شاهدة إسرائيلية: جشع نتنياهو وزوجته تجاوز العقل..طلبا مجوهرات بريطانية وشمبانيا فرنسية

تتواصل مقاضاة رئيس حكومة الاحتلال السابق، رئيس المعارضة، ومرشح “الليكود” في الانتخابات القادمة بنيامين نتنياهو، وتكشف الشهادات المقدمة داخل المحكمة عن حجم الفساد الذي تورط به هو وزوجته سارة نتنياهو. وبالأمس قدمت هداس كلاين (مساعدة رجل أعمال يهودي ثري يدعى أرنون ميلتشين) شهادة مفصلة عن تقاليد اللقاء بين رجل الأعمال هذا وبين الزوجين، وعن “تبادل” الهدايا والعطايا بين الطرفين، وذلك ضمن الملف القضائي الذي يعرف بملف “1000”.

في شهادتها تؤكد هداس كلاين أن نتنياهو دأب على تلقي كميات كبيرة من السجائر الكوبية الفاخرة، وهي الهدايا التي يحبّها، وبناء على طلبه من رجل الأعمال ميلتشين ومن صديقه رجل الأعمال اليهودي الأسترالي دجيمس فاكر، الذي يملك بيتا في البلاد، مجاوراً لبيت نتنياهو على ساحل قيسارية. منوهة في شهادتها بأن زوجة نتنياهو، سارة نتنياهو، كانت تحب تلقي هدايا من نوع آخر، خاصة الشمبانيا الحمراء فرنسية الصنع والحلي والمجوهرات الفاخرة. وبخلاف مزاعم نتنياهو التي تقول إنها “تبادلت” الهدايا مع ضيوفها، تؤكد كلاين أن ما قدمته سارة نتنياهو لا يتعدى أشياء متواضعة مثل معلّقات تستخدم عادة لحمل مفاتيح السيارات، أو ألعاب أطفال بسيطة ورخيصة جدا.

كل الهدايا مسموح بها عدا شقة سكنية
ومن جهتها تزعم سارة نتنياهو، في ردها ضمن تصريح للمحكمة، أنها كانت قد تلقت استشارة قضائية تسمح لها بتلقي أي هدية عدا شقة سكنية. هاس كلاين، وهي الشاهدة المركزية في هذا الملف (هناك أربعة ملفات فساد يتهم فيها نتنياهو وزوجته بتلقي الرشوة وخيانة الأمانة وغيرها). وأكدت كلاين أن رجل الأعمال ميلتشين لم يبادر يوماً لمنح الزوجين نتنياهو هدايا، وأنه لا يحتسي الخمور، عدا النبيذ الأبيض، ولذلك فإن كميات الشمبانيا الحمراء التي جاء بها في كل مرة التقى نتنياهو وزوجته كانت تأتي بطلب من سارة نتنياهو التي دأبت على طلب ذلك من مساعدته هداس كلاين، بحجة أن “يكون هناك ما يمكن تناوله خلال اللقاء”. وتساءلت قاضية المحكمة فريدمان- فيلدمان بلهجة لا تخلو من السخرية: ألم يكن هناك من تطوع لإحضار النبيذ؟ وتبعها زميلها القاضي بار عام بالسؤال: هل فعلا كان نتنياهو يطلبان مسبقاً من الضيوف استحضار كميات من الخمور؟ رداً على ذلك قالت هداس كلاين في شهادتها إن تقاليد اللقاءات بين رجال الأعمال وبين بنيامين نتنياهو وزوجته طالما شملت هدايا على شكل سجائر من كوبا وشمبانبا من فرنسا، وبحال أقدم أحد رجال الأعمال على المشاركة بمثل هذه اللقاءات بـ “يدين فارغتين” دون أن يصطحب معه هدايا مناسبة كان يحرم من المشاركة في لقاءات تالية، بتعليمات من سارة نتنياهو.

هدايا داخل صناديق موصدة
ورداً على سؤال أين كان يستودع ميلتشين هذه الكميات الكبيرة من السجائر الكوبية والشمبانيا الفرنسية، قالت هداس كلاين: “اعتاد ميلتشين، وكذلك زميله رجل الأعمال اليهودي الأسترالي جيمس فاكر، على حفظ هذه الأشياء داخل صناديق كبيرة مغلقة معدة لهذه الغاية فحسب. وتابعت: “علاوة على الصناديق المغلقة، كان ميلتشن يجلب معه أيضاً كميات متناثرة من السجائر الكوبية، لأن نتنياهو اعتاد على السباحة في بركة استحمام تقع ضمن قصر رجل الأعمال فاكر، ويجلس على حافتها ويدخن السجائر الكوبية الفاخرة بعد تناول وجبة الغداء. حتى عندما غاب فاكر عن البيت كان معروفاً أين تودع السجائر الكوبية داخل بيته الواسع في قيسارية، قريباً من البيت الخاص لعائلة نتنياهو، بل داخل غرفة اللياقة البدنية كان نتنياهو يجد صناديق مقفلة من السجائر الكوبية التي يصطحبها معه إلى بيته”.

من يزر نتنياهو وزوجته مرة بلا هدية يحرم من زياراتهما للأبد.

وسئلت هداس كلاين من قبل القضاة في المحكمة: هل علم نتنياهو وزوجته مصدر هذه الهدايا؟ عن ذلك قالت: “يبدو لي أن مصدر الهدايا لم يهمهم. لدى رجل الأعمال فاكر كانت تقدم الهدايا بسخاء وبحرية أكبر، لكنه لم يقدم لنتنياهو السجائر الكوبية مباشرة، بل عن طريق سائقه الخاص الذي سلم مكتب نتنياهو هدايا متتالية.

وضمن روايتها المطولة تابعت الشاهدة هداس كلاين: “في واحدة من المرات طلبت سارة نتنياهو مفتاح بيت فاكر في هرتزليا، وقد كان وقتها في أستراليا حيث يقيم قسماً من الوقت، وحازت عليه، وعندما دخلت عملت بشكل فوري صافرة الإنذار، وقام رجال فاكر من سدني بتفعيل كاميرات الحراسة، وعندها اتصلتُ أنا بهم في أستراليا كي تطلب إذنا بذلك، وقالوا لي: هذا بيت فخم ومكلف جدا وفيه تحف فنية نادرة. فقلت لهم: امنحوها الإذن بدخول البيت، فالحديث يدور عن رئيس حكومة وزوجته. طلبت منهم وقف صافرة الإنذار عن الصفير عن بعد، بينما كانت سارة نتنياهو تسير مع حارس مرافق، ومن جهتي شرحت لها أين توجد كميات السجائر الكوبية والشمبانيا الفرنسية”.

علمّني حب البلاد ومنح الهدايا لنتنياهو وزوجته
كما كشفت هداس كلاين أن رجل الأعمال ميلتشين علّم زميله رجل الأعمال الأسترالي جيمس فاكر “حب البلاد، حب مشاهدها الطبيعية وحب الناس، وكذلك تأمين الهدايا عند كل لقاء مع الزوجين نتنياهو. وتابع: “أحيانا كان جيمس فاكر يغدق الهدايا والعطايا على الزوجين نتنياهو، فهو كريم جداً، وقد أحبّ نتنياهو كثيراً، وبجلّه، ولذلك كان يأمر بملء غرفة اللياقة البدنية داخل قصره في هرتزيا بكميات هائلة من السجائر الكوبية والشمبانبا الحمراء، فكان نتنياهو وزوجته يدخلان ويحملان صنادق مغلقة منها”. وتابعت هداس كلاين شهادتها وهي منفعلة، بل كانت ترتجف في لحظات وهي تقول “أنا مواطنة صالحة، وما أرويه من شأنه أن يقطع رزقي، لأن رجل الأعمال ميلتشن من المحتمل أن يوقفني عن العمل. لقد قمت بهذه الشهادة بما كان والداي يفخران به. لا أعرف ما تخبئّه لي الأيام، لكنني أقول الحقيقة هنا”.

هدايا نتنياهو باخسة
كما سئلت هداس كلاين من قبل المدعي العام عن هدايا قدمها نتنياهو وزوجته لرجال الأعمال فقالت: “وفق معرفتي فقد حاز ميلتشين وفاكر على معلقات خاصة بمفاتيح السيارة كتب عليها “بنيامين نتنياهو رئيس حكومة إسرائيل”. وأحياناً أخرى كانت سارة نتنياهو تقدم ألعاب أطفال بسيطة لأحفاد رجال الأعمال ممن التقتهم وهي تفاخر بأن هذه “هدية رمزية ثمينة من رئيس الوزراء”. وعندما سئلت كم مرة طلب الزوجان نتنياهو من رجلي الأعمال المذكورين استحضار السجائر الكوبية والشمبانيا الفرنسية قبيل لقاءاتهم في نهايات الأسبوع، قالت في شهادتها: “مرات لا تعد ولا تحصى. كان هذا مسلسلا وميلتشين لم يتطوع لتقديم الهدايا، بل طلب منه، ولاحقا صار يقول لي الأخير إن الزوجين نتنياهو يفرطان في طلباتهما والكميات المطلوبة باتت مجنونة، ولا يستوعبها عقل. كما طلب مني ميلتشين أن أخبر سارة نتنياهو بأن محاسب الشركة الخاصة به يسأل عن هذه الكميات وهذه الهدايا، وهل مسموح بها قانونيا؟ وعندها زعمت سارة نتنياهو معقبة بالزعم أنها استشارت محامياً أبلغها أن كل شيء مسموح عداً تلقي شقة سكنية كـ هدية من أحد”.

الشاهدة: “أنا مواطنة صالحة، وما أرويه من شأنه أن يقطع رزقي، لأن رجل الأعمال ميلتشن من المحتمل أن يوقفني عن العمل. لقد قمت بهذه الشهادة بما كان والداي يفخران به. لا أعرف ما تخبئّه لي الأيام، لكنني أقول الحقيقة هنا”.

أنواع الهدايا
وكشفت هداس كلاين أن نتنياهو وزوجته سارة تحاشيا أحيانا تسمية الهدايا بأسمائها، بل اكتفيا بالسؤال عن “الأوراق الخضراء”، في إشارة للسجائر الكوبية، وعن “الأشياء الحمراء” في إشارة للشمبانيا الفرنسية. وكنت أقول لسارة بلهجة لا تخلو من اللسع: لا تقلقي فلن تحصلي على شقة سكنية كـهدية من أرنون ميلتشين، الذي ظل يقدم هدايا لأنه أحب اللقاء بنتنياهو، وكان يفاخر بصداقتهما”.

كما كشفت هداس كلاين أنه كلما امتنعت عن إيصال رزمات سداسية من الشمبانبا الحمراء كانت تتلقى شكاوى من جهة سارة نتنياهو، وعندها نسارع بإرسالها مع السائق وهي داخل صناديق كتب عليها “بطاريات لساعة الحائط”. وفي واحدة من المرات طلبت مني سارة “تبديل بطاريات الساعة، ساعتها وساعة زوجها”.
وسئلت كلاين في المحكمة أمس عن أنواع الشمبانيا المطلوبة، فقالت: “في البداية كنا نقتني شمبانيا من نوع “دون فرينون” التي تكلف كل واحدة منها 300 دولار، وفي مرحلة معينة طلب مني أرنون اقتناء شمبانيا من نوع “مويت” أحمر. عملياً أعطينا لنتنياهو وزوجته كل أنواع السجائر الكوبية، وفقاً لطلبه، وفي إحدى المرات عدت من كوبا بكمية منها، ولاحقاً هاتفني ووبّخني بأنني عدت من النوع الخطأ من هذه السجائر”.