هذه التصريحات جاءت بعد 3 جولات من اجتماعات اللجنة في جنيف بين المعارضة والنظام، ما يعني أن موسكو لاتزال حتى الآن ترى أن الحل لن يكون عبر مجلس الأمن وقراره 2254، بل عبر القبول بالواقع وأن الأسد جزء من المرحلة القادمة في سورية.
خلال العام الماضي، لم يجر أي تغيير في خارطة الصراع على المستوى السياسي أو العسكري، بل رسخت القوى المسيطرة على الأرض في الشمال والجنوب من وجودها باستثناء حالة وحيدة وهي توسيع النظام لسيطرته على درعا وطي صفحة الجنوب، حيث كانت الحلول الجزئية هي الإستراتيجية الجديدة حول سورية ليس إلا، أما الحل النهائي فما يزال قيد الانتظار.
حصلت سورية على غض نظر أمريكي لتمرير مشروع الغاز المصري عبر الأراضي السورية إلى لبنان، وشهدت الجامعة العربية جدلا عقيما حول عودة سورية في دورتها القادمة في الجزائر، إلا أنه ما من قرار تم اتخاذه حول هذه العودة، أما مشاورات أستانة فلم تقدم جديدا على المستوى العسكري، فمازالت الاشتباكات تدور في مناطق خفض التصعيد، بينما ازدادت الضربات الإسرائيلية على المواقع الإيرانية أمام مرأى روسيا والنظام في إشارة على أن النظام السوري أصبح خارج دائرة الاستهداف، وإنما الهدف الحقيقي الآن هو المواقع الإيرانية والمليشيا التابعة لها وعلى رأسها «حزب الله».
لم تتغير مواقف الدول الغربية حيال المشهد السوري وبقيت العقوبات الأوروبية سيفا مسلطا على النظام، وكذلك الأمر بالنسبة للولايات المتحدة التي أصدرت حزمة من العقوبات على أركان النظام الأمنية وسط حالة من الانهيار الاقتصادي للنظام الذي بات عاجزا عن توفير أدنى مقومات الحياة للسوريين.
مر العام 2021 من دون أي أفق للحل في سورية، وعلى الرغم من كل المحاولات السطحية لتحريك المسار وإيجاد اختراق سواء من خلال المعارضة أو النظام، إلا أن الجمود سيد الموقف وتسويات الدول الإقليمية والدولية لم تقترب من الحل، وهذا هو السبب البعيد في بقاء الحال كما هو عليه.
ويمكن تسمية هذا العام في سورية بأنه عام «الجفاف السياسي والعسكري»، إذ عجزت الدول عن إخراج سورية من حالة الجمود والتعطيل، خصوصا أن الولايات المتحدة اليوم لم تعد ترى سورية في سلم الأولويات، بينما تحاول روسيا المساومة مع واشنطن على الأرض السورية، لكن المسافة بعيدة بين الطرفين الروسي والأمريكي.
في كل عام تتجدد الآمال بالحل السياسي، إلا أن العام يمضي دون أفق، وكأن الأطراف الفاعلة في الأزمة متفقة على إبقاء حالة الجمود بانتظار تحول كبير يلبي مصالح الدول اللاعبة في الملف السوري، وإلى أن تأتي هذه اللحظة يبقى العجز والفشل السياسي عنوان سورية اليوم.