ومن هنا فإنه بات مطلوباً من حماس وغيرها من فصائل المقاومة الانخراط في الحوار الوطني والمصالحة لمواجهة العدو الموحد إسرائيل. ويمكن أن نتصور بإذن الله حدوث المصالحة وتموضع حماس مع السلطة الوطنية الفلسطينية ومشاركتها مستقبلا في حكومة وحدة وطنية تواجه الاحتلال الصهيوني بموقف موحد وسلطة واحدة وسلاح واحد.. لأن العدو الصهيوني سيفكر كثيرا عندما يقرر الهجوم على غزة.
إن النضال والمقاومة الفلسطينية ستسهم في تغيير الموازين العسكرية، وعلى الفصائل الفلسطينية، وخاصة حماس، عدم الانخراط مع قوى طائفية فتنوية لن تحقق مكاسب سياسية لها؛ كون العالم يتعامل مع الشرعية والمرجعيات المعترف بها دوليا.. ولا أحد يطلب وقف المقاومة ألا أن العمل الفردي لن يحقق أهداف النضال الفلسطيني ويجب على كل الفصائل الفلسطينية الانضواء تحت سلطة الشرعية الفلسطينية. الجميع يريد أن يرى إنهاء الاحتلال الصهيوني الجاثم على صدور الشعب الفلسطيني، ومأسسة عمل المقاومة تحت مظلة الشرعية الفلسطينية وإنهاء حالة الانقسام. وهذا حتماً سيعطي قوة للمضي في المسار السياسي ومسار المقاومة.. بالمقابل على إسرائيل أن تعي أن هناك تغييرا في قواعد اللعبة، وأن مقاومة الأمس تختلف عن مقاومة اليوم، وحرب غزة أكبر دليل على تلقي إسرائيل ويلات الصواريخ الفلسطينية وعليها أن تعود إلى سلام الشجعان ومبادئ الشرعية الدولية وتنفيذ المبادرة العربية وإعادة النظر في كامل إستراتيجيتها، التي أثبتت الأحداث والمعارك خطأها وفشلها، كما أنها أثبتت للداخل الفلسطيني أن التعاون بين فتح وحماس، وعمل الأخيرة داخل الأطر الشرعية الفلسطينية، من شأنه أن يعود بالنفع على الشارع الفلسطيني كله..