يعكس شكر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لجهود ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان في إطلاق سراح الصحفي الأمريكي والأسرى الروس تقديره لجهود المملكة في معالجة القضايا الإنسانية، في سياق جهودها السابقة التي نجحت في الإفراج عن عدد من الأسرى لدى روسيا، من جنسيات مختلفة.
وقال بوتين، اليوم الخميس، إنه ممتن للأمير محمد بن سلمان، لمساعدته في ترتيب أكبر عملية لتبادل السجناء بين الولايات المتحدة وروسيا منذ الحرب الباردة.
ويقدر الرئيس الروسي مساندة المملكة للجهود الرامية لإيجاد حل سياسي للأزمة في أوكرانيا، وما قامت به قيادتها من اتصالات ومساع بهدف الإسهام في خفض حدة تصعيد الأزمة و تغليب الدبلوماسية و الحوار لإنهائها والاستعداد لبذل جهود الوساطة للتوصل لحلها سياسياً.
وأسهم الثقل السياسي والمكانة الدولية الرفيعة والعلاقات المتوازنة التي يحظى بها قادة المملكة، في نجاح الوساطة والإفراج عن الصحفي الأمريكي والأسرى الروس.
وتولي قيادة المملكة اهتماماً بالغاً ببذل الجهود الإنسانية الرامية للتخفيف من التداعيات الإنسانية والأمنية للأزمة الأوكرانية، ومن هذا المنطلق نجحت الوساطة التي قادها سموه -أيده الله – في إطلاق سراح 10 أسرى من مواطني عدد من الدول لدى روسيا.
وقامت المملكة منذ تأسيسها بجهود كبيرة لحل الخلافات والنزاعات الإقليمية والدولية سلميا والتدخل الإنساني لإطلاق سراح المحتجزين والرهائن وأسرى الحروب، وإغاثة المتضررين العالقين في مناطق الصراع أو النازحين منها، ومن ذلك مساعداتها الإنسانية خلال الأزمة الروسية الأوكرانية.
وعاد الصحافي الأميركي، إيفان غيرشكوفيتش، والجندي السابق في مشاة البحرية الأميركية بول ويلان، إلى الولايات المتحدة في الأول من أغسطس، بعد ساعات من إطلاق سراحهما في روسيا، في إطار أكبر عملية لتبادل السجناء بين البلدين منذ الحرب الباردة، وفق ما نقلته وكالة «رويترز» للأنباء.
وشملت صفقة التبادل، التي جرى العمل عليها في سرية تامة لأكثر من عام، إطلاق سراح 24 سجيناً، منهم 16 أعيدوا إلى الغرب من روسيا، و8 أعيدوا إلى روسيا من الغرب.
وقال بوتين في منتدى الشرق الاقتصادي: «اضطلع ولي العهد السعودي بدور فعّال في المراحل الأولى من هذا العمل، ونحن ممتنون له للغاية، إذ أدى ذلك إلى عودة مواطنينا إلى بلدهم».
ونشأت علاقة شخصية وثيقة بين بوتين والأمير محمد بن سلمان منذ عام 2015، عندما زار ولي العهد السعودي روسيا لأول مرة.
وساعدت العلاقة أكبر بلدين مصدرين للنفط في العالم على إبرام عدد من الاتفاقيات ضمن تحالف «أوبك+».