04:21 م
الثلاثاء 23 نوفمبر 2021
كتب- محمد صلاح:
استقبل الدكتور محمد شاكر، وزير الكهرباء والطاقة المتجددة، اليوم الثلاثاء، Hong Jin-Wook سفير كوريا الجديد لدى جمهورية مصر العربية، والوفد المرافق له؛ لبحث سبل دعم وتعزيز التعاون بين البلدين في كل مجالات الكهرباء.
وأشاد شاكر في بداية اللقاء بالعلاقات المتميزة التي تربط بين مصر وكوريا في العديد من جوانب التعاون المختلفة بمختلف مجالات الكهرباء.
واستعرض وزير الكهرباء الإنجازات التي نجح قطاع الكهرباء والطاقة المتجددة في تحقيقها، مؤكداً الاهتمام الذي يوليه القطاع لنشر استخدامات الطاقات المتجددة وخفض انبعاثات الكربون.
وأكد شاكر أن قطاع الكهرباء يلقى دعماً غير مسبوق من القيادة السياسية للدولة التي وضعت قضية الطاقة الكهربائية على رأس أولوياتها باعتبارها الركيزة الأساسية للتنمية في شتى مجالات الحياة الاقتصادية والاجتماعية واعتبار تأمين الإمداد بالكهرباء مسألة أمن قومي.
وأوضح شاكر أن القطاع نجح في إضافة قدرات كهربائية إلى الشبكة الكهربائية الموحدة بلغت أكثر من 28 ألف ميجاوات، وبهذا أصبحت قدرات التوليد الكهربائية المتاحة كافية للوفاء بمتطلبات المستثمرين في سائر أنحاء الجمهورية من الطاقة الكهربائية.
وأشار وزير الكهرباء إلى ما تتمتع به مصر من ثراء واضح في مصادر الطاقات المتجددة؛ خصوصًا طاقة الرياح والشمس التي تؤهلها لتكون واحدة من أكبر منتجي الطاقة المتجددة وتم تخصيص أكثر من 7650 كيلومترًا مربعًا من الأراضي غير المستغلة لمشروعات الطاقة الجديدة والمتجددة، موضحاً أن أطلس الرياح يشير إلى أن مصر تمتلك أكبر القدرات الكهربائية في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا يمكن إنتاجها تصل إلى نحو 90 جيجاوات من طاقتي الرياح والشمس.
وأضاف شاكر أنه كان من المخطط أن تصل نسبة مشاركة الطاقات المتجددة من الحمل الأقصى إلى 20% بنهاية عام 2022 ، ولكن نجح القطاع في الوصول إلى هذه النسبة بنهاية هذا العام 2021، ومن المخطط أن تصل نسبة مشاركة الطاقات المتجددة إلى ما يزيد على 42% بحلول عام 2035 ويتم حالياً إجراء الدراسات اللازمة لزيادة هذه النسبة.
وأضاف الوزير أن القطاع قد قام باتخاذ عدد من الإجراءات المهمة للاستفادة من الإمكانات الهائلة من الطاقة المتجددة وفقاً لعدد من الآليات لتشجيع مشاركة القطاع الخاص في مشروعات القطاع؛ وعلى رأسها مشروعات الطاقة الجديدة والمتجددة.
وأشار شاكر إلى مشروع الضخ والتخزين الجاري استكمال إجراءات إنشائه بجبل عتاقة بإجمالي قدرات تصل إلى نحو 2400 ميجاوات.
وأشار الوزير إلى أن هناك تعاوناً مع شركات عالمية للبدء في المناقشات والدراسات لتنفيذ مشروعات تجريبية لإنتاج الهيدروجين الأخضر في مصر كخطوة أولى نحو التوسع في هذا المجال وصولاً إلى إمكانية التصدير باعتبارها من كبرى الشركات العالمية ذات الخبرات الكبيرة في مجال الطاقة النظيفة على مستوى العالم، وسيتم تحديث استراتيجية الطاقة 2035 لتشمل الهيدروجين الأخضر كمصدر للطاقة، مؤكداً استعداد القطاع للتعاون مع مختلف الأطراف في هذا المجال.
وأكد شاكر الاهتمام الذي توليه الحكومة المصرية لتعظيم الاستفادة من الطاقات المتجددة في تحلية المياه؛ حيث تم إعداد خطة استراتيجية لتحلية المياه من مصادر الطاقة المتجددة بالتعاون بين وزارة الإسكان ووزارة الموارد المائية؛ حيث تم تحديد الأرض المطلوبة مع خطة مدتها 5 سنوات تبدأ من عام 2020- 2050؛ بهدف إنتاج نحو 3 ملايين م3/ يوم.
وأكد وزير الكهرباء أن قطاع الكهرباء يعمل حاليًّا على تحسين وتطوير شبكتي النقل والتوزيع، بما في ذلك محطات المحولات ذات الجهد الفائق ومراكز التحكم، بالإضافة إلى الشبكات الذكية لتعزيز وتقوية الشبكة الكهربائية القومية من أجل استيعاب القدرات الجديدة المضافة من الطاقة المتجددة، والحد من الفقد الكهربائي في الشبكة وتعزيز الربط الكهربائي مع الدول المجاورة.
وتم تنفيذ العديد من المشروعات في مجال الخطوط الهوائية ومحطات المحولات على الجهود الفائقة والعالية على مستوى الجمهورية في الفترة من 2014 تنتهي خلال العام الحالي؛ حيث تم زيادة أطوال الشبكات جهد 500 ك.ف ما يقرب من 1,5 ضعف ما كانت عليه عام 2014، كما تم زيادة سعات محطات المحولات جهد 500 ك.ف زيادة قدرها 4 أضعاف عن وضع الشبكة عام 2014 على ذات الجهد، بالإضافة إلى ما تم إضافته من أطوال خطوط وسعات محطات محولات على باقي الجهود سواء أكان إنشاء مشروعات جديدة أو توسيع مشروعات قائمة.
وأشار شاكر إلى أنه تم توقيع عقود ترسية مشروع الربط الكهربائي بين المملكة العربية السعودية وجمهورية مصر العربية لزيادة اعتمادية التغذية الكهربائية بين البلدين، بالإضافة إلى حجم المردود الاقتصادي والتنموي لتبادل كمية تصل إلى 3000 ميجاوات من الكهرباء.
ولفت الوزير إلى أن الربط القائم مع كل من الأردن وليبيا والسودان بالإضافة إلى مشروعات الربط مع قبرص واليونان حتى تصبح مصر مركزًا إقليمياً لتبادل الطاقة مع أوروبا والدول العربية والإفريقية.
وأكد شاكر الاهتمام الذي توليه الحكومة المصرية ممثلة في قطاع الكهرباء للتحول من السيارات التقليدية إلى السيارات الكهربائية والاهتمام بالتقدم فيها والإستثمار فيها وما يتصل بها من شبكات ومحطات شحن بالإضافة إلى البنية التحتية المتصلة بالسيارات الكهربائية، مؤكداً الاهتمام الذي يوليه القطاع للتعاون مع الجانب الكوري في هذا المجال.
وأكد وزير الكهرباء أن مصر تواصل جهودها الدؤوبة لتنفيذ برنامجها النووي السلمي لتلبية الاحتياجات التنموية الاقتصادية والصناعية المتزايدة.
وأشاد Hong Jin-Wook سفير كوريا الجديد لدى جمهورية مصر العربية؛ بما يمتلكه قطاع الكهرباء والطاقة المتجددة المصري من خبرات كبیرة في كل المجالات.
وأشاد سفير كوريا أيضاً بالإصلاحات التي نجحت مصر بصفة عامة في تحقيقها وبالإنجازات التي نجح قطاع الكهرباء المصري في تحقيقها خلال الفترة القليلة الماضية.
وأشار السفير إلى أن قطاع الطاقة يمثل جانباً مهماً للتعاون بين البلدين، مشيراً إلى أنه أحد القطاعات ذات الأولوية في استراتيجية الشراكة بين البلدين التي يجري صياغتها حاليًّا للسنوات الخمس القادمة.
وهنأ السفير هونج، مصر على استضافة اجتماع مؤتمر الأطراف السابع والعشرين لتغير المناخ COP 27 في العام المقبل، والذي قد يفتح آفاقًا جديدة للتعاون بين البلدين في مجال الطاقة المتجددة والخضراء.
وأكد سفير كوريا الجديد رغبة بلاده ورغبة الشركات الكورية في زيادة حجم التعاون مع الجانب المصري، مقترحا في ذلك بحث إمكانية توقيع مذكرة تفاهم بين البلدين لتعزيز التعاون عبر مختلف مجالات الكهرباء، بما في ذلك الطاقة المتجددة وتحلية المياه والهيدروجين الأخضر والسيارات الكهربائية.
وأشار السفير هونج إلى إمكانية مشاركة الشركات الكورية في مشروعات ربط الكهرباء، معربًا عن أمله في تحقيق نتائج ملموسة للتعاون بين البلدين خلال الزيارة المرتقبة للرئيس الكوري إلى مصر العام المقبل.
وتأتي هذه الاجتماعات فى إطار حرص مصر على تعزيز التعاون وتبادل الخبرات في كل المجالات، وجذب وتشجيع الاستثمار على أرض مصر؛ خصوصاً مشاركة القطاع الخاص في المشروعات المختلفة في قطاع الكهرباء فضلاً عن حرص قطاع الكهرباء على تنفيذ خططه التوسعية لتدعيم والارتقاء بأداء الشبكة الكهربائية القومية لتواكب قدرات التوليد المضافة والأحمال الكهربائية المتزايدة.