إسرائيل اليوم- بقلم: آفي برئيلي هل تفاجأ أحد ما من قول محمود عباس، خليفة عرفات والمفتي عن “كوارث” أوقعتها إسرائيل زعماً؟ فهو متورط بموقف مثير للشفقة تجاه الكارثة منذ عهد رسالة الدكتوراه خاصته.
هذا إرثه – مذبحة الأحد عشر رياضياً التي هو مسؤول عنها ومتمسك بها حتى اليوم، خطة المفتي لإبادة اليهود في سهل دوتان، المذبحة البربرية في الخليل في 1929. هذا يجب أن يطلعنا على طبيعة النزاع: لا حاجة لمحاولة “حله”، لأنه غير قابل للحل. يجب الحسم فيه. لكن الحسم في النزاع خطير لدرجة أنه يحتاج ليكون طويلاً. وهو يحتاج خطوات استراتيجية طويلة النفس. أولاً، يجب التوقف عن الدفاع عن “السلطة”. علينا مواصلة الكفاح ضد الإرهاب بدونها.
ثانياً، يجب إغلاق جدار الفصل الذي ترك لمصيره.
ثالثاً، من الحيوي أن يبنى على حدود الغور و”العربا” جدار مشابه في جودته للجدار الذي على حدود مصر. هكذا نعزل بين عصابات الإرهاب وإيران والجهاد السني على أنواعه.
رابعاً، يجب تطبيق القانون في الغور، والاستيطان الذي في السامرة ويهودا والمنطقة ج. هذا سيحدد الأفق السياسي المفتوح للعرب ممن ليسوا مواطني إسرائيل: “دولة ناقص” أو صلة بالأردن.
ينبغي أن نشكر عباس على كشفه وجهه الحقيقي مرة أخرى. فهل هناك حاجة لأقوال مغرضة أخرى كي يفهم جهاز الأمن بأن العميل الذي جنده و”الحركة الوطنية” التي برئاسته هما أفعى تكمن في القش وتضرب قدر استطاعتها؟ هم في هذه الأثناء يضربون “فقط” في لاهاي، في التعليم الوحشي، في اللاسامية المؤطرة، في تمويل “الإرهاب”.
إذا واصلنا الحفاظ على الأفعى التي تنازع الحياة، فستنتعش وتعيدنا إلى مسار أوسلو – إرهاب جماهيري من جانبهم وشلل من جانبنا، مثلما في السنوات الثماني النازفة التي بين 1994 وبين “السور الواقي” في 2002. الولايات المتحدة وأوروبا تنتظران الفرصة للعودة إلى هناك.
جهاز الأمن ملزم بتقليص قدرة “السلطة” على الضرب في المستقبل، ولا يستخف بخطرها بسبب ضعفها الحالي. هي الآن خطيرة علينا أكثر من تنظيم حماس: قد تكون أكثر نجاعة من حماس، من ناحية سياسية، ومن شأنها أن تكون في مركز محاولة لإعادتنا إلى شرك أوسلو النازف.
لقد جرى إغراء إسرائيل لتتلقى مساعدة لمنع الإرهاب من “السلطة”، مقابل حماية لها من خصومها، واجتهدت لتجعل القوى العظمى تواصل تمويلها. وماذا سنفعل غداً عندما تتفكك “فتح”، التنظيم الإرهابي الذي في أساس “السلطة”، إلى عصابات متناحرة وتقاتل عصابات أخرى؟ أي عصابة سنحمي عندها؟
هذا طريق مشكوك فيه لصيانة النزاع، يتمسك به جهاز الأمن بنزعة محافظة بلا جدوى. يوجد إسرائيليون يعتقدون حتى، بانقطاع مريض عن الواقع، بأن علينا العودة لتجريب جعل “السلطة” المتفككة دولة، مثل مقامرين يضاعفون الرهان.
كيف سيمنع هذا التفكك إلى عصابات. فقد هذا بدأ منذ الآن – “السلطة” عديمة الوسيلة في “يهودا والسامرة”، وحتى في رام الله. كيف ستمنع الباصات المتفجرة؟ نحن ملزمون بالتخلص من نزعة أوسلو المحافظة، التي لا تزال تؤثر على المؤسسة التي يمثلها بني غانتس.
يجمل بنا أن نترك “السلطة” البائسة، الفاسدة ومحبة الشر هذه تذوي، ونسمح للعرب في “المناطق” [الضفة الغربية]، إن شاءوا، أن يحكموا أنفسهم دون تسيد منظمات الإرهاب.
يمكن ويجب أن نصد حماس وفتح وأمثالهما في “السامرة يهودا” بالقوة، مثلما ضربناهم بشدة في حملة “السور الواقي”، وبلا عملاء خونة ضررهم أكثر من نفعهم.
حالياً، الفصل بين غزة و”السامرة ويهودا” مريح لنا. نبدأ ليس في غزة، بل دون أن نمنع “السلطة” من أن تنهار. فهي تنهار بتطوع. قبل ذلك وبعد ذلك واضح أنه يجب تعظيم الأعمال ضد الإرهاب في “السامرة ويهودا”.
هذا قابل للتنفيذ وسيجبي ضحايا أقل مما يجبي ذاك التسامح الذي أبديناه قبل عشرين سنة، إلى أن اضطررنا للخروج إلى “السور الواقي”. بعد أن تذوي “السلطة” سنتمكن من مهاجمة حماس في غزة في كفاح مصمم، فيما لا يزال الأفق الاستراتيجي بعيداً ولكنه واضح: دولة ناقص، عديمة القدرة على المس بنا.