سلطة موحدة.. لمواجهة إسرائيل.. حرب.. أم سلام الشجعان ؟

ليس هناك رأيان في أن القضية الفلسطينية شهدت تسليطاً إعلامياً عالمياً؛ وحظيت بتعاطف من المجتمع الدولي؛ الذي شاهد سفك دماء الشعب الفلسطيني عبر آلة القتل الصهيونية.. ولايمكن ايضاً تجاهل أدوار الفصائل الفلسطينية التي كانت شريكاً في الدفاع عن القضية والسعي لتحقيق تطلعات الشعب الفلسطيني المشروعة لإنشاء الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية.. ولا أحد يستطيع أن يلغي نضال العقود الماضية ودماء الشهداء الذين سقطوا على يد العدو الصهيوني منذ احتلاله للأراضي الفلسطينية. ويبدو أن المتغيرات الراهنة في المنطقة في طريقها إلى إحداث انقلاب إستراتيجي في طريقة تعاطي الكثيرين مع تداعياتها ونتائجها التي يتوقع المراقبون أنها ستكون غير مسبوقة. فحرب إسرائيل التدميرية على غزة وما أعقبها من تحولات في الداخل الإسرائيلي وسعي محموم إلى الإطاحة برئيس الوزراء الحالي بنيامين نتنياهو، والتعاطف العالمي مع الشعب الفلسطيني أثارت التساؤلات حول مستقبل عملية السلام وإلى أين تتجه القضية الفلسطينية، وما إذا كان حل الدولتين قد عاد إلى الواجهة مجدداً؟ كما أنه على الصعيد الفلسطيني بدا الوضع أيضا مغايرا، إذ ينتظر أن تعقد الفصائل اجتماعاً مفصلياً في القاهرة لتثبيت الهدنة والاتفاق على بنود صفقة تبادل الأسرى مع إسرائيل. وهذا الحراك الإيجابي يعكس تغييرا في فكر الفصائل والسلطة الفلسطينية ورغبة في التماهي لمواجهة العدو المشترك إسرائيل..

ومن هنا فإنه بات مطلوباً من حماس وغيرها من فصائل المقاومة الانخراط في الحوار الوطني والمصالحة لمواجهة العدو الموحد إسرائيل. ويمكن أن نتصور بإذن الله حدوث المصالحة وتموضع حماس مع السلطة الوطنية الفلسطينية ومشاركتها مستقبلا في حكومة وحدة وطنية تواجه الاحتلال الصهيوني بموقف موحد وسلطة واحدة وسلاح واحد.. لأن العدو الصهيوني سيفكر كثيرا عندما يقرر الهجوم على غزة.

إن النضال والمقاومة الفلسطينية ستسهم في تغيير الموازين العسكرية، وعلى الفصائل الفلسطينية، وخاصة حماس، عدم الانخراط مع قوى طائفية فتنوية لن تحقق مكاسب سياسية لها؛ كون العالم يتعامل مع الشرعية والمرجعيات المعترف بها دوليا.. ولا أحد يطلب وقف المقاومة ألا أن العمل الفردي لن يحقق أهداف النضال الفلسطيني ويجب على كل الفصائل الفلسطينية الانضواء تحت سلطة الشرعية الفلسطينية. الجميع يريد أن يرى إنهاء الاحتلال الصهيوني الجاثم على صدور الشعب الفلسطيني، ومأسسة عمل المقاومة تحت مظلة الشرعية الفلسطينية وإنهاء حالة الانقسام. وهذا حتماً سيعطي قوة للمضي في المسار السياسي ومسار المقاومة.. بالمقابل على إسرائيل أن تعي أن هناك تغييرا في قواعد اللعبة، وأن مقاومة الأمس تختلف عن مقاومة اليوم، وحرب غزة أكبر دليل على تلقي إسرائيل ويلات الصواريخ الفلسطينية وعليها أن تعود إلى سلام الشجعان ومبادئ الشرعية الدولية وتنفيذ المبادرة العربية وإعادة النظر في كامل إستراتيجيتها، التي أثبتت الأحداث والمعارك خطأها وفشلها، كما أنها أثبتت للداخل الفلسطيني أن التعاون بين فتح وحماس، وعمل الأخيرة داخل الأطر الشرعية الفلسطينية، من شأنه أن يعود بالنفع على الشارع الفلسطيني كله..