رفضت الولايات المتحدة، في الآونة الأخيرة، طلباً إسرائيلياً لإمدادها بطائرات حربية من نوع “أباتشي”، بحسب ما ذكرت صحيفة “يديعوت أحرونوت” اليوم الثلاثاء، لكن الرفض قد يكون مؤقتاً، فيما يتواصل الدعم العسكري الأميركي لحرب الإبادة التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة.
وقالت الصحيفة العبرية إن جيش الاحتلال الإسرائيلي طلب في الأسابيع الأخيرة من “البنتاغون” الحصول على طائرات مروحية حربية تعزيزاً لسلاح الجو، لكن الولايات المتحدة تعارض الطلب حتى الآن.
مع هذا، نقلت الصحيفة عن مصادر أمنية لم تسمّها قولها إن الكلمة الأخيرة في هذا السياق لم تُقل بعد، وأن الضغط الإسرائيلي من أجل الحصول على طائرات مروحية من نوع “أباتشي” مستمر.
وطرح وزير الأمن الإسرائيلي يوآف غالانت هذه القضية في اجتماع مغلق مع نظيره لويد أوستن، وزير الدفاع الأميركي، خلال زيارته لإسرائيل الأسبوع الماضي.
وتحلّق طائرات الأباتشي وطائرات حربية أخرى على مدار الساعة وطوال الأسبوع في سماء قطاع غزة، لتشكيل غطاء جوي للقوات الموجودة على الأرض في محاولة لتمهيد الطريق للجنود وحمايتهم والتدخل عند حدوث اشتباكات أو معارك معقّدة، كما تقوم بقصف المباني والأشخاص.
وقصفت طائرات “أباتشي” أيضاً في الأسابيع الأخيرة عدة أهداف تابعة لحزب الله في لبنان وكذلك مواقع في الضفة الغربية المحتلة.
وعادة ما تنطلق أسراب الطائرات من القاعدة العسكرية “رامون” في النقب ومن موقع آخر لم تحدده الصحيفة الإسرائيلية، فيما تنطلق الطائرات في المنطقة الشمالية من قاعدة “رمات دافيد” العسكرية في منطقة مرج ابن عامر.
ومن المفارقات أن أول طائرتين مروحيتين توجهتا لقصف مواقع في قطاع غزة، مباشرة بعد عملية “طوفان الأقصى” في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، خرجتا من القاعدة الموجودة في المنطقة الشمالية وليس من القاعدة العسكرية في المنطقة الجنوبية الأقرب إلى غزة.
وذكرت الصحيفة العبرية أن الضغط الكبير على سربي طائرات الأباتشي دفع قائد سلاح الجو الجنرال تومير بار للمصادقة على عودة عدد من الطيارين القدامى من جيل 54 -55 عاماً لقيادة الطائرات بشكل استثنائي على الرغم من تجاوزهم جيل الطيران العملياتي وهو 51 عاماً بحسب قوانين جيش الاحتلال.
بالإضافة إلى ذلك تم تجنيد طيارين من جيل أكبر يراوح بين 55-60 عاماً بشكل استثنائي لمهام عملياتية أرضية في سربين من الطائرات الحربية.
وأفادت الصحيفة أيضاً بوصول طيارين قدامى سبق أن تركوا دولة الاحتلال الإسرائيلي من أجل إقامة أعمال في الخارج خاصة في الولايات المتحدة والشرق الأدنى. وخضع هؤلاء لإعادة تأهيل لإنعاش قدراتهم وأوكلوا بمهام معينة في سلاح الجو بعد ابتعادهم لسنوات.
وتعتبر المساعدات الأميركية التي تحصل عليها إسرائيل خلال الحرب الحالية هي الأكبر منذ حرب أكتوبر/تشرين الأول 1973، وتشمل جسراً جوياً لإمداد جيش الاحتلال بالسلاح، من خلال مئات الطائرات وكذلك السفن التي تنقل مئات الآلاف من الوسائل القتالية المختلفة والذخائر والقذائف للدبابات ومتفجرات خاصة بالطائرات الحربية، بالإضافة إلى مد اسرائيل بطائرات مسيّرة مختلفة، وصولاً إلى المركبات المصفّحة وسيارات الإسعاف العسكرية وغيرها.
ويتم تحويل كل هذا العتاد والوسائل العسكرية إلى جميع الجبهات بما فيها الجبهة اللبنانية والضفة الغربية وبطبيعة الحال إلى غزة، ما يمنح جيش الاحتلال الإسرائيلي متنفساً ويعزز قدراته المستخدمة في الحرب على الفلسطينيين.
وتصل الأسلحة إلى دولة الاحتلال الإسرائيلي وجيشها من مستودعات الجيش الأميركي في الشرق الأوسط، وبدونها كان جيش الاحتلال سيجد صعوبة كبيرة في التقدم في الحرب.
وكانت الصحيفة ذاتها قد كشفت أمس النقاب عن إرسال الولايات المتحدة أكثر من 230 طائرة شحن و20 سفينة أسلحة لإسرائيل منذ اندلاع حرب غزة.
وأوضحت أن الشحنات الأميركية شملت “قذائف المدفعية والمركبات المدرعة والمعدات القتالية الأساسية للجنود”.