قال خبير عسكري إسرائيلي إن “المنظمات الفلسطينية في غزة قادرة على تعطيل حياة الإسرائيليين بغرض الابتزاز أو التهديد، وعليه، فلن يكون هناك على الأرجح أي مهرب من الدخول البري إلى قطاع غزة”.
وأضاف رون بن يشاي في مقاله بصحيفة يديعوت أحرونوت، أن “التصعيد التدريجي في الساحات الفلسطينية بات أمرا واقعا، ومن المرجح أن يشتد، وينبع ذلك من عدة أسباب وعوامل، أولها عطلة الأعياد اليهودية، خاصة بين اليهود المتدينين، وتثير موجة مضادة من الحماسة الدينية بين المسلمين في القدس والضفة الغربية، فالوجود المتزايد لليهود بالزي التقليدي، وتنامي حركتهم بين الفلسطينيين، يثيران استفزاز المسلمين، وهو السبب ذاته الذي أطلق تصعيد 2015 باندلاع انتفاضة السكاكين”.
وأشار بن يشاي، وثيق الصلة بالمؤسسة العسكرية، وغطى معظم الحروب الإسرائيلية، أن “العامل الثاني في التصعيد هو هروب الأسرى، الذي وحد بين الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة، فضلا عن تسببه في حصول الفلسطينيين على مستوى كبير من النشوة، رغم أن اعتقال أربعة من الأسرى الستة تسبب في إحباط وخيبة أمل، بجانب الخوف على مصير الباقيين، ما خلق حالة متفجرة في الشارع الفلسطيني قد تتفاقم مع مرور الوقت”.
وأكد أن “السبب الثالث قبول حماس للمدفوعات القطرية، ومحاولة ابتزاز إسرائيل بالبالونات الحارقة والصواريخ والمضايقات الليلية، فضلا عن إظهار الفصائل لرغبتها بدعم الأسرى الفارين، ومحاولة ردع إسرائيل بالتهديد بإطلاق صواريخ على جنوبها، وسحبها لمعركة في وقت لا يناسبها، لأن أيام الأعياد الحالية، مع أزمة كورونا، أسباب وجيهة لإسرائيل لتعليق حملتها ضد غزة في الأسابيع المقبلة، رغم أنه لن يكون مفر من هذه الحملة”.
وأشار إلى أن “تحليل أسباب التصعيد القائم مع الفلسطينيين في قطاع غزة والضفة الغربية ليس مهما، لأن المهم هو ما تريد إسرائيل تحقيقه بعد انتهاء الوضع الحالي، سواء في حملة كبرى أو في تهدئة مطلوبة، مع أن لها اليوم جملة مصالح مهمة في السياق الفلسطيني، والأهم من ذلك منع تصاعد حماس والجهاد الإسلامي؛ لمنعهما من اتخاذ القرار الذاتي بابتزاز إسرائيل وإجبار الإسرائيليين على الذهاب للملاجئ”.
وأضاف أنه “طالما أن حماس لديها القدرة على ذلك، وصولا لإحداث تصعيد كبير، وتعطيل الحياة الطبيعية في إسرائيل كلما أرادت ذلك، رغبة منها بممارسة النفوذ والتأثير على الحكومة الإسرائيلية، فإنها ستلجأ لذلك، وبالتالي فإنه من أجل تحقيق هدوء طويل الأمد فلن يكفي إعطاء أهالي غزة خطوات اقتصادية”.
وأشار إلى أن “الوضع في غزة يعني أنه بات محكوما على الإسرائيليين الدخول في جولات متكررة مع الفلسطينيين، وكانت عملية حارس الأسوار في أيار/ مايو الماضي بداية لعملية منشودة، لكن الهدف لم يتحقق، ولذلك يعمل الجيش والمؤسسة العسكرية على تطوير الاتجاه، والنية السائدة لديهما بأنه لن يكون هناك على الأرجح أي هروب من دخول الجيش لغزة عبر عملية مكثفة، ليس للقضاء على حماس، ولا إسقاط حكمها، بل تدمير قدراتها، ومنع تجديدها”.