01:34 م
الثلاثاء 12 أبريل 2022
الأقصر – محمد محروس:
عام 27 قبل الميلاد ضرب زلزال مدمر مدينة طيبة عاصمة مصر الفرعونية يُعتقد أنه السبب في سقوط الجزء العلوي لمسلة الملكة حتشبسوت التي تقع بجوار البحيرة المقدسة في معبد الكرنك لتظل ملقاة على الأرض لأكثر من ألفي عام قبل أن يتم إعادة رفعها وإقامتها في مكانها الأصلي مؤخرًا على يد أثريين مصريين.
الطيب غريب مدير معابد الكرنك يقول لـ”” إن مشروع رفع وإقامة الجزء العلوي من مسلة الملكة حتشبسوت الجنوبية أحد أهم إنجازات منطقة آثار الكرنك خلال الفترة الماضية، مشيرًا إلى أن هذا الجزء يعد الجزء العلوي من مسلة الملكة حتشبسوت الجنوبية الموجودة بجوار البحيرة المقدسة بمجموعة معابد وحيث ما تزال المسلة الشمالية موجودة في وسط معابد الكرنك بصالة الواجيت الشمالية منذ أن قامت الملكة بإقامتها في هذا المكان عام 1450 عاما قبل الميلاد تقريبًا.
يضيف غريب أن الارتفاع الإجمالي للمسلة القائمة يبلغ حوالي 30 مترًا ويصل وزنها إلى حوالي 323 طنًا وهي عبارة عن كتلة واحدة من حجر الجرانيت الوردي الذي كان يوجد المحجر الرئيسي له في جنوب مدينة أسوان، والجزء العلوي من المسلة يعتقد أنه سقط إثر زلزال حدث فى العصور القديمة لعله الزلزال الذي ضرب مدينة طيبة في عام 27 قبل الميلاد في العصر الروماني، ومنذ ذلك التاريخ ظلت المسلة ملقاة على الأرض لأكثر من ألفي عام، وحيث تم تحريكها من مكان السقوط إلى مكانها الحالي منذ قرابة 150 عامًا حتى كان التفكير في إعادة إقامتها مرة أخرى بجوار وعلى قرب من البحيرة المقدسة في معبد الكرنك.
تابع مدير معابد الكرنك أنه جرى تشكيل فريق عمل متكامل من العاملين بوزارة السياحة والآثار برئاسة الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار الدكتور مصطفى وزيري وتحت إشراف وزير السياحة والآثار الدكتور خالد العناني، وكان فريق العمل يتكون من أكثر من 70 فردًا من العاملين والمختصين والمفتشين والمرممين والفنيين والمهندسين في شتى المجالات وبالتعاون مع الإدارة الهندسية للقوات المسلحة المصرية والتي كان لها دور كبير في عمليات الرفع وتوفير كافة الإمكانات من الآلات والأوناش لتسهيل عملية الرفع، خاصة وأن هذه الأعمال احتاجت لمعدات خاصة لتسهيل وضمان أمان عملية الرفع خاصة وأن هذا الجزء من المسلة يصل طوله لحوالي 10 أمتار ووزن يصل لقرابة 90 طن كتلة واحدة من حجر الجرانيت الوردي.
استدرك غريب واستغرقت الأعمال أكثر من 3 شهور حتى انتهت الأعمال التي تضمنت حفر أساس للقاعدة التي تحمل هذا الثقل الهائل من المسلة على مستويين، وكذلك وضع مادة خاصة في قاعدة المسلة لتسويتها حيث إنها كانت غير مستوية، وذلك لضمان ثباتها واستقرارها فوق القاعدة الحديثة.
ويبلغ ارتفاع الجزء العلوي للمسلة المنحوتة من حجر الجرانيت الوردي حوالي 11 مترًا ووزنها قرابة 90 طنًا، وهي مزينة بنقوش تصور الملكة حتشبسوت وعلاقتها بالمعبود آمون، كما بها نقش لمناظر وأسماء المعبود آمون.
وذكر بيان لوزارة السياحة والآثار، أن هذه المسلة كانت قد سقطت في العصور القديمة ربما بفعل زلزال مدمر اجتاح البلاد، وتركت بقاياها أعلى الرديم المتراكم فوق صالة الوادجيت التي أقامها الملك تحتمس الأول والد الملكة حتشبسوت، إلى أن قام الأثري الفرنسي جورج ليجران في مطلع القرن العشرين بتحريك الجزء العلوي منها، ووضعها راقدة في مكانها الحالي قرب البحيرة المقدسة ليتمكن من إزالة الرديم الذي يغطي أعمدة وتماثيل وجدران هذا الجزء من المعبد.