سجال بين ساعر ولبيد عقب فرار جندي إسرائيلي من البرازيل

اندلع سجال حاد على منصة للتواصل الاجتماعي بين وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر، وزعيم المعارضة يائير لبيد، على خلفية اتهام الأخير للحكومة بالتسبب في ملاحقة جنود إسرائيليين في الخارج للاشتباه بارتكابهم جرائم حرب في غزة.

وقالت هيئة البث العبرية الرسمية، الأحد، إن جندي احتياط إسرائيلي مطلوب في البرازيل، تمكن من الفرار بعد إصدار القضاء أمرا بالتحقيق معه، للاشتباه في تورطه بارتكاب جرائم حرب في قطاع غزة.

وتعليقا على الحادثة، قال لبيد على منصة “إكس”: “اضطرار أحد جنود الاحتياط الإسرائيليين إلى الفرار من البرازيل في جوف الليل لتجنب القبض عليه لأنه قاتل في غزة”.

وأوضح أن ذلك يعد “فشلا سياسيا هائلا لحكومة غير مسؤولة لا تعرف ببساطة كيف تتصرف”.

ورد ساعر على ذلك بمنشور مطول على “إكس” قائلا: “لبيد الدجال يعرف جيداً أن مثل هذه الحالات (ملاحقة جنود إسرائيليين في الخارج) حدثت أيضا خلال فترة ولايته كوزير للخارجية ورئيس للحكومة، وحتى الأشخاص الذين عملوا معه يعرفون ذلك”.

وتولى لبيد منصب رئيس الوزراء الإسرائيلي تزامنا مع منصب وزير الخارجية من يوليو/ تموز إلى ديسمبر/ كانون الأول 2022.

وأضاف ساعر: “لبيد غير الأمين وغير المسؤول، يعرف جيداً أن قرارات حكومية بمعالجة مثل هذه الحالات اتخذت قبل أكثر من 15 عاما”.

وأردف: “يتساءل رئيس المعارضة “كيف وصلنا إلى النقطة التي أصبح فيها الفلسطينيون أفضل من الحكومة الإسرائيلية على الساحة الدولية؟” في نهاية المطاف، يعرف لبيد جيدا أنه على مدى عقود (خلال كل الحكومات) في كل تصويت في أي منتدى دولي كانت هناك أغلبية تلقائية للفلسطينيين ضد إسرائيل”.

وزعم أن “ما نراه أمام أعيننا هو نظام ممنهج ومعاد للسامية هدفه حرمان إسرائيل من حقها في الدفاع عن نفسها. وهناك أطراف دولية لا حصر لها والعديد من الدول شركاء في هذا الأمر”، وهو “ما يعرفه لبيد الفارغ”.

ومضى بقوله: “رئيس المعارضة سيكتب شيئا عن البرازيل، التي اتهم رئيسها المعادي للسامية (لويس إيناسيو لولا دا سيلفا) إسرائيل، في بداية الحرب بارتكاب إبادة جماعية، وادعى أن تصرفات الجيش الإسرائيلي تشبه تصرفات النازيين”.

وقال ساعر إن لبيد “سيواصل مهاجمة الحكومة الإسرائيلية واتهامها بكل خطوة معادية للسامية يقوم بها أعداؤنا”.

وختم وزير الخارجية الإسرائيلي هجومه غير المسبوق على لبيد بالقول: “في هذه الفترة المصيرية من تاريخ شعبنا، لم يقدم لبيد شيئا للبلاد في أوقاتها الصعبة. بل على العكس، تصرف ويعمل على زيادة الضرر وتقويض صمود الشعب ووحدته”.

وفي منشور ثانٍ على منصة “إكس”، قال لبيد مهاجما ساعر: “أرى أن لديك الكثير من الوقت لكتابة تعليقات طفولية حول القضايا الجادة، بدلا من حماية جنودنا الملاحقين في العالم”.

وأضاف: “أقترح بدلا من ذلك أن تقوم بعملك من أجل تغيير الوضع”.

وفي وقت سابق الأحد، قالت عائلة الجندي المطلوب للاستجواب في البرازيل، إنه “ليس رهن الاعتقال”.

وأضافت: “نريد إعادته إلى إسرائيل، وعلى من يجب أن يساعده أن يفعل”، وفق هيئة البث.

وكانت القناة (12) الإسرائيلية الخاصة، قالت الأحد إن محكمة في البرازيل أمرت الشرطة بالتحقيق مع جندي احتياط إسرائيلي يزور البلاد حاليا، للاشتباه في ارتكابه جرائم حرب في قطاع غزة.

وأفادت بأنه “تم اتخاذ القرار بعد شكوى قدمتها منظمة مناهضة لإسرائيل مقرها في بروكسل، تعمل على محاكمة الجنود الإسرائيليين في جميع أنحاء العالم”.

وبحسب الشكوى التي قدمتها منظمة “هند رجب” (HRF) المؤيدة للفلسطينيين (مقرها بلجيكا)، فإن الجندي “متورط في هدم مبنى سكني بالمتفجرات في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، دون أن تكون هناك حاجة عملياتية لذلك”.

وبدعم أمريكي ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، إبادة جماعية في غزة خلفت أكثر من 154 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.

وتواصل إسرائيل مجازرها متجاهلة مذكرتي اعتقال أصدرتهما المحكمة الجنائية الدولية في 21 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، بحق رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، ووزير الدفاع السابق يوآف غالانت، لارتكابهما جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية بحق الفلسطينيين في غزة.