وفي ظل المشهد الدراماتيكي في سوريا والتسارع في الأحداث خلال أيام قليلة، يبدو أن البلاد مقبلة على مرحلة مبهمة غامضة مفتوحة على كل الاحتمالات.
فمن ينظر إلى خريطة المنطقة والإقليم وحتى ما بعد الإقليم، يجد نفسه أمام عدة علامات استفهام قد لا نجد لها جوابا في القريب العاجل خصوصا فيما يتعلق بمن سيحكم البلاد وماذا عن حلفاء الأسد في طهران وبيروت وموسكو وماذا أيضا عن أعدائه الألدّاء وأي مصير ينتظر سوريا بعد الأسد؟.
الآن وقد سيطرت الجماعات المسلحة بقيادة هيئة تحرير الشام (النصرة سابقا) على الحكم في سوريا ومع تباين أجندات تلك الجماعات الإيديولوجية وارتباط بعضها بقوى إقليمية ودولية، يبقى المشهد ضبابيا إن لم يكن قاتما.
فلا أحد يمكنه الجزم بعدم تقسيم البلاد وحدوث انتقال ديمقراطي للسلطة. فهل تتجنب سوريا مصيرا كذلك الذي يعصف بليبيا منذ ثورتها على نظام القذافي في 17 فبراير شباط 2011؟
فهي مقسّمة منذ سنين بين حكومة معترف بها دوليا مقرها طرابس الغرب وحكومة في الشرق بقيادة رجل ليبيا القوي المشير خليفة حفتر وسط حالة استقطاب إقليمي ودولي. ولم تفلح كل المحاولات لرأب الصدع بين الإخوة الأعداء ووضع حد للتناحر الذي أسفر عن مقتل المئات وفرض واقع فيه حكومتان وبنكان مركزيان وقوات ومليشيات مسلحة وبنية تحتية مهترئة واقتصاد منهار رغم الثروة النفطية الهائلة التي تزخر بها البلاد.
وثمة خشية أخرى من حدوث سيناريو أفغانستان التي تسيطر عليها حركة طالبان منذ 15 آب 2021 وفرض نظام إسلامي متشدد هناك إثر الانسحاب الأمريكي والقوات الدولية الأخرى.