وفي الوقت الذي شهدت مدينة أربيل لقاءات وحوارات سنية كردية يوم (الأحد) الماضي، كان من مخرجاتها الموافقة على الذهاب لانتخابات مبكرة جديدة شرط أن يتم أولاً تشكيل حكومة عراقية مؤقتة، ويقر البرلمان قانونيا انتخابيا جديدا وتشكيل مفوضية انتخابات جديدة على أن لايتم استبعاد التيار الصدري من المعادلة، فإنه ينظر إلى ينظر رد فعل زعيم التيار مقتدى الصدر على الحراك السياسي الجديد بعين الترقب والحذر.
بالمقابل يجري التحضير لوفد يضم رئيس إقليم كردستان نيجيرفان بارزاني ورئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي وأمين عام منظمة بدر هادي العامري لزيارة مقر «الحنانة» ولقاء مقتدى الصدر.
ويبدو أن هذه الزيارة لن تحقق مبتغاها أو أنها ستحل الانسداد السياسي الحاصل مع التيار الصدري تحديداً خصوصا مع استباق تحالف «الإطار التنسيقي» بإعلان تمسكه بمرشحه محمد شياع السوداني لمنصب رئيس الوزراء المرفوض من الصدرين جملةً وتفصيلاً ويعتبرونه ظلا لرئيس الوزراء السابق نوري المالكي، ما يعني أن سيناريو تشكيل الحكومة الجديدة من التحالف الموالي لطهران بات احتمالا ضعيفا جدا.
ثمة سيناريو آخر محتمل إذا فشلت مساعي الوفد الثلاثي في إقناع الصدر بالاشتراك في الحكومة المقترحة؛ فإنه ليس من المستبعد أن يعاود الطرفان بعد انتهاء الزيارة الأربعينية يوم (الجمعة) 16 سبتمبر استخدام ورقة الشارع مجدداً والتي قد تؤدي إلى تجدد الاشتباكات المسلحة فيما بينهما مثلما حصل يومي 29 و 30 أغسطس أثناء اقتحام المنطقة الخضراء والتي يبدو أن الصراع يتمحور حول مَن سيسيطر عليها، لهذا بدأ العمل من قبل أمن الحشد الشعبي (المقرب من نوري المالكي) في إقامة بوابات حديدية على جسري الجمهورية والسنك المؤديان للمنطقة الخضراء.
فيما السيناريو الثالث المتوقع مع قرب الذكرى الثالثة لانطلاق حركة الاحتجاجات العراقية (تشرين) التي ستصادف يوم 1 ديسمبر القادم، يتمثل في عودة الاحتجاجات مرة أخرى إلى الشارع والتي سبق لها أن أسقطت حكومة عادل عبد المهدي، ما يعني تعقد المشهد العراقي بصورة أكبر، وأنه لن تكون هناك أية فرصة لتشكيل حكومة جديدة، ما يعني أن التدويل قد يكون الحل الوحيد لمعالجة الوضع العراقي المعقد.