شتاء كوفيد.. مرض بلا وفيات!

توقع علماء جامعة واشنطن، أمس، أن يشهد العالم بحلول فبراير 2023 ارتفاعاً كبيراً في عدد الإصابات اليومية بفايروس كورونا الجديد، الذي يسبب مرض كوفيد19. وعزوا توقعاتهم إلى مقدم الشتاء. لكنهم توقعوا ألا يسفر الارتفاع المرتقب عن وفيات إضافية. وقال تقرير أطلقه معهد الإحصاءات الصحية التابع لجامعة واشنطن إن متوسط عدد الوفيات اليومية بحلول الأول من فبراير القادم سيبلغ 2748 وفاة، مقارنة بنحو 1660 وفاة يومياً في الوقت الراهن. وأشار التقرير إلى توقعات المعهد أن يصل عدد الإصابات الجديدة بالفايروس في الولايات المتحدة إلى مليون إصابة يومياً في المتوسط. وبلغ عدد الوفيات عالمياً في يناير الماضي 11 ألفاً يومياً. ورجح المعهد أن الارتفاع الذي تشهده ألمانيا في عدد إصاباتها الجديدة ربما تقف وراءه متحورتا BQ.1 أو BQ.1.1، المتفرعتان عن سلالة أوميكرون. وتوصل التقرير إلى أن السلالة الفرعية المسماة XBB، التي تقف حالياً وراء ارتفاع مثير للقلق في حالات التنويم بالمستشفيات في سنغافورة أسرع إفشاء لعدواها. لكنها ليست بالخطورة التي تتسبب في تدهور صحة المصاب. وأشار التقرير إلى أنه على رغم تسارع تفشي متحورة XBB؛ فإن القلق منها سيكون خافتاً بعدما اتضحت الحقيقة المتمثلة في أن الأشخاص الذين أصيبوا سابقاً بمتحورة BA.5، وهي متحدرة من أوميكرون أيضاً، سيكونون بعد تعافيهم محصنين ضد الإصابة بـ XBB.

ولا بد من إشارة إلى أن عدد الإصابات الجديدة في العالم انخفض أمس (الأربعاء) إلى 364.848، بحسب قاعدة بيانات صحيفة «نيويورك تايمز». ويعادل ذلك انخفاضاً بنسبة 24% عما كان عليه عدد الحالات الجديدة قبل 14 يوماً. وفي سياق ذي صلة؛ أعلنت مدينة ووهان الصينية أمس فرض الإغلاق على أحد أحياء منطقتها المركزية، إثر العثور على عدد من الحالات الجديدة، في تأكيد جديد لتمسك حكومة الرئيس شي جنبينغ باستراتيجية «صفر كوفيد»، التي ظلت تنتهجها منذ اندلاع نازلة كورونا في ووهان أواخر سنة 2019. وقال مسؤول صحي في ووهان إن نحو 900 ألف شخص يقطنون حي هانيانغ في ووهان أمروا بالبقاء في منازلهم أمس الأربعاء. وأضاف أن الإغلاق سيستمر حتى الأحد القادم. وزاد أن جميع المتاجر غير الأساسية أمرت بإغلاق أعمالها، فيما ستبقى متاجر السوبرماركت والصيدليات مفتوحة كالمعتاد. وأظهرت مداخلات في تطبيقات التواصل الاجتماعي أمس، حواجز نصبت في مداخل حي هانيانغ، لمنع السكان من مغادرة دورهم. وذكرت السلطات الصحية أن مدينة ووهان سجلت الثلاثاء 18 حالة جديدة. وعلى رغم أنه عدد ضئيل جداً مقارنة ببلدان العالم، التي اعتمدت استراتيجية التعايش مع الفايروس؛ فهو يعتبر عدداً كبيراً في الصين، تجهد السلطات الصينية نفسها لمحوه. وتنطوي استراتيجية «صفر كوفيد»، التي كانت مدينة ووهان مهدها عند اندلاع نازلة كورونا، على الإغلاق الكامل، وإجبار السكان على الخضوع لفحوص جماعية راتبة، وفرض قيود على السفر لاحتواء تفشي الفايروس. بيد أن هذه الاستراتيجية، التي دافع عنها الرئيس شي جنبينغ مراراً وتكراراً، أدت إلى غضب متفاقم عبرت عنه مواقع التواصل الاجتماعي الصينية. وتمتعت ووهان، بعد نجاحها في السيطرة على تفشي الوباء العالمي في أبريل 2020، بعدم حدوث إصابات جديدة فترة طويلة، تمكنت خلالها من العودة إلى حياتها الطبيعية بالكامل. بيد أن تلك الفترة الهادئة انتهت في يوليو 2022، عندما عمد المسؤولون الصينيون إلى فرض الإغلاق على حي جيانغكشيا، الذي يقطنه نحو 1.1 مليون نسمة. وعلى صعيد بقية أرجاء الصين عادت الحالات الجديدة إلى الزيادة، بعدما بدا أنها آخذة في الانخفاض أثناء انعقاد المؤتمر العام للحزب الشيوعي الصيني الذي يستأثر بحكم البلاد منذ نهاية أربعينات القرن الماضي. وتقول السلطات الصينية إنها سجلت الثلاثاء 1230 إصابة جديدة، مرتفعة عن 1068 إصابة جديدة تم تسجيلها الإثنين الماضي. ولا يزال الإغلاق سارياً في مدينة داتونغ، الواقعة في محافظة شاكسي. وهي مركز مهم لإنتاج الفحم الحجري. كما أن الإغلاق لا يزال مفروضاً على وسط مدينة غوانجو (جنوبي البلاد).

وفي العاصمة السنغالية داكار؛ أعلنت منظمة الصحة العالمية أمس أن تعاطي جرعات لقاحات كوفيد19 انخفض في القارة الأفريقية بنسبة تزيد على 50% خلال الأشهر الثلاثة الماضية، على رغم أن ما يقل عن ربع عدد سكان القارة حصلوا على التحصين المطلوب ضد الوباء العالمي. وأشارت المنظمة إلى أنه على رغم سهولة إتاحة اللقاحات المضادة لكوفيد19؛ فإن 24% فقط من سكان القارة السمراء أكملوا تحصينهم باللقاحات، مقارنة بـ64% من سكان غالبية دول العالم. وقال المدير الإقليمي للمنظمة في أفريقيا الدكتور ماتشيديسو مويتي إنه على رغم أن نهاية الوباء العالمي بات ممكناً أن تُرى رؤية العين، إلا أنه طالما ظلت أفريقيا متأخرة عن بقية العالم في شأن التحصين، فثمة خطر من أن يستغل الفايروس هذه الثغرة ليعود بكامل قوته للتفشي. وذكر أن ثلاث دول أفريقية فقط حصنت أكثر من 70% من سكانها. وهي ليبيريا، وموريشص، وسيشيل؛ في حين تقترب رواندا من تلك النسبة. كما أن أربع دول أفريقية نجحت في تحصين 50% من سكانها.

أعلنت شركة أسترازينيكا الدوائية، أمس (الأربعاء)، أن عقاراً طورته باسم «كابيفاسيرتب» لمعالجة سرطان الثدي أثبت خلال تجاربه السريرية المتقدمة قدرة على مساعدة المرضى بسرطان الثدي المستفحل على العيش فترة أطول، بعدما تم استخدامه جنباً إلى جنب دواء فاسلوديكس المتاح أصلاً لمداواة هذا النوع من السرطان. وقالت الشركة، في بيان أمس، إن بيانات التجربة التي انطوت على استخدام العقارين المذكورين حققت الهدف منها، وهو إطالة حياة من انتشر سرطان الثدي في أجسادهم. وفي الولايات المتحدة؛ أعلنت هيئة الغذاء والدواء الأمريكية أمس أنها أقرت استخدام عقار طورته شركة جونسون آند جونسون لمعالجة المصابين بسرطان الدم الذي يستعصي علاجه. وقالت الشركة إن عقار تيسليستاماب، واسمه التجاري تيكافايلي، تمت الموافقة عليه لمعالجة البالغين المصابين بسرطان الدم الذي يصعب علاجه، أو من عاد السرطان نفسه للاستشراء في أجسادهم بعد مداواتهم بأربعة أو أكثر من خطوط العلاج بأدوية معينة. وأضافت الشركة أن العقار الجديد سيكون متاحاً في الأسواق اعتباراً من 4 نوفمبر القادم. ويبلغ سعره 39.500 دولار شهرياً. وأكدت أن سعره الكامل لفترة علاج تستمر 9 10 شهور سيراوح بين 355 ألفاً و395 ألف دولار. وحذرت هيئة الغذاء والدواء من أن العقار الجديد لسرطان الدم المستفحل ينطوي تعاطيه على خطر اندلاع عاصفة سايتوكينية، وهي رد فعل عنيف من جهاز المناعة؛ إذ إن هذا الدواء يقوم أصلاً على توجيه نظام المناعة إلى التعرف إلى الخلايا السرطانية وتدميرها. وعلى رغم وجود عقاقير أخرى في الأسواق لمعالجة سرطانات الدم، مثل دواء أبيسما الذي أنتجته شركة برستول مايرز سكويب، وعقار بلينريب الذي ابتكرته شركة غلاكسوسميثكلاين، إلا أن معظم المرضى يشهدون عودة السرطان للتفشي مجدداً حال توقفهم عن الأدوية. ويصيب سرطان الدم عادة الأشخاص الذين تراوح أعمارهم بين 65 و74 سنة. ويصاب به عادة الرجال أكثر من النساء.

أخبار سارة لمرضى سرطاني الثدي والدم