سيمونيه: سنواجه التفسيرات والمعلومات المضللة عن السعودية في أوروبا

أشاد سفير الاتحاد الأوروبي لدى المملكة وسلطنة عمان والبحرين، باتريك سيمونيه، في حوار خاص مع «الوطن»، بالعلاقات التي تربط الاتحاد الأوروبي بالمملكة العربية السعودية، مبينا أن الاتحاد الأوروبي هو أول مستثمر مباشر في المنطقة، وثاني أكبر شريك تجاري للسعودية. وعبر عن انبهاره وزملائه الأوروبيين بالمعدل السريع الذي يتم به تنفيذ «رؤية 2030»، والتطور السريع في تنفيذ المشروعات العملاقة في المملكة، مؤكدا أهمية العمل المشترك، لتحسين التفاهم والاحترام المتبادل، ومواجهة المعلومات المضللة في كلا الجانبين.

وفي سياق الحوار عن دور الاتحاد الأوروبي في المباحثات الجارية مع إيران، أكد السفير أن دور الاتحاد يتمحور في تقريب وجهات نظر الأطراف الموقعة (5+1 وإيران)، وإحياء الاتفاق الذي يُعتبر الطريقة المُثلى لمنع إيران من أن تُصبح تهديدًا نوويًا، والتأكد من أن المملكة على علم بمجريات المفاوضات.

وتم طرح عدد من الأسئلة على «سيمونيه»، أجاب عنها كالتالي:

ما هو تقييم العلاقة بين الاتحاد الأوروبي والسعودية؟

حاليا علاقة الاتحاد الأوروبي مع السعودية مزدهرة، كما تُبين الزيارات المتعددة عالية المستوى، ونطمح أن تكون أفضل مستقبلا، إذ لدينا كثير من الملفات المشتركة، سواء الأمنية أو السياسية والاقتصادية أو البيئية، فسياسيا ننشط في التعاون مع السعودية، لإرساء الاستقرار والأمن في المنطقة. وبخصوص الاقتصاد، الاتحاد الأوروبي هو أول مستثمر مباشر في المنطقة، خصوصا في السعودية، وثاني أكبر شريك تجاري للسعودية، وهناك فرص كبيرة لزيادة الاستثمارات الأوروبية، ويمكن لفريق العمل التابع لنا جلب كل دول أوروبا، وليس بعضًا منها، إلى المملكة.

ما هي المجالات التي تغطيها اتفاقية التعاون؟

وقع الاتحاد الأوروبي والسعودية أخيرا اتفاقية تعاون، قبل شهرين تقريبا، خلال زيارة الممثل الأعلى الأولى المملكة. ويُشكل هذا الترتيب إطارًا للعمل المشترك بين الاتحاد الأوروبي والسعودية، ويُغطي العديد من الموضوعات مثل الأمن الإقليمي ومكافحة الإرهاب، بالإضافة إلى التجارة، والاستثمار، والتعاون الاقتصادي، والطاقة، والتغير المناخي.

كم يبلغ حجم الاستثمارات المتبادلة؟

تُظهر أحدث الأرقام المتاحة في 2019 أن تدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر الواردة للمملكة العربية السعودية من جميع الشركاء العالميين وصلت إلى 4 مليارات يورو، في حين أن تدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر الصادرة منها تقترب من 12 مليار يورو.

وفي 2019، وصلت أسهم الاستثمار الأجنبي المباشر في السعودية من جميع الشركاء العالميين إلى 211 مليار يورو، بينما بلغت أسهم الاستثمار الأجنبي المباشر الصادرة من السعودية لجميع الشركاء ما يقرب من 110 مليارات يورو.

الخلفية – الآفاق الاقتصادية للسعودية 2020-2021

دخل الاقتصاد السعودي في جائحة «COVID-19» مع سياسات وقائية قوية وزخم إصلاح، واستجابت السلطات بسرعة وحزم للأزمة، من خلال مجموعة من برامج الدعم المالي والمالي والتوظيف، التي ساعدت في التخفيف من تأثير الوباء على القطاع الخاص مع تخفيف الإغلاق وتعافي الاقتصاد في النصف الثاني من الدعم، وتم الاحتفاظ بدعم مؤسسة النقد العربي السعودي للمقترض.

ما هو الموقف الرسمي للاتحاد من الحملات المدفوعة لتشويه سمعة السعودية؟

هناك مواضيع يجب أن نعمل فيها معًا لمصلحة شراكتنا، التي تعني التواصل بشكلٍ أفضل في جهودنا المشتركة، لتحسين التفاهم والاحترام المتبادل من أجل مواجهة التفسيرات أو المعلومات المضللة في كلا الجانبين، فلا توجد معلومات كافية في أوروبا لفهم التحولات المجتمعية والاقتصادية التي تحدث في المملكة من خلال «رؤية 2030»، تحت قيادة صاحب السمو الملكي ولي العهد. ومن مهامنا في مندوبية الاتحاد الأوروبي إبلاغ العواصم الأوروبية بمدى أهمية هذا التغيير، وما يعنيه حقيقة للبلاد والمنطقة. وعلى النقيض، هناك أيضًا سوء فهم للطريقة التي تعمل بها أوروبا، وتقع على عاتقي مهمة تفسير ماهية المشروع الأوروبي، والممارسات التي نقوم بها، وما يوجد لدينا لنقدمه في شراكتنا مع المملكة، فأدوات التواصل والدبلوماسية العامة هي أمور مهمة لعملي كسفير للاتحاد الأوروبي.

وأضاف: «مواقف البرلمان الأوروبي مهمة، ولهذا السبب يتعين على المؤسسات السعودية مثل مجلس الشورى التواصل بشكلٍ فعال مع البرلمان الأوروبي وأعضائه، لتوضيح الصورة الحقيقية للمملكة».

كيف ترون الحراك الذي تشهده السعودية في جميع المجالات والانفتاح الكبير على العالم؟

انبهرت أنا وزملائي الأوروبيون بالمعدل السريع الذي يتم به تنفيذ «رؤية 2030»، فبالنظر إلى الأرقام الإيجابية للعقود، والصفقات الجديدة مع الشركات الأوروبية، بالإضافة إلى عمليات الاستحواذ السعودية في أوروبا، هناك تطور سريع في تنفيذ المشروعات العملاقة، بالإضافة إلى الفعاليات الثقافية والرياضية والترفيهية الحالية مثل فعاليات «موسم الرياض». ومن الواضح أن هناك تحولا وتنوعا اقتصاديا، حيث إن التعهدات الأخيرة بشأن حيادية المناخ مهمة للغاية. وعلى الصعيد الاجتماعي، فإن أهم النجاحات بالنسبة ليّ تكمن في التحول نحو مجتمع متوازن في نسب تمثيل المرأة، حيث وصلت نسبة مشاركة المرأة في قوة العمل إلى 33%. ويُعد برنامج «السعودة» أداة مهمة، حيث نرى المزيد من الشباب السعوديين من الجنسين يعملون في كل المجالات، ويسهمون إيجابيًا في الاقتصاد.

ما هو الدور الذي يؤديه الاتحاد الأوروبي في المفاوضات الجارية مع إيران؟

يؤدي الاتحاد الأوروبي دور المنسق والرئيس لاتفاقية خطة العمل المشتركة، ويرأس حاليًا المحادثات في فيينا بين الأطراف في الاتفاقية، لضمان عودة الولايات المتحدة لها، وتنفيذها بالكامل من جهة إيران. ويتمحور دول الاتحاد الأوروبي كرئيس للمفاوضات في تقريب وجهات النظر الأطراف الموقعة (5+1 وإيران)، بالإضافة إلى إحياء الاتفاق الذي يُعتبر الطريقة المُثلى لمنع إيران من أن تُصبح تهديدًا نوويًا.

سوف يتأكد الاتحاد الأوروبي من أن المملكة على علم بمجريات المفاوضات، ونحن نتناقش بانتظام حول سيرها. وفي حال التوصل لانفراجة في المفاوضات، وهو لا يزال ممكنًا، نعتقد أن بإمكان الاتفاق تشكيل البيئة المواتية للتوافق على المسائل الأخرى مثل الأنشطة الإيرانية في المنطقة، وبرنامج الصواريخ البالستية، ومناقشته.

ما الهدف من زيارتك عدة مناطق في المملكة؟

بالفعل زرت كل من الدمام والقصيم وجدة والعلا وأبها، والهدف هو زيارة جميع المناطق الثلاث عشرة، ومعرفة المزيد عن تاريخ المملكة العظيم، والتعرف عن قرب على نسيجها الاجتماعي، وهي فرصة أكثر للتعريف بالاتحاد الأوروبي، وبحث فرص التعاون المشترك مستقبلا مع هذه المناطق، حيث نسعى أن يكون الاتحاد الأوروبي شريكًا قويًا وموثوقًا في تنفيذ مشاريع «رؤية السعودية 2030».