قالت صحيفة “العربي الجديد”، اليوم الجمعة، إن القاهرة “تخطط لبناء ثلاث مدن سكنية جديدة في قطاع غزة، الأولى في شمال قطاع غزة وتضم 500 وحدة سكنية، والثانية أيضاً في نفس المنطقة وتضم 700 وحدة سكنية، والثالثة وسط قطاع غزة مكونة من 1500 وحدة سكنية. كما تدرس إنشاء جسرين في منطقة حي الشجاعية في مدينة غزة والآخر في منطقة السرايا”.
وبعد أسابيع قليلة من الحرب على غزة في مايو/أيار الماضي، وبعد مفاوضات بين “حماس” ومصر وإسرائيل، دخلت عشرات الجرافات المصرية إلى القطاع، برفقة نحو 70 مهندساً لإعادة إعماره، وسط لوحة إعلانية ضخمة عليها صورة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بشارع قريش في غزة، الذي يربط الشريط الشمالي بالجنوب.
وقامت الجرافات المصرية بإزالة أنقاض المنازل المهدمة من القصف الإسرائيلي، وأعادت رصف شارعين رئيسيين.
ومن المقرر أن يساعد المصريون في بناء بنية تحتية إضافية للطرق، كجزء من منحة أعلن عنها السيسي قدرها 500 مليون دولار لإعادة تأهيل القطاع. والمعروف أن المستفيد الرئيسي من برنامج إعادة إعمار غزة، الذي تتولاه مصر، هي شركة “أبناء سيناء”، المملوكة لرجل الأعمال السيناوي إبراهيم العرجاني، والذي يشغل أيضاً منصب زعيم قبيلة الترابين وجمعية زعماء العشائر في شمال سيناء، والتي تتعاون مع المخابرات المصرية في ما يسمى بـ”الحرب على الإرهاب”.
يشار إلى أن كامل كان زار تل أبيب، في 18 أغسطس/آب الماضي، في زيارة غير مجدولة استغرقت عدة ساعات.
وكانت مصادر “العربي الجديد” قد تحدثت عن أن الزيارة الطارئة أتت لبحث ملفات متعلقة بتطورات وتحركات المحور الإيراني في المنطقة بشكل أساسي، وتقاطع تلك التحركات مع الملفات ذات الصلة، مثل الوضع في قطاع غزة، وأمن الممرات المائية، والتعاون مع الخليج، في ضوء اتصالات مصرية إيرانية جرت أخيراً، لتطوير العلاقات بين البلدين.
وأوضحت المصادر أنّ التنسيق بين مصر و”إسرائيل” بلغ ذروته خلال الفترة الماضية، بعدما تمكنت القاهرة من وقف موجة تصعيد كانت قادمة لا محالة في ظل حالة الاستنفار التي تعيشها فصائل المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، بسبب تأخر الجانب الإسرائيلي في الوفاء بعدد من التعهدات الخاصة بتثبيت الهدنة في القطاع عقب المواجهة الأخيرة من جهة، وتحريض جهات إقليمية على تفجير أزمة جديدة بالمنطقة، في إطار الصراع غير المعلن بين الجانبين الإسرائيلي والإيراني من جهة أخرى.