وقال أحد الجنود، الذي لم يتم الكشف عن اسمه لأسباب أمنية، «الكل يعلم أنه ستكون هناك معركة ضخمة في سلوفيانسك».
الاحتلال القصير
وفي تذكير بالمعركة السابقة، التي احتل بها المقاتلون الروس بالوكالة سلوفيانسك في عام 2014.
والآن، بعد ثماني سنوات من احتلال مدينتهم آخر مرة، عادت الحرب، وأصبحت سلوفيانسك الهدف الرئيسي التالي في حملة موسكو للسيطرة على منطقة دونباس، قلب أوكرانيا الصناعي الذي يغلب على سكانه اللغة الروسية.
وأدى الاحتلال القصير في عام 2014 إلى الترويع، حيث تم احتجاز عشرات المسؤولين والصحفيين كرهائن، ووقعت عدة عمليات قتل.
وقال رئيس البلدية فاديم لياخ، إن مدينة سلوفانسك الواقعة على بعد 70 كيلومترا إلى الغرب في إقليم دونيتسك، تعرضت لهجمات صاروخية بالأمس أسفرت عن مقتل عدد غير محدد من الناس.
مسار جديد
ويعكس عمدة سلوفيانسك المسار الجديد للمدينة، مستمدًا تلميحاته من زعيم أوكرانيا في زمن الحرب، ولكن قبل عام 2014، كان لياخ جزءًا من حزب سياسي، يسعى إلى توثيق العلاقات مع روسيا.
وقال إن المشاعر المؤيدة لموسكو في المدينة تلاشت – جزئيًا، بسبب الفظائع التي شهدتها في عام 2014 – ولا يزال هناك «أشخاص ينتظرون عودة القوات الروسية».
ومع اقتراب خط الجبهة، اشتدت الهجمات على المدينة، وفر ثلاثة أرباع سكانها قبل الحرب، لكن رئيس البلدية قال إن الكثير من السكان ما زالوا في سلوفيانسك، بما في ذلك العديد من الأطفال.
وشجعهم على الإخلاء، بينما يقضي أيامه في تنسيق المساعدات الإنسانية وتعزيز دفاعات المدينة.
مضيفا بأن القصف يحدث الآن، على الأقل أربع أو خمس مرات في اليوم، وازداد استخدام الذخائر العنقودية في الأسبوع الماضي.
منطقة لوجانسك
وأعلنت روسيا الأحد أنها سيطرت على مدينة ليسيتشانسك الإستراتيجية، ومنطقة لوجانسك بأكملها، في تطور سيمثّل اختراقا حاسما لقوات موسكو، الساعية للسيطرة على شرق البلاد.
من جهته، قال رئيس بلدية سلوفيانسك التي تبعد 75 كلم إلى الغرب من ليسيتشانسك، إن ستة أشخاص قتلوا في قصف خلال تقدم القوات الروسية.
وجاء ذلك بينما أعلنت بيلاروس اعتراض صواريخ أطلقتها كييف، واتهمت روسيا أوكرانيا بإطلاق ثلاثة صواريخ عنقودية على بيلجورود، في هجوم أسفر عن سقوط أربعة قتلى.
وكانت ليسيتشانسك آخر مدينة كبيرة تخضع لسيطرة الأوكرانيين، في لوجانسك في حوض دونباس بشرق أوكرانيا.
وتشكل السيطرة عليها مؤشرا إلى تقدّم روسي كبير في دونباس، وهو أمر تركّز عليه موسكو منذ انسحبت من كييف.
تضارب التقارير
ووردت تقارير متضاربة السبت، بشأن وضع ليسيتشانسك إذ نفت أوكرانيا صحة المعلومات الواردة من موسكو، أن القوات الروسية حاصرت كل المدينة التي يفصلها نهر عن سيفيرودونيتسك المجاورة، التي انتزعتها القوات الروسية الأسبوع الماضي.
ولم يصدر تعليق بعد عن الجانب الأوكراني، بشأن المعلومات المرتبطة بسقوط ليسيتشانسك بعد أيام من المواجهات العنيفة.
وقالت وزارة الدفاع الروسية في بيان، نقلته وكالات الأنباء المحلية، إن «سيرجي شويجو القائد الأعلى للقوات المسلحة، أبلغ فلاديمير بوتين بتحرير جمهورية لوجانسك الشعبية».
وقبل دقائق من صدور الإعلان، قال ناطق باسم وزارة الدفاع الروسية، إن المعارك جارية في ليسيتشانسك، حيث أصبحت القوات الأوكرانية محاصرة «بالكامل».
وفي سيفيرسك التي تبعد 30 كلم غرب ليسيتشانسك، سجل قصف ليل السبت /الأحد، كما ذكر سكان ومسؤول لوكالة فرانس برس.
استهداف مدينة روسية
وأفادت موسكو أن دفاعاتها المضادة للطائرات، أسقطت ثلاثة صواريخ عنقودية من طراز
«توشكا-يو» أطلقها «قوميون أوكرانيون» على بيلجورود، المدينة الروسية القريبة من الحدود الأوكرانية.
وذكر حاكم بيلجورود فياشيسلاف جلادكوف، أن الهجوم أحدث أضرارا في 11 مبنى سكنيا و39 منزلا.
واتّهمت موسكو كييف في السابق، بشن ضربات على الأراضي الروسية، تحديدا في منطقة بيلجورود.
من جهته، اتّهم الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشنكو كييف بـ «استفزاز» بلاده. وقال إن جيشه اعترض صواريخ أطلقتها قوات أوكرانية على بيلاروس، قبل «نحو ثلاثة أيام».
وبيلاروس من أبرز حلفاء روسيا منذ فترة طويلة، ودعمت الغزو الذي بدأ في 24
فبراير، بينما اتّهمتها كييف بشن هجمات على الأراضي الأوكرانية.
لكن لوكاشنكو نفى أي دور لبلاده في حادثة عبر الحدود. وقال في تصريحات السبت «أكرر لكم، كما قلت قبل أكثر من عام، لا نية لدينا للقتال في أوكرانيا». منطقة دونباس
هي مجمل منطقتين شرقيتين كبيرتين، هما لوهانسك ودونيتسك، واللتين تمتدان من خارج ماريوبول في الجنوب وصولا إلى الحدود الشمالية.
وهي مناطق ناطقة باللغة الروسية على نطاق واسع، لكنها لم تعد موالية لروسيا. سلوفيانسك
مدينة تقع شرق أوكرانيا تقع في دونيتسك أوبلاست
بنيت هذه المدينة في سنة
تبلغ مساحتها 59 كلم مربع
مدينة منقسمة الولاءات
يوجد بها عدد كبير من المتقاعدين وكبار السن
أول مدينة تستولي عليها القوات العسكرية المدعومة من روسيا في عام 2014
كانت واحدة من النقاط المحورية في الصراع المؤيد لروسيا