هل كان الزعيم الأوكراني فلاديمير زيلينسكي، من صنع ونستون تشرشل البريطاني، أو أشرف غني في أفغانستان؟.
بمعنى آخر، هل سيقود زيلينسكي مقاومة تاريخية مثلما فعل رئيس الحكومة البريطانية الأسبق تشرشل، أم سيهرب بينما تنهار حكومته مثلما فعل رئيس أفغانستان الأسبق غني؟.
إشادة عالمية
تلقى زيلينسكي إشادة عالمية لرفضه الفرار حين أرسلت روسيا فرقًا لمحاولة القبض عليه أو قتله، وكان تشرشل البريطاني، على مدار العام الذي شنت فيه طائرات مقاتلة ألمانية هجمات على لندن خلال الحرب العالمية الثانية، يشاهد غالبًا غارات القصف من فوق أسطح المنازل، كما بذل جهدًا خاصًا للسير في الشوارع في الأماكن التي قتل فيها الآلاف.
وفي المقابل، انسحب غني الأفغاني من بلاده في 15 أغسطس 2021، وحيدًا ومعزولًا، بعد أشهر قليلة من حثه كبير الدبلوماسيين الأمريكيين على تشكيل موقف موحد مع اقتراب الانسحاب العسكري الأمريكي.
لم يخبر غني حتى القادة السياسيين الآخرين الذين كانوا يتفاوضون على انتقال سلمي للسلطة مع طالبان أنه يتجه نحو الخروج، وترك رحيله المفاجئ والسري كابول، العاصمة، بلا دفة حيث كانت القوات الأمريكية وحلف شمال الأطلسي في المراحل الأخيرة من انسحابها الفوضوي من البلاد بعد 20 عامًا.
استهانة في غير محلها
في نهاية المطاف، استهانت وكالات الاستخبارات الأمريكية بزيلينسكي وأوكرانيا بينما بالغت في تقدير روسيا ورئيسها، حتى عندما تنبأت بدقة أن فلاديمير بوتين سيأمر بشن الحرب على أوكرانيا، لكن كييف، عاصمة أوكرانيا، لم تسقط في غضون أيام قليلة، كما توقعت الولايات المتحدة.
وبينما يُنسب الفضل لوكالات التجسس الأمريكية في دعم المقاومة الأوكرانية، فإنها تواجه الآن ضغوطا من الحزبين لمراجعة الأخطاء التي ارتكبتها مسبقا – خاصة بعد أخطائها في الحكم على أفغانستان العام الماضي.
وبدأ مسؤولو المخابرات مراجعة كيفية حكم أجهزتهم على إرادة وقدرة الحكومات الأجنبية على القتال، وتجري المراجعة في الوقت الذي تستمر فيه المخابرات الأمريكية في القيام بدور حاسم في أوكرانيا، وبينما يكثف البيت الأبيض شحنات الأسلحة والدعم لأوكرانيا، في محاولة للتنبؤ بما قد يراه بوتين تصعيدًا ويسعى إلى تجنب حرب مباشرة مع روسيا، حيث أعلنت إدارة الرئيس جو بايدن أنها ستمنح أوكرانيا عددًا صغيرًا من أنظمة الصواريخ عالية التقنية ومتوسطة المدى، وهو سلاح طالما أرادته أوكرانيا منذ بدء الحرب في 24 فبراير، ووافق البيت الأبيض على شحن طائرات دون طيار وأنظمة مضادة للدبابات ومضادة للطائرات وملايين من طلقات الذخيرة. كما رفعت الولايات المتحدة القيود المبكرة على تبادل المعلومات الاستخباراتية لتوفير المعلومات التي استخدمتها أوكرانيا لضرب أهداف بالغة الأهمية، بما في ذلك السفينة الرئيسة للبحرية الروسية.
تقييمات متشائمة
تساءل المشرعون من كلا الحزبين الرئيسين في الولايات المتحدة عما إن كانت قادرة على فعل المزيد قبل بداية الحرب، وما إن كان البيت الأبيض قد أوقف بعض الدعم بسبب التقييمات المتشائمة لأوكرانيا.
قال السناتور أنجوس كينج، وهو مستقل عن ولاية مين، للمسؤولين في جلسة استماع للجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ الشهر الماضي إنه «لو كان لدينا معالجة أفضل للتنبؤات، لكان بإمكاننا فعل المزيد لمساعدة الأوكرانيين في وقت سابق».
رسالة سرية
أرسلت لجنة المخابرات بمجلس الشيوخ رسالة سرية الشهر الماضي إلى مكتب مدير المخابرات الوطنية تسأل عن كيفية تقييم وكالات الاستخبارات لكل من أوكرانيا وأفغانستان.
وأخبر مدير المخابرات الوطنية أفريل هينز المشرعين في مايو أن مجلس المخابرات الوطني سوف يراجع كيفية تقييم الوكالات لكل من «إرادة القتال» و«القدرة على القتال»، وقال إن كلا المسألتين «تمثلان تحديًا كبيرًا لتقديم تحليل فعال ونبحث في منهجيات مختلفة للقيام بذلك».
اعتماد على الإحصاء
قالت سو جوردون، نائب الرئيس السابق لمدير المخابرات الوطنية الأمريكية إن المحللين ربما اعتمدوا كثيرا على إحصاء مخزون روسيا من الأدوات العسكرية والإلكترونية.
وأضافت «سوف نتعلم قليلاً عن كيفية تفكيرنا في القدرة والاستخدام على أنهما ليسا واحدًا عند تقييم النتائج».
حتى ما قبل الحرب بفترة وجيزة، تجاهل زيلينسكي وكبار المسؤولين الأوكرانيين التحذيرات من الحرب، جزئيًا لقمع الذعر العام وحماية الاقتصاد، وقال أحد المسؤولين الأمريكيين: إن هناك اعتقادًا بأن زيلينسكي لم يتم اختباره في أزمة من المستوى الذي تواجهه بلاده.
وذكر اللفتنانت جنرال سكوت بيرييه، المدير الحالي لوكالة استخبارات الدفاع الأمريكية في مارس إن «وجهة نظري كانت، بناءً على مجموعة متنوعة من العوامل، أن الأوكرانيين لم يكونوا مستعدين كما اعتقدت. لذلك، شككت في رغبتهم في القتال، كان هذا تقييمًا سيئًا من جانبي لأنهم قاتلوا بشجاعة وشرف ويفعلون الشيء الصحيح».
دعم قوي
استعرضت المخابرات الأمريكية استطلاعات الرأي الخاصة التي تشير إلى وجود دعم قوي في أوكرانيا لأي مقاومة.
في خاركيف، وهي مدينة يتحدث أغلب سكانها اللغة الروسية بالقرب من الحدود، كان المواطنون يتعلمون كيفية إطلاق البنادق والتدريب على حرب العصابات. ونستون تشرشل رئيس الوزراء في المملكة المتحدة 1940ـ1945 (خلال الحرب العالمية الثانية) تولى المنصب مرة ثانية من 1951 إلى 1955 يُعد أحد أبرز القادة السياسيين خلال حروب القرن الـ20 أشرف غني الرئيس الـ14 لأفغانستان انتخب رئيسًا من 21 سبتمبر 2014 واستقال في 15 أغسطس 2021 كان وزيرا للمالية ورئيسا لجامعة كابول