وأمام مرأى العالم أجمع، ظهرت كندا التي تزعم بأنها بلد الحريات بوجهها الحقيقي وبأقبح صور النفاق السياسي، وهي تمارس أبشع ممارسات التنكيل والقمع بحق المواطنين الكنديين لمجرد تعبيرهم عن آرائهم، في مشهد ينسف شعارات الحرية والديمقراطية الزائفة.
القمع والضرب
المحتجون الذين كانوا يطالبون برفع القيود المفروضة لمكافحة كوفيد والتي تعد من بين الأكثر صرامة في العالم، لم يسلموا من قوات الشرطة الذين نكلوا بهم بدءا من الضرب ورش رذاذ الفلفل، وإزالة متاريس احتمى بها بعضهم، كما صعّدت الشرطة أسلوب تعاملها بداية عطلة نهاية الأسبوع الماضي. كما بلغ الإرهاب الذي تواصله حكومة الرئيس جوستن ترودو على المواطنين الكنديين مستوى خطير جدا بعد أن أعلنت السلطات أنها ستُلاحق كافة المواطنين المشاركين في التعبير عن آرائهم، وهو ما يعكس ضيق أفق النظام السياسي الكندي.
وفيما رفض كثير من المحتجين هؤلاء الاعتراف بالهزيمة، أكدوا أنهم سيواصلون الضغط من أجل الرفع الكامل للقيود المفروضة لمكافحة كوفيد والتي تعد من بين الأكثر صرامة في العالم، رغم تخفيف بعضها في الأيام الأخيرة.
لكن السلطات أشارت إلى إن “عملية الشرطة لا تزال مستمرة”، موضحة أنها قامت بوضع سياج حول مبنى البرلمان الكندي “لضمان عدم خسارة المنطقة المستعادة”.
الديكتاتورية والقمع
نشر الملياردير الأمريكي إيلون ماسك على حسابه في “تويتر” تغريدة عنيفة شبّه فيها رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو بأدولف هتلر وذلك رداً على حملة للحكومة الكندية على العملات المشفرة المستخدمة لدعم احتجاجات “قافلة الحرية”.
واحتجت “قافلة الحرية” في البداية على السياسة الصحية للحكومة فيما يتعلق بتلقيح سائقي الشاحنات على وجه الخصوص، ثم تحولت إلى انتقاد عام للحكومة الكندية. ولاقى الاحتجاج صدى إيجابياً لدى شخصيات معروفة حول العالم بينها ماسك.
في الولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا ظهرت أصوات كثيرة تندد بتصرفات حكومة ترودو، واعتبرت أنه لم يعد من حق كندا بعد اليوم أن تصدر نفسها كحامية للحريات والديمقراطيات، فعسكرة الميادين والشوارع وقمع المواطنين الأبرياء وضربهم وإرهابهم يعكس العقلية الحقيقية لرئيس الوزراء جوستن ترودو وحكومته القمعية.
ولطالما تشدقت الحكومة الكندية بالحريات وحقوق الإنسان ولكن أحداث العنف المأساوية التي شهدتها الشوارع الكندية كشفت حقيقة أن نصوص الدستور الكندي ليست إلا حبرا على ورق وأن شعارات الديمقراطية تسقط أمام أول اختبار حقيقي، وأن التشدق بالحرية ليست سوى كذبة وورقة للتكسب السياسي الخارجي فقط.