سيناريو “يوم الدين”..تخوّفٌ أمريكيٌّ-إسرائيليٌّ من نشوب حربٍ شاملةٍ تُوقع آلاف القتلى والجرحى بالكيان

تعيش دولة الاحتلال في هذه الأيّام حالة عصيبةً وعصبيّة بسبب الخوف والخلع والذعر من الردّ الإيرانيّ القادم لا محال، بحسب المصادر في تل أبيب، وتقوم وسائل الإعلام المُختلفة بعرض السيناريوهات المُتوقعّة، بما في ذلك سيناريو يوم الدين، أيْ القضاء على كيان الاحتلال.
 في السياق، كشفت مصادر أمنية وسياسيّة اليوم الاثنين، وُصِفَت بالمطلعة جدًا في تل أبيب، النقاب عن أنّ تقديرات الاستخبارات الإسرائيليّة لم تتغيَّر، وأنّ الردّ من جانب إيران وحزب الله وتنظيماتٍ أخرى، مُوالية لطهران، قادمٌ لا محال في الأيّام القريبة القادمة، وبحسب المصادر ذاتها، كما أوضح مُحلِّل الشؤون العسكريّة بصحيفة (هآرتس) العبريّة، فإنّه من المُستبعد جدًا أنْ تتراجع إيران عن تهديداتها، ولذا فإنّ إسرائيل أمام تحدٍّ كبيرٍ وغيرُ مسبوقٍ، على حدّ تعبير المصادر.

 وحذّرت المصادر عينها من أنّ تبادل الضربات بين إيران والتنظيمات التابعة لها ضدّ إسرائيل من شأنها أنْ تدفع الأطراف إلى تصعيدٍ خطيرٍ، لن يكون بالإمكان وقفه، طبقًا للمصادر.
 وكشف الإعلام العبريّ النقاب عن أنّ الردّ من جانب إيران وحزب الله مؤكّد، بعد مداولاتٍ عسكريةٍ وأمنيةٍ لدى الاحتلال، لكن غير المعلوم هو الموعد والحجم.

ونقل موقع (WALLA) العبري، عن ثلاثة مسؤولين أمريكيين وإسرائيليّ قولهم، إنّ الترجيحات، تشير إلى بدء الرد اليوم الاثنين.

وقال المسؤولون الأمريكيون إنّ أيّ ردٍّ إيرانيٍّ على اغتيال إسماعيل هنية، سيكون مشابهًا لهجوم إيران السابق على إسرائيل في 13 نيسان (أبريل) الماضي، لكن ربّما سيكون أكبر في حجمه وأنْ يكون مشتركًا مع حزب الله، الذي يسعى للرد على اغتيال الاحتلال للقائد العسكريّ الكبير في الحزب، فؤاد شكر.

وتخشى الإدارة الأمريكيّة بحسب الموقع، من أنّه سيكون من الصعب أكثر حشد تحالفٍ دوليٍّ وإقليميٍّ من الدول العربية التي دافعت عن الاحتلال خلال الرد في 13 نيسان (أبريل)، لأنّ دافع الرد الإيرانيّ المتوقع هذه المرة، هو اغتيال هنية في طهران.

وأفاد الموقع، نقلاً عن المصادر عينها، بأنّ الاحتلال يستعد لمواجهة عدة سيناريوهات وبينها شديدة، وتناولت المداولات الإسرائيلية شنّ هجومٍ إسرائيليٍّ ردًا على رد إيران وحزب الله، إلى جانب البحث في إمكانية شن ضربة استباقية قبل هجوم إيران وحزب الله المتوقع.

 وأضافت المصادر الرفيعة، كما أفاد الموقع، أنّ الرسالة التي تمّ نقلها للوزراء الإسرائيليين، خلال نهاية الأسبوع الماضي، هي أنّه ينبغي الاستعداد لأيّ سيناريو وأنّ إيران وحزب الله قد يشنان هجومهما في أيّ وقتٍ وأنّه يمكن أنْ تكون الحرب في خمس جبهات، وبضمن ذلك دمار يلحق بآلاف المواقع في إسرائيل.

ونقل الموقع عن مسؤولٍ إسرائيليٍّ قوله إنّه إذا تمّ شنّ الهجوم على إسرائيل من عدة جبهات وبوتيرةٍ متسارعةٍ جدًا، فإنّه سيكون من الصعب على إسرائيل والولايات المتحدة التعامل معه، ولذلك ينبغي الاستعداد لسقوط عددٍ كبيرٍ من القتلى والجرحى، “لكن إسرائيل بإمكانها الرد بشكلٍ أشد وأنْ تحصل على دعمٍ عالميٍّ لعملياتها”.

وأضاف المسؤول الإسرائيلي أنّه “لا تتأثروا من شواطئ البحر المليئة بالناس للاستجمام والمطاعم المزدحمة، نحن في أيامٍ مصيريةٍ والحرب قد تبدأ في أيّ وقت”.

ويعتبر مسؤولون أمنيون إسرائيليون، بحسب الموقع، أنّ حزب الله يبحث عن فرصةٍ لشنّ هجومٍ كبيرٍ على الاحتلال ولا يكون محصورًا في أهدافٍ عسكريّةٍ فقط، فيما التقديرات الإسرائيليّة هي أنّ إيران لم تقرر بعد حجم ردّها على اغتيال هنية.

 إلى ذلك، أعلنت شركات طيران أجنبية إلغاء أوْ تقليص رحلاتها الجويّة الى إسرائيل، على خلفية التوتر الأمنيّ، وبحسب القناة الـ 12 بالتلفزيون العبريّ، فإنّ أولى الشركات التي سارعت إلى إلغاء رحلاتها هي الشركات التي تُسيّر رحلات مُنتظمة، قبل الشركات منخفضة التكلفة، والسبب اقتصادي بشكلٍ أساسيٍّ.
 وزعمت وزارة المواصلات أنّه عقب الإعلان عن الإلغاءات، طلبت وزيرة المواصلات ميري ريغيف من وزير الأمن يوآف غالانط تخصيص طائرات شحن عسكرية، ستكون جاهزة عند الضرورية لإعادة الإسرائيليين إلى الكيان من المطارات الرئيسية في الخارج إلى مطار بن غوريون”.
في السياق عينه، أعلنت شركة (مستودعات الكهرباء) في كيان الاحتلال أنّ معدّل مبيعات المولّدات ومحطات الطاقة الكهربائية على موقع التداول الخاص بها ارتفع بنسبة مرتيْن ونصف، بسبب الوضع الأمني.
وقال نائب رئيس تطوير الأعمال في سلسلة (متاجر الكهرباء) ليرون كاتس لصحيفة (اسرائيل هيوم) العبريّة: “شعرنا بزيادة في المبيعات منذ حادثة مجدل شمس يوم السبت قبل الماضي، وطالما ما تزال هناك حالة من عدم اليقين بشأن الوضع، فإنّنا نقدر أنّ وتيرة المبيعات ستظلّ كما هي”.
بالموازاة، أفادت مجموعة (زيف) أنّه منذ حادثة مجدل شمس، هناك زيادة بنسبة 80 بالمائة في عمليات البحث عن المولّدات مقارنة بالأسبوع الذي سبقه.