يعتزم رئيس الحكومة الإسرائيلية، نفتالي بينيت، وضع هدف جديد ضد إيران هو إضعافها ككل، وليس فقط وقف البرنامج النووي، وفق ما ذكر الصحافي الإسرائيلي عميت سيغل في مقاله الأسبوعي في صحيفة “يديعوت أحرونوت”، اليوم، الجمعة.
وكانت عقيدة رؤساء الحكومة في إسرائيل حتى اليوم، كما يزعم سيغل، هي منع إيران من الحصول على سلاح نووي وإضعاف “أذرعها” في المنطقة. “نتنياهو جعل العالم يفرض عقوبات تشلّ على النظام، لكنّ العقوبات لم تكن هدفًا، بل وسيلة لإجبار الإيرانيين على التنازل عن أحلامهم النووية، انهيار الريال وارتفاع البطالة كانا نجاحا حصلنا عليه كأعراض جانبيّة للحرب الرئيسية”.
لكنّ الهدف الذي يضعه بينيت، وفق الصحيفة، هو أن “تفعل إسرائيل للإيرانيين ما حاولت إيران فعله للإسرائيليين”، وفق سيغل، “بنى الإيرانيون بنجاح كبير حول حدود إسرائيل تهديدات تكتيكيّة مزعجة تسيطر تدريجيًا على انشغال متزايد من رئيس الحكومة وحصّة وازنة متزايدة من ميزانية الدولة. رابين وبراك استنزفا بنقاشات عن قطاع الأمن، غزّة ملأت ولاية شارون وبدرجة كبيرة ولاية أولمرت، نتنياهو استثمر ساعات غير محدودة بتزايد القوّة الإيرانية في سورية. إسرائيل حقّقت سلسلة إنجازات تكتيكية، انعكست بفشل إستراتيجي كبير”.
ووفق سيغل، “ما الذي سيحدث عندما يحتاج الإيرانيون إلى الانشغال أكثر وأكثر بتهديدات داخلية تشكّلها لهم دولة إسرائيل؟ وعندما يجتمع ’المجلس الثوري’ الإيراني مرّتين أسبوعيًا بسبب تهديد في الميزانية نتج بصورة غامضة، أو بسبب اضطرابات اجتماعية تساهم إسرائيل فيها؟ في الحرب الباردة طارد الأميركيون والروس بعضهم البعض دون توقّف، حتى أجبِر الاتحاد السوفياتي من قبل (الرئيس الأميركي، رونالد) ريغين على الصرف أكثر مما يقدر عليه، وانهار”.
وسبق لبينيت أن شبّه العلاقات الإسرائيلية – الإيرانية بالعلاقات الأميركية السوفياتية خلال الحرب الباردة.
في موازاة ذلك، نقل المراسل العسكري لصحيفة “يسرائيل هيوم”، اليوم، الجمعة، عن مسؤول إسرائيلي رفيع قوله إنّ “العمليات الإسرائيلية في سورية هي جزء من حملة أوسع بكثير، إستراتيجية، بهدف تقليص التأثير الإقليمي لإيران وقوّتها”.
وفي تشرين الأول/أكتوبر الماضي، كشفت صحيفة “هآرتس” عن تبنّي الأجهزة الأمنية الإسرائيلية عقيدة جديدة تجاه إيران، تضع في صلبها “الشعب الإيراني، أو على الأقلّ الجمهور المديني المتعلّم فيه”.
وذكرت الصحيفة أنّ إيران تنظر إلى هذه الفئة على أنها “الخاصرة الرخوة” وأن الهدف من هذه الفئة، “التي تتصعّب التعامل مع الإضرار بجودة حياته، ستمارس ضغوطًا كبيرة على النظام”.
وتابعت الصحيفة “حتى لو لم تقف إسرائيل وراء الهجوم السيبراني على إيران بالأمس، التي أضرّت بسائقين إيرانيين أبرياء كثر طوال اليوم، إلا أن ذلك يتلاءم مع العقيدة الجديدة للأجهزة الأمنية الإسرائيلية”.
وقال مصدر سياسي إسرائيلي للصحيفة إنّ إسرائيل قرّرت استغلال “الطابع المدلّل” لـ”جماهير واسعة لدى الشعب الإيراني في إطار محاولاتها لاستنزاف النظام في إيران، وثنيه عن جهوده لإنتاج سلاح نووي”.
وتابع المصدر أن إسرائيل رصدت أن هذه الفئة المستهدفة “لا تخشى التعبير عن مواقفها، وحتى الاحتجاج بطرق مختلفة أو التعبير عن استيائها بالأفعال، عندما يشعر بالتهديد على حياته”.
واستنتجت إسرائيل، وفق الصحيفة، أنه بالإمكان استغلال هذا التصرّف أيضًا من أجل التأثير على إيران في الموضوع النووي.