وخلافا لمقتل آلاف اليمنيين واختطاف وتعذيب كافة الأصوات المناهضة للانقلاب، تمتلك المليشيا الحوثية سجلا أسود يجعلها أبعد ما تكون عن نصرة الشعب الفلسطيني، حيث قامت بنهب وإغلاق جمعية الأقصى، المعنية بدعم قضية فلسطين، والسطو على جمعية كنعان لدعم فلسطين، فضلا عن السيطرة على منزل الزعيم «ياسر عرفات» بصنعاء. إن الاستغلال الرخيص من الحوثي للقضية الفلسطينية، ومحاولة تسجيل نقاط على حساب قضية تعد مركزية لكافة العرب والمسلمين، وسعي مليشيات الحوثي لمقايضة الأسرى محاولة سمجة لتوظيف قضية فلسطين في سبيل تحقيق أهداف إيران ونظام الولي الفقيه في طهران أضحت واضحة للعيان. وتدرك المليشيات الحوثية، أن الدجل الذي تمارسه بمواصلة المتاجرة بالقضية الفلسطينية لم يعد ينطلي سوى على القليل من أنصارها، كون الوقائع الحاصلة على الأرض، تدحض تلك الأكاذيب بشكل كامل..
إن التقارب رغم الخلاف التاريخي الواضح بين مشروعي «الإخوان» و«ولاية الفقيه» بالشرق الأوسط ولجوء جماعات «الإسلام السياسي» إلى تنظيم أنفسها ضمن إطارات دولية، فاتحة أحضانها لـ«داعمين جدد»، وإن كانت تتخذهم في الأمس القريب عدواً جاء لتدمير مقدرات الأمة.. ولجأت الجماعات الظلامية والإخوانية إلى انتهاج سلوك التقارب فيما أصبح يعرف بالإسلام السياسي فيما بينها، مستجلبة من تاريخ نهجها الدموي، مصطلحات مؤججة، مثل التكفير والطائفية، التي لا ترى في الآخر المختلف عنه سوى عدو يجب الخلاص منه، وهناك تصاعد ملحوظ في العلاقة بين حماس والحوثيين، وكلاهما جنديان مطواعان في المعسكر الإرهابي الإيراني.. إن الجماعة الحوثية الإرهابية التي تسببت بأكبر معاناة إنسانية في العالم حسب تصنيف الأمم المتحدة تؤكد مجددا أنها مجرد قفاز في أيدي المشروع الإيراني.. لقد سوّق الحوثي الوهم لقبائل بصعدة وعمران وذمار، الذين يدفعون بأولادهم إلى صفوف المليشيا من أجل تحرير فلسطين، لكنهم يجدون أنفسهم في محارق الموت بالجوف ومأرب والبيضاء. ويندرج التقارب بين حماس والحوثي، الذي تقوده طهران باعتبارهما طرفين يقعان ضمن دائرة الحلفاء الإستراتيجيين للمشروع الإيراني في المنطقة، وهو ما يؤكد تحرّك قوى إقليمية تعمل على التقارب بين جماعات الإسلام السياسي، الأمر الذي خلق خطوط تنسيق مشتركة فيما بينها. لم يعد الدور الإيراني المزعزع لأمن واستقرار اليمن، ومسؤوليته عن المأساة الإنسانية التي خلّفتها الحرب خافيا على أحد، باعتبار أن طهران استخدمت مليشيات الحوثي، وحماس، والحشد، وحزب الله، أدوات لتنفيذ أجندتها التوسعية وسياسات نشر الفوضى والإرهاب في المنطقة. حماس والحوثي.. ثنائي الانقلابات.. «تجار المقاومة».. وبائعو المظلومية.