هل يفترق الحليفان؛ صهر الرئيس اللبناني النائب جبران باسيل و«حزب الله»؟ وفقاً لمصادر سياسية مطلعة خاصة بـ«»، فإن «حزب الله» كان يدرك أن كلمة باسيل ستتضمن هجوما على رئيس مجلس النواب نبيه بري، وكان يدرك أن باسيل سيوجه له اللوم بشكل مباشر، لأن «الصهر» لم يحصل بعد على ضمانات من الحزب بشأن مصيره في وراثة كرسي الجمهورية، وكان يدرك أن أي تصعيد لن يؤدي إلا لإلغاء وثيقة تفاهم «مار مخايل»، خصوصا أن هذه الوثيقة عانت منذ توقيعها عام 2006 من اهتزازات عدة، وهي مرشحة لمزيد من الاهتزاز وربما ستكون عند مفترق طرق في مرحلة الاستحقاقات النيابية والرئاسية المرتقبة.
باسيل في مؤتمره الصحفي أمس الأول (الأحد) رفع نبرته السياسية بوجه حزب الله لكنها لم تتعد حدود العتب، إذ عاتبه على التغطية التي يوفرها لرئيس البرلمان الذي يعتبره باسيل المسؤول الأول عن عرقلة العهد وإفشاله، والممسك بالقرار الشيعي في الدولة، إذ يستغرب باسيل كيف أن الحزب لا يقدر على بري، لكنه مقابل ذلك أظهر الكثير من الحرص على وثيقة التفاهم.
باسيل كان بأمس الحاجة إلى عقد هذا المؤتمر في هذه المرحلة، بعدما لمس وللمرة الأولى أنه قد يخسر «البيئة الشعبية الحاضنة» التي تعيش حالة ضياع وتشعر بصعوبة في الدفاع عن سياسة التيار وخياراته، بما في ذلك التحالف مع حزب الله. وللمرة الأولى أيضا يظهر هذا الانقسام داخل التيار حيال حزب الله وجدوى الاستمرار في هذا التحالف.
الصهر لا يواجه أي مشكلة خلافية مع حزب الله والدليل أنه لم يكسر الجرة معه، ولم يلغ الوثيقة بل دعا إلى تطبيقها وتطويرها، مشكلة باسيل الأساسية هي مع نبيه بري الذي يعمل من وجهة نظره على إفشاله وتدميره والذي يمعن في التعطيل. كما أن مشكلة باسيل الأكبر والحقيقية هي مع قاعدته الشعبية والبنيوية لأنه لم يعد قادرا على تبرير تحالفه مع الحزب ومواقفه التصعيدية ضد دول الخليج ودوره في تخريب العلاقات معها.
باسيل في ورطة حقيقية، لأنه بأمس الحاجة إلى جمهوره وفي الوقت نفسه بحاجة لدعم الحزب في «لعبة السلطة» أكثر مما يحتاج الحزب إلى غطاء التيار في موضوع السلاح.