ذكرت صحيفة “هآرتس” العبرية، أنّ الصراع بين إسرائيل وإيران يشتعل على العديد من الجبهات، من بروكسل إلى لبنان.
وأضافت الصحيفة، في تحليل إخباري نشرته يوم الأحد، على موقعها الإلكتروني، أن “في لُب المسألة الإيرانية، توجد المفاوضات الخاصة بالاتفاق النووي، والتي تجددت مع تولي إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، مهام منصبها، وواجهت الكثير من الصعوبات، منذ ذلك الحين”.
توترات مستمرة بين إسرائيل وإيران
وتابعت: “ولكن خلف الكواليس، فإن التوترات بين إيران ووكلائها وبين إسرائيل، وأحيانًا بعض الدول الغربية، لا يزال قائمًا في العديد من الجبهات، ويستمر في وقوع الكثير من الحوادث”.
وأشارت إلى أن “سلسلة الأحداث الجديدة، والتي لا يجب بالضرورة أن يكون هناك رابط مباشر بينها، تشير إلى وجود محاولة في بروكسل، من المحتمل أن تكون إيرانية، لاختبار الإجراءات الأمنية، حول طائرة تابعة لشركة “العال” الإسرائيلية، في إيران نفسها، وقع هجوم سيبراني أدى لتعطيل شبكة السكك الحديدية، وعلى الحدود اللبنانية، نجحت إسرائيل في إحباط محاولة لتهريب أسلحة، يبدو أنها على صلة بحزب الله اللبناني”.
وأردفت الصحيفة: “الواقعة التي حدثت في بروكسل من الممكن أن تكون جادة للغاية، حيث تم العثور على حقيبة مشتبه بها إلى جانب مكان الحجز التابع لشركة “العال”، تركتها سيدة إيرانية سافرت في وقت لاحق على متن رحلة أخرى إلى قطر، وتم إخلاء ركاب الطائرة المتوجهة إلى إسرائيل من المكان”.
ولفتت إلى أن “الطائرة التي أقلعت إلى قطر بالفعل، تمت إعادتها مرة أخرى للمطار، والتحقيق مع السيدة الإيرانية، والحقيبة كانت تحتوي على مطهّر عادي، إلا أن مسؤولي الأمن الإسرائيليين واثقون من أنها كانت محاولة لاختبار الإجراءات الأمنية، قبل تنفيذ هجوم محتمل”.
وبيّنت أنّ “في يناير الماضي، انفجرت عبوة ناسفة قرب السفارة الإسرائيلية في نيودلهي، في عملية منسوبة للحرس الثوري الإيراني، تمت عن طريق شبكة محلية هندية، وتم رصد محاولات أخرى لجمع معلومات استخباراتية، حول أهداف إسرائيلية في الخارج مؤخرًا”.
وفي سياق متصل، توجد العديد من العمليات التي أشارت فيها إيران بأصابع الاتهام إلى إسرائيل، وعلى رأسها اغتيال العالم النووي الإيراني محسن فخري زادة، في هجوم على سيارته بالقرب من طهران في نوفمبر الماضي، بالإضافة لسلسلة من الانفجارات الغامضة في مواقع نووية إيرانية، كان أحدثها التفجير الذي وقع في منشأة لأجهزة الطرد المركزي في مدينة كرج الإيرانية، نهاية الشهر الماضي، بحسب الصحيفة.
وأكملت الصحيفة: “هاجمت إيران عددًا من سفن الشحن، بعضها مملوك لإسرائيل، في شمال المحيط الهندي، وعلى حافة الخليج العربي، وتعتبر هذه الهجمات، التي كان آخرها مطلع الشهر الجاري، بمثابة رد فعل على الجهود المنسوبة لإسرائيل، لإلحاق الضرر بالسفن التي تعمل على تهريب النفط الإيراني إلى سوريا”.
حرب إلكترونية بين البلدين
ونوهت الصحيفة، إلى أن “هناك -أيضًا- حرب إلكترونية بين البلدين، حيث تقول وسائل إعلام دولية، إنها تضمنت ضربات متبادلة على مدار العامين الماضيين، تسبب تعطيل حركة القطارات، خلال عطلة نهاية الأسبوع في إيران، وفقًا لهيئة البث الإيرانية، في فوضى غير مسبوقة في محطات القطارات في جميع أنحاء البلاد”.
ونقلت الصحيفة عن وكالة “رويترز” للأنباء، أن إعلانًا على لوحات إلكترونية في محطات القطار، أحال المسافرين إلى خدمة هاتفية، ليتضح أن الرقم يخص المرشد الأعلى للثورة الإسلامية الإيرانية، آية الله علي خامنئي.
وأردفت: “في نهاية الأسبوع الماضي، أحبطت الأمن الإسرائيلية محاولة تهريب أسلحة على الحدود اللبنانية، هي الأكبر من نوعها في العامين الماضيين”.
دور حزب الله في التهريب
وأعلنت الصحيفة، أحبط الجيش الإسرائيلي والشرطة الإسرائيلية، محاولة تهريب أسلحة إلى إسرائيل في منطقة بلدة “الغجر”، تم العثور على 43 مسدسًا، يمكن تركيب كاتم للصوت على بعضها، كانت هذه أكبر محاولة تهريب من نوعها خلال العامين الماضيين، ومنذ بداية العام تم إحباط 5 محاولات أخرى لتهريب أسلحة ومخدرات على الحدود الشمالية”.
وتتواكب هذه الحوادث مع ارتفاع في محاولات تهريب الأسلحة من حدود أخرى، خاصة من مصر والأردن، وفقًا لـ “هآرتس”.
وذكرت الصحيفة: “الأسبوع الماضي، في خطوة غير معتادة، اتهم الجيش الإسرائيلي حاج خليل حرب، الشخصية البارزة في حزب الله، بالمسؤولية عن محاولات لتهريب أسلحة ومخدرات، عبر الحدود بين إسرائيل ولبنان، ويعتبر حرب أحد المسؤولين المخضرمين عن العمليات العسكرية في حزب الله، وهو معروف لدى إسرائيل، منذ دوره في الحرب التي خاضها ضدها في التسعينيات في جنوب لبنان”.
واعتبرت، أن تورطه المباشر في عمليات تهريب، يمكن أن يشير إلى أمرين؛ إما أن الوضع الاقتصادي في لبنان صعب بما يكفي لتحفيز نشطاء العمليات، على محاولة للحصول على مورد مالي إضافي، أو أن هناك نوايا إرهابية وراء النشاط الإجرامي.
ونوهت الصحيفة، إلى أنه في عام 2012، كشف جهاز الأمن العام الإسرائيلي “الشاباك”، والشرطة الإسرائيلية عملية كبيرة لحزب الله، لتهريب متفجرات من لبنان، والتي تضمنت عشرات الكيلو غرامات من مادة “سي 4″، التي تم اكتشافها في الناصرة.
وبيّنت: “اتضح أنه تم تهريبها من قبل مجرمي المخدرات من “الغجر” و”الناصرة”، ولم يتم اكتشاف الوجهة النهائية لهذه الشحنة”.
وكتبت الصحيفة: “كما هو الحال في هذه الحالة، فإن هناك احتمالًا أن حزب الله أو رعاته الإيرانيين، ينشئون ويسلحون خلايا في إسرائيل، يمكن أن تعمل عند الحاجة في الهجمات المستقبلية”.
ورأت أن تلك التكهنات، لا يمكن أن تكون بدون أساس، حيث يميل الحرس الثوري الإيراني إلى التخطيط على المدى الطويل، كما أن النظام في طهران، له مصلحة في خلق خيار الرد على سلسلة طويلة من الأحداث التي تسببت في إحراجه، من الهجمات على منشآتها النووية، واستهداف علمائها، إلى سرقة مواقعها النووية، والأرشيف النووي.
وختمت الصحيفة تحليلها: “ظهور حاج خليل حرب، القيادي في حزب الله، في ساحة تهريب الأسلحة، يجب أن يطلق أجراس الإنذار بالنسبة للجانب الإسرائيلي، تحديد الوجهة النهائية للأسلحة، التي تم إحباط تهريبها، سيحدد ما إذا كانت هذه محاولة إجرامية، أم أن هناك نوايا أخرى”.