وثّق مركز صدى سوشال المختص في الدفاع عن الحقوق الرقمية والمحتوى الفلسطيني عبر منصات التواصل الاجتماعي، خلال شهر حزيران الماضي، عددا كبيرا من الانتهاكات بحق الصفحات والحسابات الفلسطينية.
وقال المركز، إن هذه الانتهاكات استمرت بشكل متزامن مع الأحداث الميدانية الجارية وما تلتها من هبات شعبية مما سارع من وتيرة حظر وإلغاء بعض الصفحات الإعلامية وصفحات لنشطاء وصحافيين أو حسابات أظهرت تفاعلا مع ما يجري ميدانيا.
وبحسب “صدى سوشال”، فإن مجموع الانتهاكات 178 انتهاكا رصدت وتوزعت على معظم منصات التواصل الاجتماعي.
وكان لمنصة تويتر النصيب الأكبر منها، فقد تم إيقاف ما يزيد عن 93 حسابا لنشطاء فلسطينيين شاركوا بحملات تتعلق بالمقاطعة أو متعلقة بفلسطين، كما تم توثيق 74 انتهاكا على منصة فيسبوك تنوعت ما بين حذف صفحات بشكل كامل أو منع من البث المباشر أو حظر لعدة أيام، كما تم توثيق 9 انتهاكات عبر انستغرام تفاوتت بين إيقاف الحساب أو وضع قيود على البث المباشر، كما تم رصد انتهاك واحد عبر منصة يوتيوب وآخر عبر منصة تيك توك.
ويلاحظ بحسب المركز، استهداف منصات التواصل الاجتماعي للوسائل الإعلامية من حسابات لصحافيين أو صفحات البث لمحطات فضائية، حيث مثلت هذه الانتهاكات ما يزيد عن ٦٥ % من مجمل الانتهاكات على المحتوى الرقمي الفلسطيني.
وكانت أبرز الصفحات الفلسطينية التي تعرضت للحظر أو التقييد؛ صفحة مجلة إشراقات والتي تعرضت للحذف للمرة الخامسة على فيسبوك، وصفحة رئيس المكتب الإعلامي لمفوضية التعبئة والتنظيم منير الجاغوب، ومجموعة المحامون الفلسطينيون، وصفحة طولكرم الإخبارية وصفحة القسطل وصفحة Palestinian memes.
وكان المركز قد أجرى استبيانا شمل ثلاثين وكالة إعلامية فلسطينية والذي أظهر تعرض جميع هذه المؤسسات الإعلامية لانتهاكات رقمية مختلفة تنوعت ما بين تقييد المحتوى أو حذف منشورات أو بلاغات أو حظر، وهو ما يمثل خرقا واضحا لكافة المواثيق الدولية وينبئ بعام رقمي آخر من الحذف والتقييد للمحتوى والسردية الفلسطينية.
كما يعمل المركز حاليا على التعامل مع الشكاوي المتعلقة بالابتزاز والتشهير بحق أصحاب الهواتف النقالة التي تمت مصادرتها خلال الاحتجاجات الأخيرة في مدينة رام الله والتي تبعت اغتيال الناشط نزار بنات، حيث يتواصل المركز مع إدارات منصات التواصل الاجتماعي لإغلاق الحسابات التي تعمل على نشر خصوصيات الهواتف أو تتعرض بمحتوى تحريضي ويثير الكراهية بحق بعض المستخدمين، وقد أبدى فيسبوك تجاوبا سريعا مع طلبات المركز وقام بإغلاق العديد من الصفحات التي تحرّض وتنشر محتوى خاص بالمتظاهرين والمتظاهرات.
كما شارك مركز صدى سوشال بحملات عديدة منها اجتماعات مع جهات حكومية ومراكز تعنى بالأمان الرقمي جاءت بمقترحات وحلول رقمية للاعتداء على المحتوى الفلسطيني ستكون قيد التنفيذ في الشهور القادمة، كما يعمل المركز بشكل حثيث ضمن حملة “#فيسبوك_يعدمنا” عبر مشاركة قصص وصور تعامل معها فيسبوك على أنها محتوى حساس، أو قام بحذف منشورات أصحابها أو إلغاء حساباتهم حيث نجحت الحملة بالوصول لعدد كبير من صناع القرار والناشطين مجتمعيا والمؤثرين عبر وسائل التواصل الإجتماعي، ولا تزال الحملة فعالة لجمع أصوات المؤيدين دعما للمحتوى الفلسطيني الرقمي .
يشار إلى أن مركز صدى سوشال عبارة عن مبادرة شبابية تطوعية انطلقت عام ٢٠١٧ لحماية المحتوى الرقمي الفلسطيني.