يأتي ذلك بعد انسحاب القوات الأوكرانية من بلدة فوهليدار الواقعة على خط المواجهة، أعلى تلة ذات أهمية تكتيكية في شرق أوكرانيا، وهي المدينة التي قاتلت القوات الأوكرانية بكل ما أوتيت من قوة للحفاظ عليها لمدة عامين، وهأحدث مستوطنة حضرية تسقط في أيدي الروس.
حملة شرسة
وفي أعقاب حملة صيفية شرسة على طول الجبهة الشرقية شهدت تنازل كييف عن عدة آلاف من الكيلومترات المربعة من الأراضي. وقالت القوات المسلحة الأوكرانية في بيان لها إنها سحبت قواتها من فوهليدار «لحماية الأفراد والمعدات العسكرية».
وإن سقوط فوهليدار يشكل نموذجًا مصغرًا للمأزق الذي تعيشه أوكرانيا في هذا الفصل من الحرب التي دامت قرابة ثلاثة أعوام.
وهو يعكس رفض الولايات المتحدة منح أوكرانيا الإذن بضرب أهداف في عمق الأراضي الروسية، ومنع كييف من إضعاف قدرات موسكو. هيمنة روسيا
وفي الوقت نفسه، تسمح هيمنة روسيا على الأجواء لها بتطوير وتعزيز القنابل الجوية المدمرة التي لا تملك أوكرانيا أي رد فعل عليها، في حين فشلت حملة التعبئة المثيرة للجدل في إنتاج فئة جديدة من المقاتلات الأوكرانية القادرة على الصمود في وجه الهجمات الجوية.
زيارة الغرب
ويأتي انسحاب الأوكرانيين من البلدة بعد زيارة طال انتظارها للرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، إلى الولايات المتحدة الأسبوع الماضي.
ورفضت إدارة بايدن حتى الآن طلب كييف باستخدام أنظمة الصواريخ التكتيكية للجيش، أو (ATACMS)، لضرب المطارات الروسية وغيرها من الأهداف الرئيسية، ورفض البعض «خطة النصر» التي اقترحها زيلينسكي باعتبارها مجرد قائمة أمنيات أكثر من كونها خطة عمل.
وفي الوقت نفسه، واصلت الطائرات الروسية إسقاط القنابل الجوية على فوهليدار، مما أدى إلى تعجيل الانسحاب، حسبما قال جنود هناك.
تغيير التكتيك
وبعد عامين من المحاولات الفاشلة للسيطرة على فوهلدار، غيرت القوات الروسية تكتيكاتها في وقت سابق من هذا العام. وانخفض عدد سكان البلدة قبل الحرب من 14 ألف نسمة إلى أقل من 100 نسمة أثناء احتدام القتال.
وبدأ الجنود الروس في شن هجمات متطورة من الجناحين الشمالي والجنوبي، مدعومين بقدرات حرب إلكترونية متفوقة ومجموعة من المشاة على الدراجات النارية، ونيران المدفعية.
وكان الأوكرانيون يضغطون على الولايات المتحدة لتخفيف القيود المفروضة على استخدام الأسلحة الغربية لضرب أهداف في عمق روسيا، وقال المشرعون إنهم توقعوا الضوء الأخضر من الولايات المتحدة منذ أشهر، لكن هذا لم يحدث.
فوهليدار
تقع على خط المواجهة أعلى تلة ذات أهمية تكتيكية في شرق أوكرانيا.
وهي المدينة التي قاتلت القوات الأوكرانية بكل ما أوتيت من قوة للحفاظ عليها لمدة عامين.
أحدث مستوطنة حضرية تسقط في أيدي الروس.