صحيفة:السّفارة الألمانية في القاهرة تحقق استخباريا مع المتقدّمين للفيزا من سكان غزة

كشفت مصادر دبلوماسية، أن السفارة الألمانية في العاصمة المصرية القاهرة تحوّلت لمركز تحقيق وجمع معلومات استخباراتية عن المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة بالتنسيق بين مخابرات برلين والاحتلال الإسرائيلي.
وأوضحت المصادر، أن المخابرات الألمانية والإسرائيلية حولتا مقر السفارة في القاهرة لمركز تحقيق مخابراتي يخضع المتقدمين فيه لتأشيرة السفر الألمانية لتحقيقات واسعة النطاق.
وأشارت المصادر إلى أن دائرة الاستخبارات الاتحادية الألمانية “المخابرات الألمانية” تتعاون مع هيئة الاستخبارات والمهمات الخاصة في إسرائيل “الموساد” لابتزاز آلاف الفلسطينيين الموجودين في مصر حالياً خلال محاولتهم السفر إلى دول الاتحاد الأوروبي بعد نزوحهم قسراً من قطاع غزة، وفق ما نقلته وكالة “شهاب” عن موقع “قدس اليومية”.
وقالت تهاني حمدي (33 عامًا)، النازحة من القطاع إلى مصر قبل ثلاثة أشهر، إن “السفارة الألمانية أجريت معها مقابلة “صادمة” خلال محاولتها الحصول على تأشيرة السفر لغرض مواصلة تعليمها الجامعي في برلين، مبينة أن المقابلة كانت عبارة عن تحقيق استخباراتي.
وأشارت حمدي إلى أن سلطات السفارة الألمانية طرحت عليها أسئلة لا علاقة لها بموضوع المقابلة، وأجرت معها تحقيقاً مكثفاً حول مكان سكنها وعائلتها وأقاربها وإن كان أحدهم ينتمي لأي فصيل فلسطيني.

ad

وأضافت، أن مقابلتها في السفارة الألمانية استغرقت حوالي ساعتين وتضمنت أسئلة عن فصائل المقاومة وقادتها وأنشطتها وأماكن الأنفاق وغيرها، مؤكدة أنه تم التعامل معها بطريقة سلبية وإنهاء المقابلة عندما أبدت جهلها بمثل هذه المعلومات.
ومن جانبه، أوضح فلسطيني آخر خضع للمقابلة وطلب عدم الكشف عن اسمه، أن المقابلة التي أجريت معه في السفارة تضمنت أسئلة مشبوهة، حيث ثم سؤاله عن أفراد عائلته المنتمين للفصائل وعن المسجد القريب من منزله وحول إذا كان يعرف كيف يمكن الوصول للأسرى الإسرائيليين في قطاع غزة.
وقال خلال حديثه، إن “المقابلة احتوت على أسئلة عن عملية “طوفان الأقصى” والأشخاص المشاركين فيها وعن أماكن قيادات المقاومة وأفرادها، معبراً عن صدمته من الأسئلة والأسلوب المتبع في المقابلة”.
وأكد أن المقابلة التي تبدأ عن الحياة الشخصية تتحول تدرجياً للسؤال عن أماكن الأنفاق، والصواريخ والأسرى الإسرائيليين وقادة الفصائل الفلسطينية، مؤكداً أنه يجري التعامل بشكل سيء مع الرافضين التعاون معهم بشكل مهين.
وكشفت مجلة “فوكس” الأوروبية، أن سلطات برلين فرضت قيود على منح الفلسطينيين من قطاع غزة تأشيرة الدخول إلى ألمانيا من مصر تطال حتى الموظفين في المنظمات الألمانية العاملة في القطاع والذين تمكنوا من الخروج إلى مصر بزعم آرائهم “المتطرفة”.
وذكرت المجلة، أن العديد من الموظفين العاملين في المنظمات الألمانية غير قادرين على القدوم إلى ألمانيا بسبب المخاوف الأمنية ضدهم، لافتة إلى أن أكثر من نصفهم فشلوا في المقابلة.
 ونقلت عن وزارة الخارجية الألمانية، قولها إن “عددًا صغيرًا جدًا من الموظفين في المنظمات الألمانية، بما في ذلك أفراد عائلاتهم، تمكنوا من مغادرة غزة”، مبينة “أن نسبة الأشخاص الذين، بعد إجراء فحص شامل، لا يمكنهم توقع دخولهم إلى ألمانيا، ترتفع بشكل ملحوظ هنا مقارنة بالإجراءات الأخرى التي يتم فيها تم قبول الأشخاص الآخرين”.
وبيّنت المجلة، أن السفارة تطرح أسئلة ذات طابع استخباراتي لا علاقة لها بإجراءات أو متطلبات الحصول على التأشيرة للعاملين في تلك المنظمات، مثل “هل تصلي ولمن يتبع المسجد، وهل يوجد أنفاق فيه، وما رأيك فيما يحدث في غزة، هل تعتقد أنها ابادة جماعية “.
واستغربت طرح مثل هذه الأسئلة على أشخاص يعملون في المنظمات الألمانية في القطاع، مؤكدة أن ذات الأسئلة طرحت على عائلاتهم. وكشفت المجلة، أن الأشخاص القائمين على المقابلة يتبعون للمخابرات الألمانية وتم تكليفهم ومنحهم الصلاحية من خارجية برلين للتحقيق مع المتقدمين للحصول على تأشيرة السفر.

راي اليوم