إسرائيل اليوم – بقلم: أيال زيسر – تفيد خلاصات 2021 التي نشرت مؤخراً بأنه عام ناجح للاقتصاد الإسرائيلي على نحو خاص.
فمعدل النمو، الذي لم نشهد له مثيلاً منذ 15 سنة، كان عالياً جداً بالنسبة لباقي دول الـ OECD ومنها الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا. يشهد هذا الإنجاز على حصانة الاقتصاد الإسرائيلي وعلى ديناميته وحيويته. وفي واقع الأمر، حصانة المواطنين العامة: في التكنولوجيا العليا، والصناعية التقليدية، والزراعة، والتجارة والخدمات، وهو ما يقود الدولة إلى ذرى جديدة.
هذا النمو يخلف وراءه اقتصادات العالم، بل ويوسع ويعمق الفجوة التي بين قصة النجاح الإسرائيلي وبين الاقتصادات الفاشلة في المجال الذي في محيطنا. ففي الوقت الذي تندفع فيه إسرائيل إلى الأمام، تتراجع تلك إلى الوراء، وهكذا تحكم على السكان المحللين بحياة الضائقة والعوز بل وحتى الجوع.
في سوريا يتواصل التدهور الاقتصادي رغم الحسم في ميادين المعركة الذي حققه بشار الأسد بمعونة حليفتيه روسيا وإيران، ورغم نجاحه و”نفض العبء عن نفسه” في طرد نحو ثلث سكان الدولة – 8 ملايين من أصل 25 مليون نسمة كانوا يعيشون فيها في 2010. لم يعود الهدوء والاستقرار إلى سوريا، ولا تزال الاقتصاد والبنى التحتية الاقتصادية خربة، وليس للأسد مقدرات لإعادة بنائها. الإنتاج السوري هو نحو عشر إنتاج إسرائيل، والدخل أقل من ألف دولار للفرد مقابل نحو 45 ألف دولار في إسرائيل.
90 في المئة يعيشون دون خط الفقر (يعيشون على دخل لأقل من دولارين في اليوم)، ونحو 60 في المئة منهم في خطر الجوع. صحيح أن روسيا قد تعرض السلاح على الأسد، ويرسل الإيرانيون إليها المزيد من رجالها، لكن السوريين يحتاجون إلى الدولارات، وهذه قد تعرضها الولايات المتحدة فقط.
أما في لبنان فثمة شلل سياسي ومساهمة سلبية لـ”حزب الله” في الاستقرار وعلاقات الدولة مع العالم، وكلها دفعت الاقتصاد إلى الانهيار. فالإنتاج هبط بالنصف، إلى 20 مليار دولار. ونحو ثلثي المواطنين يعيشون دون خط الفقر. يتباهى نصر الله بالمسيرات وبالصواريخ، ولكن السكان يجدون صعوبة في الحصول على الأغذية والأدوية.
الأردن ومصر دولتان مستقرتان، قريبتان من طاولة الولايات المتحدة، لكنه استقرار يسمح لهما، وإن كانتا بالكاد توفران احتياجات الأعداد الكبيرة من السكان. يبلغ الدخل للفرد نحو 4 آلاف دولار (عُشر ذاك الذي في إسرائيل)، والنمو يراوح في المكان، ويقوم على أساس التجارة والخدمات، بغياب المقدرات الطبيعية والبنى التحتية التكنولوجية.
عملياً، إنتاج إسرائيل ذات العشرة ملايين نسمة يفوق إنتاج الأردن وسوريا والعراق مجتمعين. وهو أعلى من إنتاج مصر، وليس بعيداً عن إنتاج تركيا. وحدها دول الخليج الغنية بالنفط تتقايس بنا، لكن النمو فيها يقوم على أساس السائل الأسود، وليس على الثراء البشري والتقدم التكنولوجي.
أصبح الاقتصاد في إسرائيل مدماكاً مهماً بالحائط الحديدي الذي يحمينا، إلى جانب القوة العسكرية والحصانة الاجتماعية. فالحيوية والدينامية اللتان تتميز بهما إسرائيل هما نتاج مباشر لكونها مجتمعاً حراً وديمقراطياً، منفتحاً على العالم، كما أنهما أيضاً نتاج استثمار في التعليم المتوسط والتعليم العالي، والذي يحدث المعجزة الإسرائيلية. وحده من هو قادر على النقد والتحدي والتفكير من خارج الصندوق، هو من يصل إلى الإنجازات التي وصلت إليها إسرائيل.
بقلم: أيال زيسر
إسرائيل اليوم 6/3/2022