملايين لبناني اليوم يرزحون تحت وطأة الأزمة الاقتصادية والمقاطعة الخليجية والعربية بسبب سياسات حزب الله الإرهابي في المنطقة، تتعطل الحكومة والرئاسة وكل مؤسسات الدولة، وهذا لا يعني نصرالله وحزبه في شيء. تغرق البلاد في أزمة اقتصادية عميقة، ويقول نصرالله إنه غير معني بذلك باعتبار الداعم الإيراني جاهزا لضخ الأموال له من أجل شل حركة لبنان.

يقوم نصرالله وحزبه بتصدير الخراب والدمار من لبنان إلى الدول العربية، حيث امتلأت النقاط الحدودية والمطارات بحبوب الكبتاغون المخدرة، فيما يشبه إعلان حرب على الدول العربية المحيطة، ويبقى نصرالله على جبل من المخدرات المدمرة للمجتمعات العربية.

يهاجم دول الخليج ويحرض على اللبنانيين في تلك الدول وهم منه براء، لا يفوت أي فرصة للإساءة إلى العرب والدول الخليجية بشكل صريح بدعم من «قم» ومن الولي الفقيه، هو يعمل وفق الإشارة الإيرانية بامتياز، وينفذ الأجندة الإيرانية بالحرف الواحد دون أن يراعي مصالح لبنان، ذلك أن لبنان رهن الاعتقال بيد نصرالله.

نصرالله اليوم خطر على لبنان وعلى الشعب اللبناني، بات يشكل حالة من تهديد الأمن والسلم، وحتى على علاقات لبنان مع محيطه العربي، لكنه في الوقت نفسه أصبح معزولا منبوذا من معظم الأطراف اللبنانية على المستوى السياسي والشعبي، وبات لا يملك من أمره إلا الصراخ والكذب، فالصراخ غالبا ما يكون على قدر الألم.

كراكوز إيران بلبنان اليوم في أضعف حالاته انكشف أمام الجميع وأصبح بوق لا يصدر إلا الكراهية ما بين اللبنانيين أنفسهم، وبين اللبنانيين والعالم الخارجي، حتى تدنت سمعة لبنان إلى الحضيض بسبب الاستمرار في التعطيل السياسي واحتجاز البلاد بيد حزب الله.

لم يعد أمام الشعب اللبناني الكثير من الوقت والفرص للتخلص من هذا السرطان الذي أثبت أنه غير قادر على التعامل مع لبنان التاريخي الحضاري المتوافق مع محيطه العربي، وبالتالي لا بد من استئصاله، والبداية بتطويقه منعا للانتشار في كامل الجسد اللبناني، حينها سيكون ترك هذا السرطان وحيدا مع لبنان.