وسقط الصاروخ خارج قرية برزيودو البولندية الريفية، على بعد حوالى 4 أميال (6.4 كيلومتر) غرب الحدود الأوكرانية. ولا تزال الظروف المحيطة بالحادثة التي تمثل المرة الأولى التي تتعرض فيها دولة من حلف الناتو لضربة مباشرة خلال الصراع الذي استمر نحو 9 أشهر، غير واضحة. ولا يُعرف من أطلق الصاروخ أو من أين أُطلق، رغم أن وزارة الخارجية البولندية، أعلنت أنه «روسي الصنع». وقال مصدر في حلف شمال الأطلسي “الناتو” :إن الرئيس الأمريكي جو بايدن أبلغ الشركاء في مجموعة السبع والحلف أن انفجار بولندا نتج عن صاروخ أوكراني. في وقت أكدت فيه وزارة الدفاع الروسية أن بقايا الصاروخ يشير إلى أنه من منظومة إس 300 المستخدمة في أوكرانيا.
وبعد اجتماع طارئ مع قادة مجموعة الدول الصناعية السبع وحلف شمال الأطلسي على هامش قمة مجموعة الـ20، قال الرئيس الأمريكي جو بايدن إن المعلومات الأولية تشير إلى أنه «من غير المحتمل» إطلاق الصاروخ من داخل روسيا، مضيفاً «أقول بشكل قاطع حتى اكتمال التحقيق».
وأضاف: «اتفقنا على دعم تحقيق بولندا في الانفجار… وسأحرص على اكتشاف ما حدث بالضبط»، لافتاً إلى أن القادة أبدوا تعاطفهم بشأن مقتل شخصين في سقوط الصاروخ.
وأفاد بايدن أنه أطلع القادة الآخرين المجتمعين على مناقشاته مع نظيره البولندي أندريه دودا ومع الأمين العام لحلف الناتو ينس ستولتنبرغ.
وكان دودا قال إنه لم يتضح من أطلق الصاروخ، إلا أنه «على الأرجح» صنع في روسيا. وأضاف: «إننا نعمل بهدوء وبطريقة هادئة للغاية».
فيما يعتزم «الناتو» عقد اجتماع طارئ، اليوم (الأربعاء)، لمندوبي دول الحلف، لبحث حادثة سقوط صاروخ في بولندا.
في المقابل، نفى الكرملين ضلوعه في الانفجار، ووصفت وزارة الدفاع الروسية تقارير وسائل الإعلام البولندية، التي أبلغت عن الوفيات لأول مرة، بأنها «استفزاز متعمد من أجل تصعيد الموقف». وأوضحت أن صور الحطام التي نشرتها وسائل إعلام بولندية «من موقع قرية برزيودو لا علاقة لها بالأسلحة الروسية»
وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف لشبكة «CNN» الأمريكية: إنه ليس لديه معلومات عن انفجار في بولندا.
ومهما كانت نتيجة التحقيق الذي تقوده بولندا، فقد عززت الحادثة المخاوف القائمة منذ فترة طويلة والمتعلقة بخطر سوء التقدير في ساحة المعركة ما يؤدي إلى نشوب صراع بين الناتو وروسيا. وأكدت روسيا أن الهدف إثارة صراع مع الناتو.
وقال رئيس بعثتها الدائمة في الولايات المتحدة، ديمتري بوليانسكي، اليوم الأربعاء، إن ما حدث يهدف إلى إثارة صدام مباشر بين روسيا وحلف شمال الأطلسي.
فيما اعتبر مجلس الأمن الروسي أن هذه الحادثة تظهر أن تدخلات الغرب في أوكرانيا قد تؤدي لحرب عالمية.
وكتب ديمتير ميدفيديف على تويتر واقعة الضربة الصاروخي «التي تزعمها أوكرانيا على مزرعة بولندية تثبت شيئاً واحداً ألا وهو شن حرب بكل السبل على روسيا»، محذراً من أن الغرب يقترب من حرب عالمية.
وكانت فرنسا حذرت سابقاً من التسرع في الاستنتاج حول مصدر الصاروخ، معتبرة أن تحديد نوعه لا يعني بالضرورة تحديد الجهة التي أطلقته، لاسيما أن دولاً عدة تمتلك النوع نفسه.