كشف وزير القضاء الإسرائيليّ السابق، غدعون ساعار، والذي يشغل اليوم نائبًا في الكنيست وعضوًا في لجنة الخارجيّة والأمن، كشف النقاب، بحسب ما أفادت به صحيفة (هآرتس) العبريّة، عن وجود خطّةٍ إيرانيّةٍ تهدف للقضاء على إسرائيل، بعد جرّ الكيان لحرب استنزافٍ تُضعفها، بواسطة حزب الله، جماعة أنصار الله في اليمن، وما أسماها بالميلشيات الشيعيّة في العراق، على حدّ قول ساعار، الذي استقال من الحكومة الحاليّة حيثُ كان وزيرًا دون حقيبةٍ.
علاوة على ذلك، شدّدّت الصحيفة على أنّ وزير الأمن الأسبق ورئيس حزب (إسرائيل بيتنا)، أفيغدور ليبرمان، قال في جلساتٍ مغلقةٍ إنّ إيران تُعّد العدّة لمحرقةٍ جديدةٍ خلال سنتين حتى ثلاثة أعوامٍ، على حدّ قوله، علمًا أنّ ليبرمان هو عضو في اللجنة الفرعيّة بالكنيست الإسرائيليّ لشؤون الاستخبارات والأجهزة الأمنيّة، وهي اللجنة الأكثر سريّةً في دولة الاحتلال.
ولفتت الصحيفة في سياق تقريرها، إلى أنّ ساعار وليبرمان، قاما بالتحذير من الخطّة الإيرانيّة لتدمير إسرائيل وإزالتها عن الخريطة، لأنّه، على ما يبدو، طُلِب منهما أنْ يُحذّرا من هذه الخطّة، مضيفةً أنّ للاثنيْن علاقاتٍ وطيدةٍ جدًا مع أرفع المسؤولين في المنظومة الأمنيّة الإسرائيليّة، طبقًا للصحيفة.
ووفقًا للصحيفة، فإنّ الرجل الثالث الذي بات يُحذّر من الخطّة الإيرانيّة هو رئيس الوزراء الإسرائيليّ الأسبق، إيهود باراك، والذي يُقِّر حتى أشّد المعارضين السياسيين له أنّه العسكريّ رقم واحد في تاريخ الكيان وتبوأ في السابق أيضًا القائد العّام لجيش الاحتلال وكان وزيرًا للأمن.
باراك، قال ليوسي فارتر، المُراسل السياسيّ للصحيفة العبريّة، إنّ الجمهوريّة الإسلاميّة الإيرانيّة ستقوم بشنّ هجومٍ لاستنزاف إسرائيل خلال أقّل من نصف عامٍ حتى عامٍ، وذلك من جميع الجبهات وبمشاركة، حماس، حزب الله، الميلشيات العراقيّة، وبالإضافة إلى ذلك، شدّدّ باراك على إمكانية اندلاع انتفاضةٍ ثالثةٍ، وشدّدّ باراك في سياق حديثه على أنّ حرب الاستنزاف تهدف لانهيار وسقوط إسرائيل، ومن ثمّ القضاء عليها، وشطبها عن الخريطة، طبقًا لأقوال باراك.
وأوضح وزير الأمن الإسرائيليّ سابقًا أنّ ما حدث في السابع من أكتوبر الماضي لم يجلب دمار إسرائيل، بل مسّ مسًّا سافرًا بمعنويات الإسرائيليين، ولكن مع ذلك، فقد تسبب هجوم (حماس)، الأخطر في تاريخ إسرائيل، بنتائج وخيمةٍ جدًا، وما نحن نقوم بالتعرّض له اليوم هو الخطر من الزوال، لأنّ التهديد بات وجوديًا، على حدّ تعبيره.
رئيس الوزراء الإسرائيليّ الأسبق شدّدّ أيضًا على أنّ إيران باتت دولةً على عتبة النوويّ، وهجومها المُباشر ضدّ الكيان في نيسان (أبريل) الماضي، عن طريق الصواريخ والطائرات دون طيّارٍ، كسر الحاجز النفسيّ لديها، وبناءً على ذلك، فإنّ طهران تعمل على إخراج خطّة الجنرال قاسم سليماني، والقاضية بإحاطة إسرائيل بالأعداء من كلّ الجهات، بهدف تدمير الدولة العبريّة، كما قال.
ولفت باراك، وهو العسكريّ الأكثر أوسمةً في الكيان، إلى أنّ توحيد الجبهات ضدّ إسرائيل، واستنزافها سيستمّر حتى إخضاعها والقضاء عليها، مُضيفًا أنّ رئيس الوزراء الحاليّ، بنيامين نتنياهو، ليس قادرًا على مواجهة هذا التحدّي الخطير، لأنّه بات معزولاً عن الواقع، ولا توجد أيّ طريقة لإصلاحه، وفقًا لأقواله.
وأضاف باراك: “تعيش إسرائيل في أزمةٍ متدحرجةٍ وناميةٍ، ولا تزال نهايتها بعيدة، وهي الأزمة الأخطر والأشد التي شهدتها منذ بدايتها. بدأت الأزمة في السابع من تشرين الأول (أكتوبر)، عبر ذلك الإخفاق الأفظع في تاريخ الدولة، وهي مستمرة مع الحرب التي يتكشف أنها الأكثر فشلاً في تاريخنا، نتيجة الشلل الاستراتيجي في قمة الهرم، النصر ليس على مرمى حجر. وإلى أنْ نصل إلى تلك النقطة، فسيعود أسرانا في أكفان، أوْ أنّ مصيرهم سيكون كمصير رون آراد، وهو الطيّار الإسرائيليّ الذي اختفت آثاره في لبنان عام 1986 ولم تعرف الدولة العبريّة شيئًا عنه.
واختتم قائلاً: “نظرًا إلى هذه المعطيات، فإنّ التخلي عن الرهائن مرّةً أُخرى يعني تدمير القاعدة الأخلاقية للمجتمع والدولة، وعبارة “النصر المؤزر” ليست سوى شعار فارغ من المضمون، منذ البداية”، طبقًا لأقواله.
جديرٌ بالذكر أنّ باراك، الذي تجاوز الثمانين من عمره، اعتزل الحياة السياسيّة، ولا توجد لديه أيّ نيّةٍ للترشّح لأيّ منصبٍ، أيضًا بسبب جيله المُتقدِّم.