ويعد طلال مداح أحد أوائل الذين أسهموا في نشر الأغنية السعودية على الصعيدين الخليجي والعربي، بعد أن غرد وشدا بألحانه العذبة في العديد من العواصم والمدن حول العالم، وأينما وجد الجمهور العربي في الغرب.
قدرات لافتة
وصل «مداح» إلى جدة تسبقه سمعته، غير أن دخول مجالس الشعراء وأهل الطرب كان يستلزم إظهار قدرات لافتة، حيث كانت جدة خلال الستينيات تعج بالموسيقيين والمطربين والشعراء، وكان الوصول إلى هذه المدينة يعني الكثير بالنسبة للمطربين الشبان.
استقر «طلال» في جدة، وأصبح بيته في شارع الميناء قبلة للشعراء والملحنين، مما منحه الحصول على أجمل القصائد وأعذب الألحان، فضلا عن تطوير موهبته في التعامل مع الآلات الموسيقية.
تمكن الشاب طلال من أخذ مكانة تفوق سنه، وبات اسما مهما في مدينة اعتادت سماع أصوات طارق عبدالحكيم ومحمد علي سندي وفوزي محسون وغازي علي وغيرهم.
ظهر «مداح» صوتا وصورة مع بدء البث التلفزيوني في منتصف الستينيات، وأصبحت أغانيه على مسرح التلفزيون تحظى بشعبية كبيرة.
تجربته في لبنان
ظهر أن طلال مداح يمتلك حسا مختلفا وطريقة في الغناء توازي إنتاج نجوم الطرب العربي في مصر ولبنان، لذلك اتخذ «مداح» في الستينيات قرارا جريئا بالسفر للغناء في لبنان. وأمام جمهوره الطربي، كان عليه أن يغني بطريقة لا تقل عن إتقان وديع الصافي وفيروز وزكي نصيف، وكانت تجربة ناجحة، أظهر خلالها «طلال» ثقة عالية بقدراته الغنائية. أخذ هذا الصوت العذب يجوب البلدان العربية للغناء أمام عشاق الطرب في تونس والمغرب ومصر وسوريا وغيرها.
ألقاب
عُرف بألقاب عديدة، منها «الحنجرة الذهبية» و«قيثارة الشرق» و«صوت الأرض» و«فارس الأغنية السعودية» و«فيلسوف النغم الأصيل» و«زرياب» (أطلقه عليه موسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب) و«أستاذ الجميع» (أطلقه عليه الفنان محمد عبده). وكان أبرز الملحنين الكبار الذين تعاون معهم «مداح» موسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب، حيث بدأ التعاون بينهما بأغنية «ماذا أقول؟».
الأعمال القادمة
في الذكرى الـ21 لوفاة الفنان السعودي طلال مداح، وجه نجل الراحل «عبدالله» كلمة لمحبي ومتابعي والده عبر «الوطن»، قائلا: «أقول لمحبي ومتابعي طلال مداح: نحن نسعى خلف تقديم شيء مختلف وجميل.. طلال مداح عاش في قلوبنا كمحبين وعاشقين، ولا يمكن في يوم من الأيام ننساه. تأخرنا كثيرا ونعتذر، ولم يكن التأخر تهاونا أو عدم اهتمام. نحن مهتمون بأن يظهر الشيء القادم بشيء يستحق، وفوق ما يتخيل المتابعون».
الهرم الأكبر
رفض عبدالله طلال مداح أن يوصف والده بـ«رأس الهرم الفني». وقال: «لا يوجد في السعودية رأس هرم فني. هناك أهرامات متعددة، ولا يمكن إنكار جهودهم وتاريخهم، ولكن يبقى طلال المختلف تماما وخوفو الهرم الأكبر»، مشيرا إلى أن والده الراحل من 20 عاما لا يزال موجودا، و«هذا نتاج مجهود وشغل من محبيه، لأن أي فنان لا يستمر جمهوره في تقديمه يختفي، ومن وفاة والدي وحتى اليوم ونحن شغالين ونعمل، وباقي العمل جار، ولم نقدم حتى الآن إلا 10 % منه، فهناك أشياء تم تقديمها عن والدي على المنتدى أو الموقع، ولكن هناك أشياء لم أستطع عرضها أو تقديمها إلا عن طريق شركات أو جهات رسمية».
شكر خاص
أكد عبدالله مداح الاتفاق مع هيئة الترفيه على أعمال متنوعة ومختلفة، مشيرا إلى أن إعلان ذلك يرجع للهيئة. وأضاف: «بغض النظر عن أعمال والدي، نحتاج إلى الاتفاق مع شركة أغانٍ على تنزيلها، ولكن حديثنا الآن عن شى مفصلي.. هيئة الترفيه تشكر بصراحة لاهتمام وجهود الشيخ تركي آل الشيخ بالموضوع، كان شي غير طبيعي، حيث كان على تواصل دائم حتى حينما كان يتابع مواعيده الطبية في أمريكا، وهناك حاجات ستظهر خلال الفترة القادمة، حيث سيتم العام الحالي توقيع العقد. أما إتمام العمل، فيحتاج لوقت كافٍ، لأن عمل مسلسل أو مسرحية يحتاج لعمل جاد في الإعداد والتنفيذ، ولكن الأهم أننا اتخذنا الخطوة الأولى».
55 منزلا شاهدة على جود الراحل
كان لـ«الوطن» لقاء مع الفنان التشكيلي سعود القحطاني، الذي ربطته علاقة متينة بفناني منطقة «عسير»، والفنان الراحل طلال مداح. يعود «القحطاني» بذاكرته حزينا، ويبدأ في استرجاع الجانب الإنساني من سيرة «مداح»، حيث يذكر أن الراحل كان يعول 55 منزلا في مكة المكرمة، وأنه لا ينسى قصة حدثت أمام عينيه، حين كان جالسا مع «طلال» في أحد أجزاء كورنيش مدينة جدة، بعد حضور إحدى حفلاته، الليلة السابقة، وكان الراحل واضعا صحيفة أمام وجهه، ليتخفى قليلا، وكانت هناك طفلة صغيرة تمر على متنزهي الكورنيش، وتقبل أيديهم وسيقانهم، لكي يتصدقوا عليها بما تجود به أنفسهم، مما أثار مشاعر وإنسانية الراحل، فطلب منه مناداة الطفلة، وعندما جاءت إليه أدخل يده في جيبه، وأخرج عدة وريقات من فئتي الـ100 و500 ريال، دون أن يعدها، وناولها للصغيرة، ولم يكتف بذلك، بل طرح عليها بعض الأسئلة عن اسمها وعائلتها ومكان إقامتها، وطلب منها عدم تقبيل أيدي الناس وأرجلهم. ويذكر «القحطاني» أنه عندما نبه الفنان الراحل بعدم تأكده من مصداقيتها، لم يستمع إليه، بل ناولها المبلغ دون أي تردد، وقال الراحل إنه يعرف أنهم محتاجون.
الفنان المطرب طلال مداح
-صوت الأرض
-زرياب العصر في عالم الطرب
-الميلاد: 1940
-طلال عبدربه الشيخ الجابري
-ولد في «مكة»، وعاش فيها 3 سنوات
-ثم سافر إلى «الطائف»، ليعيش في كنف خالته وزوجها، بعد وفاة والدته
-عاش طلال في بيت زوج خالته (علي مداح)
-لتسهيل مهمة إلحاقه بالمدرسة، تبناه خاله في أوراقه الثبوتية، ليصبح اسمه «طلال مداح»
-درس الفتى في مدارس «الطائف»
-أصبح عازفا في سن صغيرة، ومطربا يزداد صوته جمالا مع مرور الأيام
-في ليالي الصيف، بدأ نجم هذا الشاب يظهر، وأخذت سمعته تصل إلى المهتمين بالفن
-كان من هؤلاء الناس عباس الغزاوي، الذي كان يعمل حينها مديرا لإذاعة جدة
-كان أول لقاء في بيت عباس غزاوي في 1958
-التقى «غزاوي» «مداح»، ودعاه للغناء في الإذاعة، ومن هنا بدأت رحلة طلال مداح
-1960 تم قبوله في إذاعة جدة في حي «الكندرة»، وقدم أولى أغنياته «وردك يا زارع الورد» على مسرح الإذاعة.
-كانت الإذاعة السعودية تبث باستمرار هذه الأغنية، مما جعل اسم «مداح» يتردد في أنحاء البلاد
-في تلك الفترة، قرر طلال مداح أن يترك «الطائف» ويتجه إلى «جدة»، حيث يجب أن يعيش المطرب حينها بالقرب من الشعراء والملحنين
-شاهد زوجته من الروشان في جدة، لتبدأ قصة حب، وذهب لأخيها وكلمه، ووافقت العروس