وجه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، مجموعة من الرسائل إلى المواطنين بشأن أزمة سد النهضة الإثيوبي، والأمن القومي لبلاده.
جاء هذا خلال كلمته، اليوم الخميس، في احتفال بالمشروع القومي لتطوير القرى المصرية الذي يحمل عنوان “حياة كريمة”، بحسب وسائل إعلام محلية.
وقال الرئيس المصري إن المساس بأمن بلاده القومي خط أحمر، مؤكدا أنه “لا يمكن اجتيازه شاء من شاء وأبى من أبى”.
وأوضح السيسي أن ممارسة الحكمة لا تعني السماح بالمساس بمقدرات بلاده، مضيفا أن هناك خيارات عديدة للحفاظ على الوطن “نقدرها طبقا للموقف والظروف”.
وفي تعليقه على مخاطر السد، قال الرئيس المصري: “قبل ما يحصل أي حاجه لمصر يبقى لازم أنا والجيش نروح”.
واعتبر السيسي أن القلق الذي يعيشه المواطنون المصريون على خلفية أزمة سد النهضة والمخاوف من نقص المياه قلق مشروع.
وقال إن القيادة السياسية في مصر تتعامل مع كافة القضايا بعقل راشد وتخطيط عميق، مؤكدا أن الحكومة المصرية لم تقدم الوهم للشعب، ولم تحاول دغدغة مشاعر المواطنين.
ودعا الشعب المصري للاطمئنان بشأن هذه الأزمة قائلا: “عيشوا حياتكم بشكل طبيعي، ولا تقلقوا من شيء.. مصر دولة كبيرة ولا يليق بنا أن نقلق أبدا في قضية المياه”.
ومازح الرئيس المصري خلال احتفالية مبادرة “حياة كريمة”، المواطنين وقال إنه يريد أن يقول كلمة يرددها الشعب المصري دائما لكنه تردد في الإفصاح عنها، ومع إصرار الجماهير جعلته ينطق بها حيث قال: “بلاش هري”.
وأضاف: “لا بد أن يحسب كلامه جيدا لأن الكلام من ذهب ويتوقف عليه مستقبل البلاد والشعوب، مؤكدا أن أي تحد لا يمكن أن ينجح فيه إلا إذا كان الشعب المصري على قلب رجل واحد”.
وأكد أن قلق المصريين لقضية سد النهضة قلق مشروع، وأن “لا أحد يستطيع الاقتراب من مياه مصر
ويسود شعور بالقلق في أوساط المصريين من أن يتسبب سد النهضة في نقص حصة مصر من مياه النيل التي تعد المورد الرئيسي للمياه في البلد العربي.
ويوم الخميس الماضي، عقد مجلس الأمن الدولي، جلسة لمناقشة أزمة سد النهضة القائمة بين إثيوبيا ومصر والسودان؛ غير أنه لم يصدر، حتى الآن، قرارا أو توصية بعد الجلسة.
وجاءت الجلسة بعدما، أخطرت إثيوبيا مصر والسودان رسميا، البدء في الملء الثاني لخزان سد النهضة؛ وهو ما اعتبرته الدولتان العربيتان خرقا للقوانين الدولية والأعراف، وانتهاكا لاتفاق المبادئ الموقع بين مصر والسودان وأثيوبيا، عام 2015.
وبدأت إثيوبيا في إنشاء سد النهضة، عام 2011، بهدف توليد الكهرباء؛ ورغم توقيع إعلان للمبادئ، والذي ينص على التزام الدول الثلاث بالتوصل إلى اتفاق حول ملء وتشغيل السد، عبر الحوار، إلا أن المفاوضات لم تنجح في التوصل إلى أي اتفاق.
وفيما تخشى مصر من تأثير السد على حصتها من مياه والبالغة 55.5 مليار متر مكعب سنويا، فإن للخرطوم مخاوف من أثر السد الإثيوبي على تشغيل السدود السودانية.